يفتخر قادة و ملوك العالم في تنمية وازدهار بلدانهم ورفاهية شعوبهم وضمان حقوقهم حتى وإن كانت هذه الضمانات نسبية ومعتداً بها سواء كانت هذه الدول أوربية أو عربية وأخص منها دول الخليج العربي كدولة الإمارات المتحدة ، والكويت وقطر وحتى السعودية ، وربّما يسأل سائل ويقول : لماذا ذهبت الى السعودية دون غيرها من دول المنطقة كالجزائر وتونس ولبنان الخ ، فنقول لأن السعودية تتمتع بخصوصية نصب العداء للمذهب الشيعي وقد ابدع هؤلاء النواصب ” الوهابية ” في عمران دولتهم وصارت هذه الدولة محط إعجاب كل من يرتادها ويقيم فيها ويتنقّل في مدنها ويجوب شوارعها الجميلة التي بُنيت على أساس صحيح وسليم وهذا يكفي لهؤلاء الوهابية وأحفاد ابن تيمية أنهم استطاعوا أن ينهضوا بدولتهم ويبنوا وطنهم بعكس احزابنا وتياراتنا السياسية في العراق بفرعيها ” السنّي والشيعي ” فقد عجزت أحزابنا السياسية عن تقديم نموذج معماري وحضاري وإنساني لدولة العراق يكون بمصاف هذه الدول ، سيّما أن العراق دولة ريعية وبلد غني بالمآثر الإقتصادية … لا بل على العكس من ذلك نجد حكّام العراق الذين يتربعون على عرش السلطة لا يتفاخرون الّا بخراب بلدهم واضطهاد شعبهم وملاحقة أبناء جلدتهم سواء كان هؤلاء الحّكام قوميين أو إسلاميين ، فبالأمس القريب تفاخر صدّام في ضرب الأكراد والشيعة وتلذذ بتعذيبهم وقمعهم بدعوى أنهم ( خَوَنة وعملاء ) ، واليوم يكرر ويكرّس هذا المنطق فخامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ويقوم بنفس الأفعال الهمجية الصدّامية في قمع الشيعة بدعوى أنهم ” خارجين على القانون ” .
ما دفعني الى أن اكتب هذا الموضوع هو كلام زعيم حزب الدعوة ( الإسلامية !! ) حيث ظهر لنا في لقاء آخر من لقاءاته الإعلامية المخزية وكان هذا اللقاء على فضائية ” دجلة ” و تحدث لنا متفاخرا ً وسعيدا ً عندما قال : ( أنا ضربت الشيعة في البصرة ، وفي كربلاء ، وفي مدينة الصدر !!!) تصوّر عزيزي القارئ كيف يتفاخر هذا ( الحاكم المخبول – المصدوم بصدمة الإفلاس من الولاية الثالثة ) وهو من العار والشنار أن يتفاخر الحاكم بملاحقة واضطهاد شعبه ، وياليتهُ تفاخر في ايجاد مشروع وطني وبرنامج حكومي يخدم مصلحة هذا الوطن وشعبه المطارد والملاحق من ظاهرة داعش ، ليته قام بانتشال المواطنين الذين يرزحون تحت أنواع حالات البؤس ، ليته قام بملاحقة السرّاق من حزبه ، فبدلا ً من أن يلاحق هذا المجنون كل من سرق اموال الشعب ، صار متستّرا ً عليهم ولعلَّ وزير التجارة الأسبق فلاح السوداني شاهدٌ على ذلك ، ومن الواضح أن المقصود من كلامه عندما يقول أنا ضربت الشيعة ، إنما يقصد ضرب الصدريين وكثيرا ً مايردد المالكي ويتبجّح بالحملة المخزية التي قادها واسماها بـ ( صولة الفرسان ) ضد الصدريين ، هذا هو الإسم الذي اختاره نوري المالكي لحملته ضد من اسماهم بالخارجين عن القانون ، عندما كان رئيس وزراء جنوب العراق !!!؟ ، وعندما أقول رئيس وزراء جنوب العراق لأنه كان مصداقا ً لقول الشاعر 🙁 أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامةٌ )
وبما أن المنطقة الغربية متخمة بالجماعات الإرهابية كان من الأولى والأجدر بالمالكي أن يصول بالمدن التي عاثت فيها داعش خرابا ً ودمارا ً واستحوذت عليها بدقائق معدودة وبإمكانيات محدودة .
أعود الى صولة البهتان :
والتي هي في الحقيقة صولة الأمريكان على المقاومين الشرفاء ،
وعقابا ً للشعب العراقي والحركة الصدرية على طردهم للإحتلال ، إذ كيف يجرؤ هؤلاء الصدريون على كسر شوكة بريطانيا (العظمى ) وطردها من العراق ، لتبقى أمريكا وحيدة فريدة لا ناصر لها ولا معين
سوى حكومة عليلة سقيمة عزلاء
خانعة تقبع في المنطقة الخضراء !
