تعتبر الكهرباء من المؤثرات المهمة والرئيسية, في حياة المجتمعات الحديثة, فأصبحت مؤخرا كشريان الدم الذي يغذي جسم الانسان, فبانعدام الكهرباء؛ يحس جسم الانسان بالضيق والتعب, وخاصة مع تزامن فصل الصيف اللاهب والحارق, لاسيما والكهرباء اصبحت لها استعمالات عديدة ومهمة في الحياة اليومية, تعدت الانارة وغيرها من المتطلبات القديمة, وان كان اختراع الكهرباء لمصلحة دنيوية بحته كالشهرة مثلا, لكن براعة مخترعها حببت له نفوس الجماهير, ولاسيما الفقراء منهم دون ان يعرفوه.
في العراق؛ هنالك وزارة اسمها وزارة الكهرباء, تقع على عاتقها توفير طاقات كهربائية, والعمل عليها لإيصالها الى المواطنين, وأكيدا هذه الوزارة بحاجة الى وزير, ليدير عمل وزارته ومراقبة موظفيها, وغيرها من الواجبات التي لابد ان يتخذها, ليحسن مستوى الواقع الكهربائي في البلاد, لكن المشكلة الى الان وبعد 13 عام لم يأتي وزيرا ناجحا, يدير زمام وزارته المهمة والضرورية لدى الجميع.
توالى على وزارتنا سارق بعد سارق, فمن كريم وحيد؛ الذي هرب دون ان يقدم شيء سوى السرقات, لتكون هديته سعفة ذهبية من خلفه بالوكالة حسين الشهرستاني, لتحول الامور بيد الفهداوي, الذي عمل طائفيا في وزارة الجميع, فالتسعيرة لا تشمل الانبار لأنه ابنهم, والقطع يشمل الجنوب, لانهم مترفين, وغيرها من المفاسد.
أصبحت المحصلة الان؛ وبعد اكثر من عقد من الزمن, هي لا توجد طاقة ولا وزارة كهربائية في العراق.
هذه العشرة اعوام او اكثر, كانت سببا في ابقاء العراق على عهده, دون تقدم ولا تحسن, فالبلدان تتقدم سنة تلو الاخرى, الا نحن؛ نستهلك ما تبقى من طاقاتنا بسبب سياسيين فاشلين, تسلطوا حين غفلة, وأسسوا لإمبراطورتيهم اساسا قويا من السرقات, على حساب دم الشباب والارامل والايتام, ليعبثوا في الارض فسادا.
الكهرباء كانت أكثر سببا في ارباك اقتصاد العراق, لما تهدره من أموال دون وضع أسس ناجعة لاستحصال وارداتها, كما هو معمول به في البلدان المجاورة, فهدر للطاقة دون وجودها, وسرقات لوزراء تكالبوا على الوزارة؛ لما تحققه من منصب سيادي, يستطيعوا من خلاله تحقيق أكثر فساد, دون محاسبة ومراقبة الجهات العليا, لا بل يكرم من يخرج منها, لأنه اذى المواطن وبجدارة.
ما بالنا ونحن نعيش جوا لاهبا, تتجاوز درجات حرارته الـ50, وأنت تأتي الى منزل راحتك بعد يوم تخلل بالتعب والارهاق, وتجد ان الكهرباء قد اعدمت منذ صبيحة ذلك اليوم, وقد جاء موظف دائرة الكهرباء المجاورة ليخبركم بأن التسعيرة الجديدة قد طبقت, وعليكم زيادة ما كنتم تدفعون, دون التفكير في هموم المواطنين ومعاناتهم, لاسيما الفقراء منهم الذين احتلوا حيزا كبيرا من تعداد العراق, الذي اخذت منه معارك الشرف جزءا ليس بيسير.