18 ديسمبر، 2024 10:56 م

اجراء في صالح العراق و المنطقة

اجراء في صالح العراق و المنطقة

منذ الاحتلال الامريکي للعراق و إستفحال نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سائر أرجائه، فإن العراق يعاني من مشاکل و ازمات مزمنة وعلى رأسها الفساد الذي هو من أکبر آثار و تداعيات هذا النفوذ، خصوصا وإن دهاقنة و أساطين الفساد معظمهم من الذين قدموا من طهران التي تعلموا فيها أصول “علم الفساد”، الذي يختص به هذا النظام المعروف قادته و مسٶوليه بشفط المليارات من أموال الشعب الايراني المغلوب على أمره.

النفوذ و الهيمنة الايرانية الذي تم تفعيله و جعله أمرا واقعا من خلال الاشراف المباشر من جانب الحرس الثوري الايراني وتحديدا من قبل الارهابي المطارد دوليا قاسم سليماني، قائد قوة القدس الارهابية الجناح الخارجي للحرس الثوري، ولاسيما من حيث إنشائه لجماعات و ميليشيات عميلة تابعة له و مٶتمرة بأمره، والتي تقوم وبصورة واضحة بخدمة المشروع الايراني في العراق والانکى من ذلك إن العديد منها يتفاخر بکونه يتبع المرشد الاعلى للنظام الايراني و يعتبرونه مرجعية فکرية ـ سياسية لهم، والملفت للنظر بأن تصاعد دور و نشاط الحرس الثوري في العراق قد وصل الى حد أن يتم إختيار إيرج مسجدي، مستشار الارهابي قاسم سليماني سفيرا جديدا للنظام الايراني في العراق، والذي يثير السخرية و التهکم إن الحکومة العراقية وافقت على تعيين هذا الارهابي سفيرا لإيران في العراق على الرغم من کل الضجة التي تمت إثارتها ضد تعيينه وهو مايدعو لأکثر من تساٶل و إستفسار.

مايدعو لوضع أکثر من علامة إستفهام على قبول الحکومة العراقية بتعيين إرهابي إيراني في منصب سفير لديها، هو إن هناك وفي الوقت الحالي تحديدا ضجة دولية بشأن الدور المريب الذي يقوم به الحرس الثوري الايراني في بلدان المنطقة وخصوصا في العراق، بل وإن هناك مساع دولية من أجل تصنيف الحرس الثوري في قائمة الارهاب، وهو أمر و إجراء يصب في صالح أمن و استقرار العراق بشکل خاص و المنطقة بشکل عام، ذلك إن سبب و اساس تفعيل و تجسيد المصائب و البلاء في العراق و المنطقة کان ولايزال الحرس الثوري الايراني، ومن هنا فإنه وعوضا عن القبول بإرهابي کسفير للنظام الايراني في العراق، کان لابد من العمل بإتجاه التناغم و التنسيق مع الاتجاه الدولي في سبيل تحديد و تحجيم دور هذا الجهاز الارهابي المثير للمشاکل و الفتن.

العمل على تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب و الذي يجري بعد أن تأکد المجتمع الدولي من الدور المشبوه لهذا الجهاز وعلاقته المباشرة بنشر التطرف الديني و الارهاب خصوصا بعد الادلة و القرائن التي قدمتها المقاومة الايرانية والتي حصلت عليها من داخل إيران و تٶکد و تثبت الدور المشبوه لهذا الجهاز و مخططاته الخبيثة في دول المنطقة و العالم، هذا العمل إجراء يجب العمل على دعمه عراقيا و إقليميا ولئن کان هناك في العراق البعض ممن لايرغب بهذا الاجراء لأسباب تتعلق بتبعيته و خضوعه للقرار الايراني، فإن الاطراف الوطنية العراقية مدعوة من أجل دعم و مساندة هذا الاجراء کي يصبح أمرا واقعا فيخلص العراق و المنطقة من جهاز مشبوه يعتبر اليد المنفذة و الضاربة لطهران.