لطالما تغنى العرب بأهزوجة” اسرائيل لابد ان تزول من خارطة العالم ويبدو ان هذه العبارة تلقفتها الادارة الامريكية و كانت في المطابخ لتطهو على نار هادئة حتى تقدم ساخنة وشهية , وجاء الرد اليوم “سوريا والعراق لم يعد لهما وجود في خارطة العالم الجديد.؟
بهذه الكلمات القاسية الخالية من اي شكل من اشكال الدبلوماسية التي اعتادت عليها الادارة الامريكية مع اصدقائها وخصومها فتح النار الجنرال الامريكي مايكل هايدين بتصريح لا يمكن تأويلة مطلقا فهو واضح وضوح الشمس رابعة النهار التصريح اثار “سيل من الردود وان كانت لا ترتقي الى مستوى هذا التصريح الخطير فيما لازال الصمت سيد الموقف فلم تعلق الحكومة سلبا ولا ايجابا ربما انها مندهشة ومنصدمه او انها تبحث عما يسعفها من كلام للرد على هذا التصريح الخطير.!.
فماذا قال هذا الجنرال .(( ان المنطقة ستعيش اضطربا لـ”30سنة قادمة وان العراق وسوريا لم يعودا موجودين مستقبلا وان لبنان دولة فاشلة تقريبا ومن المرجح ان تكون ليبيا هكذا ايضا، ولدينا الآن الدولة الإسلامية والقاعدة والأكراد والسنة والشيعة والعلويون فيما يسمى سابقا سوريا والعراق. أن الوطن العربي سينخفض إلى 20 دولة بدلاً من 22 دولة، في السنوات القليلة المقبلة وأن الأكراد الآن هم الحليف المفضل للولايات المتحدة في المنطقة وسيبقون على تحالف مع القوى الغربية بسبب التقاء المصالح بين الطرفين، مشيرًا إلى استحالة عودة العراق كبلد موحد كما كان سابقا وحتى سوريا أيضًا، داعيًا لتسليح الميليشيات الكردية…))
بقدر تعلق الامر بنا نحن العراقيون فقد تلقينا الخبر ببالغ الحزن والاستغراب فلم نكن لنتصور ان نستمع لهكذا تصريح وبهذا العنف من قبل شخص لم يكن سياسيا او صحفيا يعبر عن وجه نظرة بل من رجل يقود اكبر مؤسسة امريكية ساهمت في بناء السياسية الاستراتجية الامريكية في المنطقة
كنا نامل ان نسمع كلمات الثناء من الادارة الامريكية لما عاناه العراق من ويلات بسبب التدخل الامريكي الذي لم يجلب لنا الا الشر فاذا كانوا قد اعتبروا انفسهم المنقذ للعراقيين من نظام صدام هذا لا يعني اعطائهم الحق في زرع نظام اقسى منة الف مرة فماذا فعلنا اذن ؟
فأمريكا التي تدعي محافظتها على النظام الديمقراطي وتسعى جاهدة لإنجاح التجربة الديمقراطية العراقية وتسويقها الى دول المنطقة تفاجئنا بهذا التصريح الوقح الذي اطلقته المؤسسة الاستخبارية العسكرية الامريكية والتي لها باع طويل في اعداد الاستراتيجية الامريكية في المنطقة بالتاكيد هذا الرجل ليس مجنونا ” ليقول ان العراق سيختفي من الخارطة المستقبلية فهو يعي ما يقول .؟ فقولة ان المنطقة ستعيش اضطربا لمدة 30سنة هو رسالة تطمينيه الى دولة اسرائيل” اللقيطة بانها سوف تنعم بالأمن والامان وان العرب والمسلمين سيتسمر قتالهم الطائفي الى اجل غير مسمى فيا إسرائيل خذي راحتك..!!”
يمكن اعتبار هذا التصريح كبيان ادنانه واضحة لامريكا ودورها في زعزعة الامن بالمنطقة عن طريق زرع اورام سرطانية خبيثة في جسم المنطقة العربية لا يمكن استئصالها مطلقا في الوقت الحاضر ولان المنطقة تشهد غليان طائفي وقومي وعرقي فقد سال لعابهم لتفتيت المفتت ! فنحن ساهمنا الى حد ما في تازيم هذا الوضع لعدم وجود رؤية واستراتجية لبناء الدولة رغم توفر جميع الامكانيات.في وقت مضى.
