19 ديسمبر، 2024 12:12 ص

الفلوجة ورهان العبادي الأخير

الفلوجة ورهان العبادي الأخير

والانبار،حيث إجتاح الحشد الشعبي بقيادة قاسم سليماني وهادي العامري ،مدينة الفلوجة من ستة محاور ،بعد حصار عسكري،وقصف صاروخي –الزلزال وكراد ارض أرض وراجمات ومدفعية ثقيلة ،استمر طوال الاسبوعين المنصرمين ،حول الفلوجة الى مدينة اشباح حقيقية،مع ابادة جماعية لأهلها ،ليأتي الهجوم امس الساعة(430)،استكمالا وتمهيدا لتنفيذ شعار الارض ألمحروقة حسب خطة وتصريحات قادة الحشد الشعبي الذي وصفوها برأس الافعى مرة ،ومرة محوها من الخارطة وتحويلها الى تراب وآخرها تصريح قاسم سليماني الذي وعد واقسم لمرجعية النجف بأنه سيصلي صلاة العيد في الفلوجة بعد تحريرها،اذن( هي معركة ايرانية بامتياز )،على غير ما يقول رئيس الحكومة حيدر العبادي (انها معركة عراقية خالصة) ،وتزامنا مع معركة الفلوجة ،انطلقت معركة تحرير الانبار حسب تصريح وزير الدفاع خالد العبيدي نفسه في نفس الوقت لانطلاق معركة الفلوجة، اي في الساعة (430 من يوم الاثنين)، بلواء من الوية الفرقة العاشرة وهو اللواء(40) لقطعات الجيش والشرطة ومن محور (زنكورة) الى الفلوجة ،وحسب مجريات المعارك ،فقاسم سليماني يقود معارك الفلوجة بالحشد الشعبي الطائفي،في يقود وزير الدفاع الجيش لمعارك الانبار، هنا متابعة وتحليل سياسي لطبيعة المعارك وأهدافها ونتائجها المستقبلية لحكومة العبادي وإيران وإدارة اوباما ،فهي معارك مصيرية ورهان مصيري ،خاصة لحيدر العبادي،الذي اعطى وعدا لإدارة اوباما ومؤتمر باريس وإيران بالقضاء على داعش في العراق،حيث تشير المعلومات الاستخبارية الى هزيمة كبيرة وفضيحة شنيعة للحشد الشعبي والجيش في كافة قواطع العمليات ، فالحشد الشعبي خسر (ثلاثة من اكبر قادة الحشد نعاهم المالكي على صفحته)،فيما الجيش خسر امر لواء هو العميد محمد نشمي المحمداوي،بعد ان عزل داعش الفوج الثالث من لواء40)تم على اثرها سحب 3 افواج من سد حديثة من قبل قيادة عمليات الانبار الى محور الصقلاوية ،حيث قام داعش بشن هجوم كاسح على هذه الافواج ومنعها من التحرك،وطوروا داعش هجومهم لإسقاط حديثة ،مما حدا بقيادة العمليات بسحب لواء العتبة العباسية من طريق المحمودية –اليوسفية –اللطيفية لتحصين خطها الدفاعي ،وما زالت المعارك تشهد البطء الشديد وعلى العكس تماما هناك قوة دفاعات لداعش كبيرة جدا استطاعت من صد الهجوم ألعسكري والقيام بهجوم مقابل وعزل قطعات من افواج الجيش،ولغاية الساعة1145 – لم تتمكن قطعات الجيش