وهنا إنبرى المالكي ليصول بالفرسان ويثبت لأمريكا بأنه لاتنقصهُ الشجاعة و بإمكانه أن يتوجه للبصرة ويطهرها من هؤلاء !!!!!
فوا عجبي كيف بقي هذا الشجاع خائفا ً من التوجّه الى مدينة الموصل واعادة بناء ما هدمه المجرمون فضلا ً عن الإمساك بهم أو معاقبتهم ؟!!
هذا ولازالت الأسئلة حائرة في ذهني …
لماذا لم يصل نوري المالكي وفرسانه على داعش ويستعيد منها اعرق مدينة عراقية عرفتها البشرية أم ان ذلك لم يكن خروجا ً عن القانون اصلا ً ؟؟؟
أهاااا … ربما أن البصرة تقع داخل الحدود العراقية أما مدينة الموصل فتقع خارج الحدود العراقية !!!؟
وهناك احتمال آخر هو :
أن النفط اغلى من مدينة الموصل ومعالمها الدينية وشواخصها الأثرية والتاريخية ، لا بل النفط أغلى من شعبها وطوائفها وأهم من انتهاك حرماتها وقتل ابناءها على يد الجماعات الوحشية ” داعش ” .
أم ماذا ؟؟
مابالي لست افهم !!؟ ، انكزوني يرحمكم الله ، ارجوكم انكزوني … نكزة واحدة منكم تجعلني أفهم لماذا لم يصل المالكي على الذين ارتكبوا الجريمة المروّعة ” سبايكر ” في حق 1700 عراقي ذبحوا كما تُذبح النعاج !!!!؟؟؟
مالي لا أرى صدام الشيعي في قفص الإتهام على ماجرى علينا من ضياع مدن عديدة أصبحت اسيرة الإرهاب ، وهدر المال العام على الأبناء والأحفاد والأسباط والأصهار ؟؟؟ ، مالي لا ارى هذا القائد الجعفري الذي تمنته الجعفرية أن يكون قائدا ً سياسيا ً لها عندما هتفت به أيام الإنتفاضة الشعبانية في عام 1991
( ماكو ولي الّا علي * و نريد قائد جعفري ) مالي لا أراه ماثلا ً أمام القضاء ” العادل ” الذي يعجّ بالمواطنين المدانين بسرقة < بيضة > ومن ثم يُحاكموا وتُطبّق في حقّهم أقسى العقوبات !!!!!؟
قبل أن اختم مقالي أقول لمن تبجّح في ضرب الشيعة :
من حسن حظّك أنّك وقعت مع خصم حليم وانسان مستقيم ، فوالله لو لا الكاظمين الغيض والعافين عن الناس وأعني بذلك السيد مقتدى الصدر ، لصرت خبرا ً منسيا ً وانتهت حياتك على يد من صلت عليهم ، فقد كان سماحة السيد مقتدى الصدر يتابع عن كثب مجريات صولتك الهوجاء وقام بضبط اتباعه وأمرهم بعدم مقاومة الجيش العراقي تحت أي ذريعة وتحت أي عنوان حتى انخمدت تلك الفتنة وتلك الواقعة التي قمت بتنفيذها كخدمة مجّانية للإستعمار الغاشم ، وكلنا نعلم كيف أمر سماحة السيد مقتدى الصدر أتباعه بتقديم غصن السلام للأجهزة الأمنية ، هذا هو الإنسان الذي يستحق منّا أن نحتفي به ونضعه وساما ً على صدورنا ونفتخر به وبمواقفه الوضّاءه وتحركاته النبيلة والشجاعة ، ولا أريد أتحدث أكثر عن عطاء عائلة آل الصدر وماقدمته هذه العائلة للدين والوطن والمذهب لأنهم أصبحوا في عطاءهم أشهر من نار على علم .
ختاما ً أقول : لقد كان سيء الصيت ” بول بريمر ” مصيبا ً في وصفه لهؤلاء السياسيين الأجلاف عندما وصفهم في كتابه ” مالم يذكره بريمر في كتابه ” الملحلق بكتاب مذكراتة الذي حمل عنوانا ً < عام قضيته في العراق > لقد كان بريمر مبدعا ً في وصف هؤلاء ومن يراجع ما قاله بريمر بخصوص تصرفات وسلوكيات كل من جاء على متن الدبابة الأمريكية سيجد هذه الأوصاف مطابقة تماما ً لما نراه اليوم من هؤلاء السياسيين ومن بينهم القائد الفاشل السابق للقوات المسلحة ” نوري كامل المالكي ” فيقول بريمر : انه العقل المدبر لما يقوله الجعفري (آنذاك) لكنه دفع بالجعفري الى المقدمة للإستفادة من لباقته وثقافته العامة التي يفتقر اليها المالكي إضافة الى افتقاده الكياسة والأناقة والدبلوماسية … ويشبهه بصدام الشيعي !!!!!