السؤال المطروح هل ان الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ مخططها المزعوم هذا و ماهو دور الحكومة وكيف ستتعامل مع الوقائع على الارض من المؤكد وحسب التصريح ان الحرب مع داعش ستستمر لمدة 20-30سنة هذا يعني ان امريكا وضعت استراتيجية واضحة لتنفيذ مأربها فهي بهذا التصريح تدعم داعش جهارا نهارا ولا تخشى من احد وهذا يعني ان الامر سيزداد تعقيدا في محاربة داعش .والامر الاخر ان تسليح السنة والاكراد خارج منظومة الدولة امرا خطير هو الاخر وهذا سيكون واقع حال ؟ وهي محاولة لاستنزاف العراق في هذه الحرب الطويلة وحتى لا يصبح وجود الى الاكثرية” اي الشيعة
فتزويد الاكراد والسنة بالأسلحة الحديثة وبقاء الجيش يقاتل بالاسلحة التقليدية هو محاولة لتفكيك دولة العراق لتصبح دولة مكونات تمهيدا لازالتها مستقبلا.
فهل فعلا ستنجح امريكا في اقامة “سايكس بيكو جديد يعيد ترتيب المنطقة بنظام الشرق الاوسط الجديد الخالي من دول الممانعة , ان المتابع الى نشوء داعش يتعرف الى ان داعش هي اول من رفع شعار” ازالة حدود سايكس بيكو وهذا الشعار اصبح مطلبا امريكيا وكرديا فهل هذة صدفة ان يتناغم راى داعش مع مشروع الادارة الامريكية؟ شيء لايصدق!
ربما البعض يفسر تلويح امريكا بسايكس بيكو جديد هو نابع من كون امريكا سابقا لم يكن لها دور يذكر في صياغة هذه الاتفاقية التي وضعها الاوربيون في سنوات ازدهارهم فالأوربيون حسب الراى الامريكي أخطوا في رسم خارطة المنطقة واوربا اليوم ليست الامس وعلى امريكا اعادة صياغة الاتفاقية حتى يضمنوا التقسيم العادل وتوزيع الكعكة العربية الغنية بالبترول. وكذلك ضرب المعسكر الروسي والصيني وتفتيته وقطع اذرعة في المنطقة العربية
ان الغرب يرى بضرورة القضاء على المشروع الاسلامي بضرب المسلمين وفصل الدين عن الدولة وهذا استنساخ لفكرة الفصل بين الكنيسة والدولة التي حدثت في اوربا عندما فقدت الكنيسة هيبتها فهم يرون بضرورة ان يمر الاسلام بهذة المرحلة ويختفى المشروع الاسلامي تمهيدا لبروز اسلام معتدل قر يب من امريكا فتقول له اقبل فيقبل وادبر فيدبر..؟. لكنهم يروجون لداعش وهي المتشددة.؟
ان العراق ليس دولة حديثة حتى تستطيع دولة حديثة كأمريكا بطمس هويتها وتاريخها وحضارتها التي تمتد الى اكثر من 6000عام وانها سوف تقاوم بجبالها ونهريها العظيمان وارضها ستكون مقبرة للغزاة في مقارعة الظالمين فكم حاول الاستعماريون والظلاميون منذ عصور خلت ترويضه واذلالة لكن العراق لم يكن صيدا سهلا وقاوم بكل بسلالة بسلاح بسيط وما ثورة العشرين الا خير مثال لعدم خنوع وخضوع العرقيين لأي مستعمر مهما تكن قوته وها هم اليوم يقاتلون بكل بسالة امتثالا لأمر مرجعيتهم الرشيدية كل مخططات الاستعمار وسوف ترد بضاعة هايدين وامثالة فمن الطبيعي ان نسمع مثل هذة التصريحات التي تعد ضمن اطار الحرب النفسية لتثبط جهود المقاتلين الذين اثبتوا شجاعة فائقة في مقاتلة داعش ودحره التي هي هجين عربي تكفيري وغربي تفتيتي…..