6 أكتوبر، 2024 6:19 م
Search
Close this search box.

هل رحيل الوزير السعودي .. مثاراً لجدلٍ .!

هل رحيل الوزير السعودي .. مثاراً لجدلٍ .!

هنالك فرقٌ شاسع ومترامي الأطراف – incompareable بين مقالتي التي صدرت ” هنا ” صباح الجمعة والتي تعنونت بِ < نحن لا ننعى سعود الفيصل > , وبين الأخبار التي ردّدتها وكرّرتها بعض القنوات الفضائية التي ذكرت ” أنّ التحالف الوطني يضغط بقوة على ابراهيم الجعفري ” او الأشيقر ” وزير الخارجية لمنعه من التعزيه في وفاة ” سعود الفيصل ” وزير الخارجية السعودي السابق ” , فما كتبناه وأكّدنا فيه أنّ عدم تعزينا برحيل الوزير السابق مؤدّاه الى موقف جماهيري وطني تجاه الدور البارز الذي لعبه ” الراحل ” في تحشيد وتجييش الجيوش والوحوش في حرب عام 1991 ضدّ العراق وانطلاقها من الأراضي السعودية وبشكلٍ خاص لعدم الأتفاق المسبق الذي ابرمته الممملكة مع الدول المشاركة في الحرب في عدم التعرّض وقصف البنى التحتية والأهداف المدنية والأقتصادية داخل العراق ” اي اقتصار المعارك على جبهات القتال فقط ” , وايضا على الدور الكبيرالذي لعبه الفيصل في تشجيع وحث الولايات المتحدة  في غزوها واحتلالها للعراق في عام 2003 مع العرض السعودي المجاني بفتح القواعد الجوية أمام القاذفات والمقاتلات الأمريكية وتوفير كلّ مستلزماتها الفنية , بالأضافة الى ما يمثّله المقال من موقف شعبي بالضد من الدبلوماسية السعودية على الصعيد القومي العربي في سنواتٍ سابقة , أمّا تسريب الخبر الى القنوات الفضائية ” والذي يبدو وكأنّه متعمّد ” فهو غير مناسبٍ بالمرّة – inconvenient حين يغدو صادراً بأسم الدولة وخصوصا بما يتعلّق بمصالحها الوطنية , وخصوصاً ايضا أنّ الدولة في حالةِ حربٍ دامية مع داعش , ومع الأخذ بنظر الأعتبار أنّ طائراتٍ مقاتلة سعودية تشترك مع التحالف الدولي في قصف مواقع واهداف الدواعش , واذا ما ذهبنا الى مسافةٍ ابعد في أبعاد ضغط ” التحالف الوطني ” على الخارجية العراقية لعدم التعزية , ولو افترضنا فرضاً أنَّ برقية تعزيةٍ ساخنةٍ قد ارسلتها وزارة الخارجية الى المملكة للمواساة بوفاة الوزير الفيصل , فماذا ستؤخّر وتقدّم بالنسبة الى السعودية .! هل ستفتح قلبها واحضانها الى العراق جرّاء سياساتٍ عدائية او شبه عدائية متبادلة بين الطرفين .! ثمَّ وَ وِفقَ المصلحة الوطنية والأقتصادية فمَن احوج الى مَنْ .؟ هل فكّرتْ الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الأحتلال بأقناع السعودية بأعادة فتح انبوب النفط العراقي الممتد عبر اراضيها الى البحر الأحمر , وكم ستزداد الصادرات النفطية للبلاد لو اُعيد فتح هذا الأنبوب المغلق منذ سنة 1991 . صحيحٌ أنّ هنالك تقاطعات فكرية ونفسية وسياسية بين السعودية وبين احزاب السلطة في العراق , ولكن هل الإصرار والإعلان المسبق عن عدم التعزية هذا , ليس سوى تعميقاً للجرحِ ” نحو الأعمق .! ” , ولماذا عدم تفضيل الإعتبارات الوطنية والأقتصادية على الأعتبارات الأخرى .!
   إنَّ ضيق الأفق و قُصر النظر السياسي المتراكمين في العراق يجعلني هنا لأستشهد بما صرّح به يوم امس الجنرال ” مايكل هايدن ” المدير السابق لوكالة المخابرت الأمريكية المركزية بقوله : – < إنَّ العراق سوف يختفي كدولة من خارطة الدول العربية في المرحلة المقبلة > .!!
[email protected]

أحدث المقالات