قد يكون تصريح وزير الداخلية الكويتي؛ هو الأول من نوعه على المستوى العربي والإسلامي، والأكثر جراءة وصراحة وصرامة وحماسة.
قال الوزير ” نحن في حالة حرب؛ هي حرب حسمت مع هذه الخلية، لكن هنالك خلايا، لن ننتظر أن تجرب حظها معنا”
حرص وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح؛ على أن تكون كلمته عفوية، رغم وجود كلمة مطبوعة أمامه؛ بخصوص تفجير جامع الإمام الصادق، الذي أستشهد فيه 26 وأصيب 227 من المصلين يوم الجمعة، وقال:” لا يهمني أن هناك شابا عمره 23 سنة، ينتقل من الرياض الى البحرين، وثم الى الكويت، في أقل من 12 ساعة؛ حتى يفجر نفسه، نحن نريد من يديره، وهم الذين نتجه لهم( نستهدفهم)، نريد ضرب من يقف وراءه، ومن قام بغسل الأدمغة”.
حضر هذا الوزير إجتماع طاريء، عقده مجلس الأمة، وتلى فيه رئيسه مرزوق الغانم بياناً، معزياً الكويت أميراً وشعباً، وأوضح أن الحادث الإرهابي تم التصدي له بشكل مذهل إستثنائي وقال: ” أن الإرهاب الجبان أرادها فتنة، فإذا بها قيامة وطنية، وإنتفاضة شعبية وتعبئة عفويةعامة، أرادها صراع مذهبي؛ فإذا به دين واحد وقبلة واحدة ونبي واحد وكتاب واحد، وأراد مسجدين؛ فإذا به مسجد واحد”
لم تنه الإجراءات بالحديث والكلمات وبيانات الشجب والإستنكار، التي يتعامل معها قادة العرب والمسلمين تبعاً لطوائفهم، وقد طالب مجموعة من النواب إنشاء مجلس حرب، وتعديل المناهج وإغلاق القنوات التي تبث الفتنة، وتعديل المناهج الدراسية.
تعاملت الكويت بشكل مختلف كلياً عن أقرانها العرب، الذين سمحوا سياسياً وفكرياً ومنهاج دراسية؛ لرعاية الإرهاب، وتربية الشباب على القتل والإنحراف، حتى جعلت من أيّ شاب منحرف، يستطيع زعزعة أمن دول كاملة، وبمجرد تصوير مقطع فيديو أو نشر صورة على مواقع التواصل الإجتماعي، تنتشر حالة الرعب، في وقت يتغاضى قادتها عن تلك الأفعال، ضناً بأنهم يرعون أمثلة في القوة والرعب؛ لمحاربة من أفترضوهم أعداء؟!
أراد الإرهاب إحداث فتنة طائفية، وإذا بالأمير أول الحاضرين للبحث بين الركام عن أبناءه، ولما نُبه لخطر المكان قال كلمته الشهيرة (عيالي)، وأعتقلت السلطات 60 شخصا، وأغلقت جمعية خيرية محلية، لمزاعم مخالفات تتعلق بجمع التبرعات للسوريين؛ في إطار حملة على صلات مشتبه بها مع المتشددين.
أن دولة الكويت من الدول الآمنة، التي تأخذ موقف الحياد، وتنأى بنفسها عن تأييد الفكر المتطرف بذرائع طائفية، وعرفت مجالسها بالديوانيات، التي تجمع مكونات شعبها، وهذا الحادث إراد شق صفها ووحدتها، وقد عمدت حكمها على نظرية تقسيم الثروة؛ بين السلطة الحاكمة والتنمية والشعب الى أثلاث، ولم تضع في حسابتها طائفة مواطنيها
ستنجح الكويت في مكافحة الإرهاب، وسوف يغرق حكام العرب، في بحر من الدماء، وهم أول ضحايا إرهاب تؤمن به قصورهم.
نجاح الكويت من إصرارها على صراحتها مع شعبها، وما قاله وزير الداخلية كمواطن بعفوية” أقسم بالله العظيم، لا يوجد لدينا ما نخفيه، وإن كنا نتأخر قليلاً، في الكشف عن التفاصيل؛ إلاّ إننا نحرص على أن يطلع الشعب، على كل التفاصيل”، ومنها أن المجرم مشى 22 متر، وعمل بالخفاء، وضرب من الخلف، وأن لم يكن في الكويت لكان في دولة مجاورة، غسلت أدمغة شباب، صاروا كقنابل تتحرك في العالم، وزنادها بيد مؤسسات فكرية منحرفة، ومناهج دراسية إجرامية.