ندخل الان مرحلة اقليمية ومحلية جديدة بدأت ملامحها بالظهور في تغيير واضح ومعلن للموقف الامريكي والتركي من قضايا المنطقة ، لتبدا بذلك مرحلة الحرب الناعمة. حين تراجع تاثير وسيطرة الولايات المتحدة بسبب من استخدامها للقوة المفرطة وبسبب من معايير المزدوجة في التعامل مع مواضيع الديمقراطية وحقوق الانسان وقضايا محاربة الارهاب التجأت ادارة اوباما تدريجيا الى استخدام اساليب التاثير غير العسكرية على الغير وهو ما يسمى ب(الحرب الناعمة). جوزيف ناي وكيل وزارة الدفاع الأميركية السابق عرف الحرب الناعمة على انها : «استخدام كل الوسائل المتاحة للتأثير في الآخرين باستثناء الاستخدام المباشر للقوة العسكرية».حين فشلت امريكا في تحقيق اهدافها في الحروب وهي الهيمنة التامة والسيطرة من اجل تحقيق مخطط التجزئة والتقسيم وانهيار الدول المركزية وكانت النتائج اقل بكثير من مقدمات الحرب الباهظة التكلفة القليلة النتائج اثرا واهمية ،لذا تم التحول من الحرب الخشنة الى الحرب الناعمة لعظم التاثير وسعته وسرعة ظهور اثار نتائجه ولانخفاض تكلفة الحرب الناعمة قياسا بالحرب الخشنة.والحرب الناعمة قائمة على اساس ان قوى القمع البولسيسة والعسكرية ضعيفة في واقعها وسلبية في تاثيرها لذا سرعان ما تنهار وتعجز عن الدفاع عن النظام السائد بسرعة مهولة كما حدث في سقوط الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية والنظام العراقي والنظام الليبي والتونسي والمصري فانهارت وانهيار منظومة الدولة برمتها ،حيث ظهر وهم المثلث الذهبي للقوة السياسية الا وهو الايدلوجيا والمال والسلاح حيث ظهر ان الافراط في استخدام اي من عناصر هذا المثلث ينتج عنه تحول القوة الى ضعف خطير يهدد كيان الدولة ظهر كما في إسقاط النظام القائم في العراق عام 2003، والذي اغرقت امريكا العراق في الفوضى الخلافة والارهاب والاقتتال الطائفي.
واهم الاسس المعتمدة في الحرب الناعمة هي:
1- استخدام الأساليب الاعلامية والجاسوسية والاقتصادية(من فساد اداراي وتخادم مصالح فئوية ضيقة) وهي الأقل تكلفة قياساً قياسا بتكلفة الأساليب العسكرية.
2- استخدام اليات عمل للتاثير على الاخرين دون اي مقاومة لهم واي وعي منهم بحقيقة الامر.
3- استخدام البدائل من حرب بالنيابة وتاجيج الخلافات وتعميق الاختلافات وصولا الى صدام مسلح داخلي بدلا من الصدام المسلح المباشر مع الولايات المتحدة الامريكية .
ويعتبر الإعلام من اهم ادوات الحرب الناعمة، حيث يلعب الاعلام فيها الدور الاتي :
ا- تركيز الإعلام على الخوض في القضايا الداخلية والطائفية والعرقية والقومية الحساسة لاثارة الفتن والصراعات الثانوية والابتعاد عن القضايا إلاستراتيجية المصيرية .
ب- الإكثار من الفضائيات بانواعها وتوجهاتها المتعددة في مناطق محور المقاومة والممانعة للسياسة الأميركية، في الشرق الاوسط.
ج- الاحتلال الاعلامي عن طريق جعل الاعلام المحلي بوقا يردد صدى الاعلام الغربي ويروج له عن وعي او من دون اي وعي.
د- صناعة وتوجيه الرأي العام عن طريق الاعلام بما يتناغم مع الإستراتيجية والأميركية في الهيمنة والسيطرة والنفوذ.
ه- توجيه والإعلام لتسطيح وتسخيف وتجهيل الفكر العام والذوق العام لمنع اليقظة لدى الشعوب في المنطقة .
و- ترويج وتهيئة تقنيات صناعة وافتعال الاحداث من اجل اثبات مصداقية وسيلة الاعلام والمساهمة في تأجيج الاضطرابات وتبرير تغيير المواقف واليات العمل السياسية لحكومات المنطقة وقوى الارهاب.
تطورات المشهد السوري في ظل الحرب الناعمة 2015
1-اقامة منطقة حظر جوي امريكي وتركي شامل وجنوب سوريا على الحدود مع فلسطين والاردن وتركيا والعراق لاعاقة سلا الجو السوري من القتال.
2- اقامة مناطق امنة ومعزولة عن سيطرة الدولة السورية تابعة لحكومات محلية معارضة تحت حماية الجيش التركي والاردني والاسرائيلي لاجل انفصالها عن سوريا.
3- العمل على وحدة المعارضة السورية في حكومة مؤقتة انتقالية للتفاوض مع الجانب السوري لتكريس شريعى الانفصال.
4-تعزيز قوات المعارضة السوريةعدا حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش .
5- ضم اراض سورية لدول الجوار تركيا والاردن والكيان الصهيوني وداعش في العراق.