والحشد من تحقيق اي تقدم ولو شبر واحد نحو الفلوجة من جهة (السجر) ولم تتمكن قوات الجيش والحشد من كسر طوق داعش واختراقه باتجاه الفلوجة،حيث اصطدمت بحاجز ناري كثيف جدا على محور الخالدية –الصقلاوية وعلى اثرها تراجع اللواء طوارئ وفقد 7همرات و4 ناقلات ومدرعتين، فيما كانت قواطع العمليات الاخرى اكثر فشلا في مواجهة القوة النارية لداعش ،وخاصة منطقة (العنان) الواقعة جنوب الفلوجة وتتناصفها مع ابي غريب،لفتح جبهتين في وقت واحد ضد داعش ،إلا ان عددا من العسكريين قد وقع في الاسر ومنهم ضابط برتبة عقيد وسيطرة داعش على الهمرات والناقلات هذه المعركة(معركة عنان) من اشرس المعارك تم فيها قصف شديد جدا على الفلوجة وأحيائها وخاصة العسكري والضباط ،لعزل الفلوجة عن محيطها وغلق الطريق المفتول الوحيد المفتوح للراجلة بين الصقلاوية والفلوجة دون تحقيق اي تقدم نحوها ،اردت من عرض هذه المعلومات التي تسربت من محاضر اجتماع رئاسة اركان الجيش ،ان اؤكد حقيقة ،طالما تبجح بها العبادي والعامري وقاسم سليماني،وهي القضاء على داعش بقوات الحشد(التي لا تقهر) وقوات الجيش التي لا تصمد لساعة امام داعش،في حين يهمش ويمنع ويهمل العبادي والحشد والأحزاب والتحالف الوطني ،من اشراك اهم عنصر استراتيجي وهو المكون السني في المشاركة بمحاربة داعش في مناطقه المسيطر عليها وان الجيش والحشد وحدهم لا يحسمون المعركة مهما كان عددهم إلا بوجود حاضنة لهم هناك وهذه الحاضنة غير موجودة الان لان الشعور العراقي الان هو ان المعركة ايرانية –عراقية هكذا ارادها العبادي وأصر عليها وسمح لقاسم سليماني والحرس الثوري والمستشارين من ان يتواجدوا ويشاركوا في المعركة بشكل اساسي ويقودونها ويتوعدون اهلها بالصلاة يوم العيد في مدينتهم، اليس هذا استفزازا ايرانيا واضحا للعراقيين جميعا ،بغض النظر عن موقفهم من داعش ورفضهم له،حيث منع تأسيس الحرس الوطني وتسليح العشائر بوصفها العامل الرئيسي الوحيد الذي يستطيع مواجهة داعش ودحره وطره من مدنه ،لذلك فالحشد الشعبي يواجه هزيمة وفضيحة كما هو الجيش ،(ويكذب من يقول ان الحشد الشعبي فيه السنة )، اذ لا وجود إلا لسنة المالكي وسنة ايران ،مثل صحوات حميد الهايس وجماعته ومن هم على شاكلته، من شيوخ زاروا طهران وقبر المقبور خميني الدجال،هنا أنا لا اريد ان استعرض وأقدم المعلومات اعلاه لكي ابدوا مناصرا لداعش او شامتا للحشد الشعبي والجيش،يشهد الله ولكن لان المعركة كلها ليست معركتنا نحن العراقيين ،وإنما معركة ايران وميليشياتها وأتباعها مع داعش وإتباعه،والضحية دائما اهلنا في المحافظات التي ترفض وجود داعش والميليشيات على أرضها فالى اين وجهة المعارك وما هي نتاجها ودوافعها السياسية والعسكرية،نقول ان معركة الفلوجة والانبار هي معركة ايرانية-امريكية لتصفية

حسابات عسكرية وبسط نفوذ وتحقيق مصالح جيوسياسية،مع العنصر الاهم فيها وهو (صفقة ) الاتفاق النووي مع ايران،والذي وصل الى مراحله الاخيرة والتوقيع عليه اليوم او غدا،لذلك تزامن هجوم الفلوجة-الانبار مع الاتفاق على يوم التوقيع على الاتفاقية،التي تجعل من ايران الرابح الاكبر فيه ،لأنه سيفتح شهية حكام طهران نحو التسليح والتوسع والتمدد اكثر نحو الدول العربية واستهداف امنها واستقلالها ووحدتها،وبث الطائفية فيها،بعد نشر الفوضى فيها،كما حصل في العراق وسوريا واليمن ،والهدف القادم ستكون السعودية والبحرين،وهو نفس اهداف (تنظيم داعش) ،معركة الفلوجة هي رهان العبادي الخاسر ورهان ايران الخاسر ،ورهان امريكا الخاسر،كلهم رابحون في تدمير اهل الفلوجة والانبار بتطبيق شعار الارض المحروقة لتحقيق النصر المزعوم ،ولكن هذا لن يشفي غليلهم لان القوة النارية والدفاعات المستميتة لداعش وفقدان الارضية للجيش والحشد ،يجعل من تحقيق النصر هناك بالمستحيل،وما عرضناه هو جزء قليل جدا من الحقيقة ،والغاطس ادهى وأمر على الحشد والجيش،الذي يشهد تراجعا واندحارا على كافة القواطع،دون التقدم المطلوب ،حيث يفتقر الى عنصر المبادأة والكفاءة وخبرة القتال داخل المدن،الجيش والحشد يشهد هزائم منكرة رغم العدد الهائل والإعداد القتالي والنفسي والإعلامي الكبير ،إلا ان التقدم بطيء جدا في ايامه الاولى ،فماذا تخبئ الايام القادمة من العمارك هناك-الله يستر العبادي يراهن على احصنة طروادة في معركة الفلوجة والانبار، وإيران وأمريكا تتفرجان على هزائم جيشه وحشده،فأي عار يلحق بالمؤسسة العسكرية الفاشلة التي نتجت من ضلع الاحتلال والطائفية،نعم العبادي بلا حاضنة له هناك يخسر كل المعارك وليس معركة الفلوجة فقط،وهذا ما يريده غريمه نوري المالكي وأعداؤه في العملية السياسية، العبادي في ايامه الاخيرة اذا لم يكسب المعركة ضد داعش …انه الرهان الاخير له …