اتابع عبر وسائل الاعلام قضية اليونان مع الاتحاد الاوربي
والفشل الكبير الذي وقعت في اليونان وعجزها الكامل عن الخروج من مشكلتها وديونها التي بلغت ٣٢٠ بليون يورو … رقم خيالي لو ذكره لي احد لما صدقته ولكني رأيته وبالبنط الكبير على احدى القنوات الاخبارية الغربية.
وحاجتها الى ما يزيد عن ٣٠ بليون يورو اضافي لكي تقف على رجلها وعدم قدرتها على سداد ١،٨ بليون يورو لدائنيها .
واتسائل لماذا وصلت اليونان الى ما وصلت اليه؟
ومن جانب اخر اتابع اوضاع جارتها الشرقية تركيا، والنجاح الاقتصادي الهائل الذي وصلت اليه،
لماذا نجحت الثانية وفشلت الاولى ؟
كلا البلدين حرصا على الانضمام الى الاتحاد الاوربي، ولكن اوربا قبلت اليونان ورفضت تركيا ،وهذا يعطيها ميزة استثنائية .
تركيا اعتمدت على ما تنتجه وتوسعت فيه … صناعة … وزراعة وبلغت معدلات تصديرها افاقا عالية وعندما ننظر الى الشعب التركي نجد ان نمط حياته ورفاهيته يتناسب مع جهده وانتاجه ليس الا.
اما اليونان فاختارت الرفاهية الكاذبة فاصبح ٥٠٪ من سكانها يعيشون على المعونات الاجتماعية، و ٢٥٪ من اقتصادها اسودا لا ضريبة عليه، و ٢٥٪ من شبابها يسعى للهجرة .
اليونان اصبحت موضع سخرية فالبلد جاليته المهاجرة بالملايين لهم تحويلات نقدية عالية المستوى ولدت كسلا عن العمل فاصبح شعبها شعبا مرتكزا على السياحة وعلى ما يرده من جالياته في العالم اما في الداخل فسكر ورقص وغناء.
وعندما نتجول في الاسواق الاوربية نجد حضورا كبيرا للمنتجات التركية من الاجهزة والاكترونيات والملابس الى الحلويات . ولكننا لا ترى شيئا من انتاج اليونان الا الزيتون وزيته وهويتراجع لصالح اخرين.
ان طبيعة البلدين الجغرافية تكاد تكون واحدة ولكن الخلاف في الشعب بين شعب جاد ومنتج وبين شعب غير منتج .وعليه الان ان يدفع ثمن كسله .
اعود فانظر الى بلدنا العراق لقد حباه الله بالثروات ونقارن بين جزئين منه كردستان وجنوبستان . كلا المنطقتين نعمتا بالامن خلاف سنتستان ، وكلاهما حصلا على حصتهما من مال النفط ، وحصة الجنوب اكبر وربما على حساب المناطق الساخنة . فلماذا لا نرى تقدما عمرانيا واقتصاديا في الجنوب يوازي ما حصل في الشمال ؟ والذي بقي متماسكا رغم قطع حصته من موازنة العراق على مدى عام كامل.
هذه المقارنات ضرورية لانها معيار في كيفية الحكم على من يتولى ادارة دفة الحكم في اية منطقة .
نعم هناك دول فاشلة وتزداد فشلا واخرى ناجحة وتزداد نجاحا فاين نجعل انفسنا من كل ذلك .؟
