اصبح من الواضح ان العراق بات على مفترق طرق اما ان يكون او لا يكون فالعوامل الجيوسياسية والاقليمية والدينية وضعته على كف عفريت وان العراق هذا البلد الذي كان قائما منذ فجر التاريخ ينازع اليوم مصيرا فاشلا فمنذ ان جاء هؤلاء السياسيين الى السلطة في غفلة من الزمن وبمساعدة اجنبية خارجية وبمباركة مرجعية دخيلة بدا يفقد شيئا فشيئا مقومات الدولة بتخطيط مقصود ودقيق وفق آلية يراها البعض بانها دستورية وقانونية ولكن الفوضى العارمة التي يعيشها الان بدأت تسقيه جرعات الانهيار والافول ربما يرى البعض ان هذا الكلام اكثر ما يكون تشائميا ولكن الحقيقة غير ذلك فكثير من القضايا التي عصفت بالعراق حذرنا منها كثيرا واعتبر البعض تلك التحذيرات مجرد تهويلات واقوال تشائمية وان الوضع سيتحسن في المستقبل ولكن الامور تسوء وجميع الحلول المطروحة لم تعد تنفع فلا ينفع الا الحلول الحادة الانقسامية والطائفية فكأنما اوصلوا الامور الى نفق مسدود لا يقبل اي حل مهما كان الا الحلول التقسيمية والاحتلالية او التبعية فهل سيصبح العراق تابعا للدول الإقليمية وجزءا منها في الايام القادمة هل كان مصير العراق جزءا من صفقات التفاوض النووي بين الامريكيين والايرانيين وهل سيقبل العرب بهذا المصير المهول والمرعب لدولة مؤسسة للجامعة العربية هل سيقف العرب مكتوفي الايدي وهم يرون بأم اعينهم بان عراق الحضارات والعروبة يبتلع من الاخطبوط الايراني وبمساعدة من اهله في الوسط والجنوب نعم ان اهل الوسط والجنوب اهدوا العراق وبالتالي مصيرهم وتاريخهم ووجودهم الى الإمبراطورية الفارسية على طبق من ذهب فلم يتخيل الايرانيون يوما انهم سيتحكمون بمصير العراق ويدخلون في جوفه ويقودون معاركهم
الى ابعد نقطة في ارضه لقد تحققت احلامهم التي طالما تمنوا ان تتحقق بين كل حقبة تاريخية واخرى غير ان هذه الحقبة كانت في صالحهم والظروف العالمية والعوامل الدينية والمذهبية كلها اتت اكلها وبسرعة لم يتوقعوها وبمساعدة وخيانة من اهله انفسهم ( كحصان طروادة ) بحجة ان الإيرانيين افضل من غيرهم لانهم شيعة وبالشيعة وبوسيلة التشيع استطاع الايرانيون ان يحققوا حلمهم الجميل الذي طالما راود ابائهم واجدادهم فمن حقهم ان يرقصوا فرحا ومن حقهم ان يحتفلوا حتى الثمالة فلا ألومهم ومن حقهم ان يتنازلوا عن برنامجهم النووي فما قيمة هذا البرنامج ازاء العراق وموقعه الاستراتيجي فمن يسيطر ويتحكم بالعراق سوف يتحكم حتما بالشرق الاوسط بل اكثر من ذلك سيكون لاعبا اساسيا في القضايا العالمية المهمة وسيكون من صناع قراراتها , انها الحقيقة المرة ولكن ماذا بعد ذلك ايها الشعب العراقي المتخاذل الخانع المستسلم الذي ينتظر رصاصة الرحمة ونهاية الوجود كدولة ساهمت في نشر الحضارة الى جميع اصقاع الارض ايها العلماء و الاساتذة ايها الاكاديميون ايها القضاة ايها ايها الاعلاميون ايها الضباط ايها الجنود يا شيوخ العشائر ايها الطلبة يا شباب العراق يا نساء العراق قسما ستعيشون اذلة صاغرين تحت قبضة الفرس سيمحون كل ما يتعلق بقيمكم وعروبتكم وسيذبحون ابنائكم ويستحيون نساءكم كما فعلوا في المناطق الغربية سيبيحون ثرواتكم ولا يرمون لكم الا فتات الفتات سيحرمون عليكم ارتداء الزي العربي وسيمنعونكم من ان تضعوا العقال واليشماغ على رؤوسكم وما اهل الاحواز وما حل بهم عنكم ببعيد فهذا المسؤول الايراني يصرح بان ايران لولا انها لم تدخل الحرب في العراق لكانت الان تقاتل على حدودها فهذا دليل على انكم تقاتلون بالنيابة في حرب لا ناقة لكم فيها ولا جمل وهذا مدير وكالة الاستخبارات الامريكية
السابق يصرح ( بان العراق لم يعد موجودا على الخارطة العربية و لا سوريا أيضا موجودة و ان لبنان دولة فاشلة تقريبا ) فمتى تنتبهوا ايها العراقيون فلا تتكلوا او تطمأنوا ولا تناموا قريري العين فان الأحداث متسارعة جدا فمن كان يصدق ان كل هذا الخراب والدمار سيحصل في سوريا ومن كان يصدق ما يحصل الان في الرمادي والموصل وما هي الا ومضة من الزمن والحرب ستدور رحاها بين بيوتكم وشوارعكم وتحصد اطفالكم هبوا هبة رجل واحد قولوا قولتكم وتحكموا بمصيركم لا تصمتوا فيذهب وطنكم وطن الاباء والاجداد ادركوا وضعكم واحزموا همتكم واجمعوا امركم ولا يكن امركم عليكم غمة فهذا هو الصرخي الحسني يمنحكم الحل ومشروع الخلاص الذي طرحه سماحته ليكون مشروعا واعدا لخلاصكم من ربق هذه الفتنة التي سوف لا تبقي ولا تذر ولابد من المقدمات الصحيحة والموضوعية لتطبيق هذا المشروع وتذليل كل المعرقلات والعقبات ولابد من المصداقية والاخلاص ففي الفقرة العاشرة من المشروع التي تخص التدخل الايراني يقول سماحته ما نصه (10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح . ويضيف في الفقرة الحادية عشر ..
11- في حال رفضت إيران الانصياع للقرار فيجب على الأمم المتحدة والدول الداعمة لمشروع الخلاص أن تُجنِّب العراقيين الصراع فتؤمِّن مناطق آمنة محميّة دولياً يعيش فيها العراقيون تحت حماية ورعاية الأمم المتحدة ، ونترك جبهة قتال مفتوحة ومباشرة بين إيران والدولة الإسلامية (داعش) يتناطحان ويتقاتلان
فيها ولتكن (مثلاً) محافظة ديالى وليستنزف أحدهما الآخر وننتظر نتائج القتال وفي حينها سيكون لنا قرار وفعل مع من يبقى منهما ، فنحن غير مستعدّين أن نجازف بحياة أبنائنا وأعزائنا بحثّهم على دخول حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل كل الخسارة والهلاك علينا فلا نرضى أن نكون حطباً لنيران صراعات قوى محتلّة غاصبة طامعة في خطف العراق واستعباد شعب العراق . )) واخيرا فكلما مر الوقت كلما تعقدت الامور وانعدمت الحلول فسارعوا قبل فوات الاوان للمطالبة بتطبيق هذا المشروع قبل فوات الاوان ولات حين مناص ..