يشير الباحثين والمشتغلين بالسياسة بأنها الإجراءات و الطرق المؤدية لاتخاذ قرارات من أجل المجموعات و المجتمعات البشرية ومع أن هذه الكلمة ترتبط بسياسات الدول و أمور الحكومات فإن كلمة سياسة قد تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة و قيادتها و معرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة و التفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد بما فيها التجمعات الدينية و الأكاديميات و المنظمات ,وتعرف السياسة {بكيفية توزع القوة والنفوذ بمجتمع ما أو نظام معين} ولغوياً “سياسة” مشتقة من سَاسَ ويَسُوسُ. أي ينصرف إلى معالجة الأمور.
ولأهمية علم السياسة في العمل السياسي وذلك لمعرفة : (1) فهم الترابط بين أجزاء العملية السياسية وبالتالي تفسير ما يدور بالساحة السياسية كمقدمة ضرورية لاتخاذ القرار بشأن التحرك السياسي الملائم. (2) فتح آفاق العقل للتعامل مع الأحداث بطرق حكيمة بنظرة واقعية. (3) القدرة على تحقيق الأهداف بأفضل النتائج بأقل التكاليف.
ما ذكرته لا اعتراض عليه لكني وجدت ما لم أجده طيلة حياتي ,في حافلة نقل الركاب عندما كنت متوجهاً لتهنئة خالي العزيز بمناسبة العيد ,فقد عزمت ان استقل باص نقل الركاب (كيا) ل (12) شخص ,دون ان استأجر تكسي يقلني لمنزل خالي ,جلست في الباص حتى انتظر أن يمتلئ بالركاب فجلس بقربي رجل يتراوح عمره بين (50- 55) سنة ,فمرت بقربنا ثلاثة سيارات مضللة فقال (الحجي ):أنهم أكيد أمريكان ونحن أهل البيت العراقيين ضدهم ولا نريدهم أن يتحكمون بنا وبمصائرنا,قلت له :كلام جميل حجينا الفاضل ,لكن لي سؤال كيف عرفت أن ما في داخلها أمريكان والسيارات سوداء اللون ومصفحة ؟هل عيونك تخترق الحواجز لتعرف مافي داخل السيارات ؟هل لديك عيون فوق الأشعة البنفسجية ؟سكت الحجي ليتهرب من سؤالي ,وتحدث معه فقلت له :ان أدارة الدولة تختلف عن أدارة العشيرة والبيت ,هذه مهمة صعبة وشاقة في ظل الظروف التي نعيشها وهنالك وتحديات وأجندات خارجية لم يرق لها التغيير الذي حصل بعد عام 2003,وبدأت اشرح له تصورات ورؤى الحكومة الجديدة وماذا يعني انك تذهب لتختار كل أربعة سنوات من تجده مناسباً بمحض أرادتك لقبة البرلمان ,وتكون عنصراً فاعلاً في
بناء الدولة المدنية ,وشرحت له لماذا يأتي الإرهابيين ليقتلوا ويسفكوا الدماء وينتهكوا الأعراض جراء فتاوى مضللة بأسم الدين والإسلام؟,هذا كله وهو لم يشاركني فيما أسهبت به من حديثي ,فقال لي :أكملت قلت نعم لكن هنالك حديث آخر والوقت ضيق لا يسمح بذلك ,قال لي :دعني أتحدث أليك عن الغنم والماعز والجواميس وأسعارها لأنني صاحب (حلال) وبدأ يشرح لي عن كيفية تزاوج الحيوانات مع بعضها ,وحصوله على منتجات الحليب والجبن والقيمر والروبة والزبد ,ثم انتقل للشق الثاني في حديثه عن فضلات حيواناته البعرور,واليات الاستفادة منه ,لقد تفنن وإجادة في طرحه ,لم استطع ان أسأله ما هو الربط بين السياسة ومعتركها وحديثه ,لأن جميع الركاب قد شاركوه في الحديث وتبادلوا معه وجهات النظر والآراء ,وأحسست أنني أغرد خارج السرب ,دون أن يشاركني احدهم ولو بهمزة وصل فيما طرحته من نظريات سياسية ,وكيف أوضحت لهم ما هي المعاناة التي نتحملها جراء ظلم الطغاة والمستبدين والفاسدين ؟ لقد جاوبني الجميع بعبارة واحدة هذا (حجي ميوكل خبز) فقلت لهم أنني أريد أن اطلعلكم على طبيعة المؤامرات التي تحيط بنا ,الجميع لم يأبه بما قلته ,ورددوا نفس العبارة السابقة (عمي حجيك ميوكل خبز),واكتفوا بحديث الحجي عن البعرور.