19 ديسمبر، 2024 12:25 ص

لاتقتلوا وطنية الصحفيين النازحين!

لاتقتلوا وطنية الصحفيين النازحين!

اكثر مايؤلم الصحفي النازح هو فقدانه لوطنه فالوطن عند الصحفي هو وجوده وحضوره وشرفه وقضيته التي لن يتنازل عنها مهما تكون صعوبة الحياة ,والصحفي هو  غير الموظف وايضا من غيرالعناوين الاخرى في مفاصل الدولة الوظيفية . اذن كيف يكون الحال عندما  يشرد الصحفي وتستباح امواله وبيته وتشريد عائلته . فالصحفي هو العنوان الافضل من كل المسميات الوجاهية فهو الذي يصنع النجوم وهو الذي يؤشر على مكامن الخلل وهو الذي يعضد كل ماهو مفيد للوطن . والوطن عند الصحفي هو خط احمر. فالصحفي قد ينحاز لهذا الموضوع او ذاك لاجل تسهيل الامور التي تستند على حقوق مشروعه لكن الوطن له  اعتبارخاص يقف معه الصحفي في كل شدائده ولايساوم ولايتنازل . وقد كشفت الاحداث الارهابية التي تعرض لها الوطن من براثن الارهاب الدولي وتاثيرها على الحياة العامة للعراقيين وما نتج من نزوح الكثير من العوائل ومن مختلف شرائح المجتمع العراقي ومنها نزوح عوائل الصحفيين الذين ذاقوا الامرين نتيجة الارهاب اللعام للمجتمع العراقي خاصة الارهاب الموجه للصحفيين فاولئك الذين شردت عوائلهم من المحافظات التي استطاع التنظيم الارهابي من وجود موطىء قدم له . فاستشهد الكثير من الصحفيين الاحرار الذين لم يطاطؤا رؤوسهم للعصابات التكفيريه ومنهم من نزح الى محافظات اخرى . والقصد هنا هو هؤلاء الذين شردوا وعوائلهم من محافظاتهم تاركين خلفهم بيوتهم واعمالهم وقطعا فان غصة الصحفيين النازحيين هي اقسى من كل غصة يئن منها اي نازح عراقي . وبالرغم من كل الظروف المؤلمة التي عاشها ومازال يعيشها الصحفيون من مرارة الاهمال وعدم السؤال عنهم فانهم مازالوا ينشدون الامل بتحسين اوضاعهم  . فالواجب الوطني والمهني والانساني ان تبادر الجهات ذات العلاقة بالشأن الصحفي من احتواء الصحفيين النازحين وزجهم في المؤسسات ذات الشان الصحفي والاعلامي ومنها شبكة الاعلام العراقي والصحف الرسمية والقنوات الفضائية وحتى الاذاعات والحال نفسه الى نقابة الصحفيين العراقيين وهي المسؤوله الاولى عن الصحفيين بان تبادر ايضا بتسهيل عمل الصحفيين النازحين . ان امرا كهذا من الاهتمام بهذه الشريحة المهمة يعد واجبا لابد منه يعيد للزميل النازح البهجة والفرحه وهذا افضل بكثير من ترك الزملاء يتجولون بين الصحف والوكالات والمؤسسات من دون ان تمد لهم يد العون والمساعده وهي ليست منه من احد فهؤلاء ابناء الوطن ولهم الحقوق كاملة  فلا تقتلوا الوطنية في نفوس الصحفيين النازحين . فلا بد من قرارات استثنائية لاحتوائهم وبطريقة مشرفة تعيد لهم مكانتهم المهنية واعتبارهم امام عوائلهم ومعارفهم . اني اكرر بل وانبه على اهمية الوقوف مع محنة الصحفيين . ولنا عوده