لم تكن خطبة السيد الحكيم في هذا العيد كسابقاتها في بيان المواقف السياسية من الإحداث؛ فقد شهدت وضع النقاط على الحروف الغامضة أصلاً, خاصة في مستقبل التحالف الوطني, كونه القيادة السياسية للبيت الشيعي, حتى بدأت التساؤلات تنطلق من هنا وهناك!!.
فخطاب الحكيم؛ دل على وجود تحرك لإعادة ترتيب التحالف الوطني على أساس توافق القوى الفاعلة, وتقديم المصالح العليا للوطن والمذهب على مصالح الأشخاص والأحزاب, رغم وجود تيار جديد يسعى لركوب موجة الإعلام الحربي لكسب الأصوات على أساس الزخم الإعلامي لسرايا الحشد التي يسميها بالمقاومة, محاولا الدفع باتجاه “إن الانتصارات جاءت بفضل دعم الجمهورية الإسلامية” ممهدا لجبهة سياسية بالضد من القوى التابعة لها السرايا التي تشكلت بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي.
بالوقت نفسه؛ نجد هناك رفض من قبل الولي الفقيه لوجود هكذا تكتلات ذات أهداف انتخابية, حيث أن التوجه لدى الجارة إيران هو مع التحالف القوي المتماسك في العراق, لكن هذا مالا يروق للساسة المحافظين أو تجار الحروب, الساعين لشخصنة انتصارات الحشد الشعبي, واعتبارها حكَراً لفصائل المقاومة الإسلامية, الأمر الذي رفضته المرجعية العليا في خطب الجمعة مراراً وتكراراً, والتي تؤيد وجود تحالف قوي لقوى البيت الشيعي قادر على مواجهة الأزمات والظروف الاستثنائية, والوقوف بوجه داعش والإطماع الإقليمية, بدون تصدع لوحدة القرار.
لذا دعا السيد الحكيم في خطبة صلاة العيد؛ إلى إعادة مإسسة التحالف الوطني من جديد, بعدما أعلن عن تشييع التحالف الحالي, بسبب محاولة من اسماهم بالمأزومين, الذي يسعون لخلق الفتن بين أبناء المذهب الواحد, وجر نار الطائفية للمدن الجنوبية, في إشارة للخلافات الداخلية في بعض الأحزاب, والتي يراد تصديرها للخارج.
ولكن رغم كل التداعيات الموجودة؛ هناك تحرك على الأرض لإيجاد مناخ مناسب لتشكيل تحالف مرتقب, يتكون من المواطن والأحرار وجناح العبادي والجعفري وبدر, وسيبقى الباب مفتوح للكتل الأخرى, التي تتوافق مع رؤى الكتل الساعية إليه.