العيون تشخص باتجاه الفندق الذي تقام فيه المفاوضات بالعاصمه النمساويه ( فينا ) … حشود من وسائل الاعلام والصحفيين تتحين وتنتهز اي فرصه للحصول على اي معلومه … تصريحات وتصريحات مضاده اخرى فكل طرف يحاول ان يحافظ على سقف مطالبه.. ولكن اخيراً أعلِنَ الافراج عن نهايه سباق المراثون السياسي بعد ٢٨ شهر من المفاوضات المضنيّة والشاقه … واصبح كل شئ جاهز للاتفاق الا الاتفاق ذاته … فقد اصبح جاهزاً لكنه يحتاج الى قرارت سياسيه … فالجميع اجمع ان كل شئ ممكن تجاوزه
لكن هذا الاتفاق الذي سيكتب ويرى النور ويجري توقيعه عليه ان يخضع لموافقه الكونغرس الامريكي ويتوقع اوباما ان يحصل على دعم الشعب الامريكي كونه ان اقر الاتفاق فسيحسب انجازاً له
اما الايرانيون وكعادتهم يبالغون بالتفاؤل والتشاؤم فهم يصرحون انه حتى لو افرج الغرب عن ال ١٥٠ مليار دولار ورفع القيود والغى العقوبات، فستستمر ايران باقتصادها المقاوم ( المقنن ) وهم يعترفون كذلك ان معجزه اقتصاديه لن تحصل في ايران لكن بالضروره سيتحقق التقدم نحو الافضل في المجالات المختلفه.
غير ان امريكا تحتفظ بملفات كثيره اخرى وهي عالقه منذ زمن بعيد مع ايران نتيجه لبعض مواقفها، فان ارادت ان تكون امريكا جاده فعلاً فما عليها الا ان تقيم علاقات استراتيجيه اولاً لمكافحة الارهاب ( في منطقه الشرق الاوسط ) وثانياً المساهمه الحقيقيه والجاده في تهدئه الاوضاع بالمنطقه بين ايران ودول الخليج خاصة، وعلى ايران عندما يدخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ فستظهر هناك ضغوط سياسيه وصعوبات في تبديد العداء التاريخي بجره قلم .
اذاً من الناحيه السياسيه ستتطلب التزام حقيقي ( مع انها ستكون صعبه بالبدايه ) بسبب وجود شروخ في المشاكل المذهبيه بين بعض الدول العربيه وايران ولهذا فالموضوع ليس بسيطاً لكن امور كثيرة قد وضعت خلف ظهور المتفاوضين..
اولاً: الخيارات العسكريه والتهديدات والتهديدات المضاده التي كانت تهدف الى دفع المفاوضات ان تتقدم وقد اصبحت الان من الماضي بعد ان اقتنع الجميع الى هذا الحد و افهموا ان اللعبه قد انتهت واصبح الاتفاق جاهز ليبصر النور.
ثانياً: الجميع يتسائل هل ستصمت المدافع ويتوقف هدير رصاص القتل في الشرق الاوسط واليمن والمناطق الملتهبه ويعم السلام و الوئام في المنطقه؟ المسئلة تحتاج الى معجزه، لكنها ليست مستحيله…وسنرى
kazum alboudary@ yahoo de