فيما عرفنا من الروايات الصحيحة والأحاديث الجازمة بما تنقله لنا ، أن أهل البيت عليهم السلام هم الصفوة الطاهرة المطهرة بنص كتاب الذي لا يأتيه الباطل بالمطلق !
وهذه من الضرورة الأعتقادية والقرآنية التي لا لبس ولا شك فيها !
فكل تصرفاتهم هي محور تشريع ، وشريعة مقصودة ، وأقرار لشيء ليس بينه وبين عبثية الأشياء من قرابة أبدا !
حتى دقيق المسائل وصغيرها هو معلل الأغراض الشرعية والعقلائية !
وكيف لا وصريح كتاب الله تعالى يصف محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ( وما يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) !!!
وهذا الوحي يوم أقر خلفاءه وارتضاهم مكللين لمنهجه والرسالة ، فكلهم شابهوه وتطابقوا معه خلقا ومنطقا وتصرفا !
فحازوا ما حاز هو عليه بأبي وأمي !
فصاروا مصادر للتشريع وأنبثاق الأحكام ، لتفتح المدارس والعلوم والحداثة في كل حياتهم العظيمة وبحرها الزاخر ، وأعماقها ثرية المنافع !
ولا يمكن بحسب المعتقد الذي نحن عليه تجد فعلا لهم سلام الله تعالى عليهم أجمع ، لأحدهم دون قصده ودون أشاراته التي أرادوها لنا !
والحوادث جمة وعظيمة ومفروغة الأستدلال القطعي النقلي والعقلي !
ومنها يوم ضرب رأس أمير المؤمنين ع في فجر صلاته من شقي الوجودات اللعين أبن مجلم !
جيء به لمصلاه في بيته ، وكان قويا شديدا مع نزف الدماء ، وكان يكلم القوم وولديه الحسنيين ، بل أكثر من ذلك غدى يرسم لهم خريطة القصاص والثأر من قاتله !
ويصبرهما على هذه المحنة بكل شجاعة وبسالة وأقدام !
لكن ،،،!!!
ماذا أصاب هذا العظيم يوم بكت عنده زينب عليها السلام ، هذا الجلد بوجه الحسن والحسين وهما يبكيان ويرد عليهما عليكم بالصبر أين أختفى ؟!
لماذا زينب لا صبر لك معها يا علي ؟!
وأنت قد فرغنا من عبثية تصرفاتك الى فعلك القرآني المعلل والمقصود جزما !
من زينب التي دموعها قهرت صبرك وبعثرت الجلد ، وقضت على الصمود العلوي ؟!
أي بليغ أشارة ترسل ؟ وأي قانون تشرع ؟ وأي مبهم قول تشرحه وتبينه ؟؟؟
هل هي الأبوة ؟
هل هي التعاطف ؟
هل لأنها بنتك ؟
هل لكونها أنثى ؟
أم لأنها قائد قافلة البكاء والنحيب يوم عاشوراء ؟
أظنها كذلك يا أمير المؤمنين فقد ميزت ببراعة دموع زينب الغالية ، زينب الأستثنائية في محنة وجرح علي عليه السلام ،،،
ليتك حاضرا في يوم البكاء والعويل والحيرة التي أكتنفت فلذة كبدك يا أمير المؤمنين ومن أسالت لديك غزير الدموع ووافر الشجن !
السلام على علل الشرائع ، وقرآنه الناطق ،،
السلام على دموعك يا علي وأنت تسيلها لزينب معرفا بها من تلك وما شأنها !!!
أللهم ألعن قتلة أمير المؤمنين عليه السلام ،،،