المفاوضات في فيينا تصل الى مراحل متقدمة وتقترب من التوصل الى اطار نووي في ظل تفاؤل على نهاية المغاض.بعد عشر سنوات من الحوارات الحادة والمضنية والتي كانت تصل الى مرحلة التهديد العسكري والانسحاب ( حيث حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما إيران من أنه على استعداد للانسحاب من المفاوضات الجارية بشأن التوصل إلى اتفاق نهائى خاص ببرنامج إيران النووى، ما لم تُخْضِع طهران مواقعها النووية إلى التفتيش الدولي) وقد رد الرئيس حسن روحاني بشدة على ان ” لو فشلت المفاوضات سوف تضاعف ايران انشطتها النووية اكثر من ذي قبل”. وتدخل المحادثات المرحلة النهائية وتقترب من الامتار الاخيرة للنجاح حسب ما يتم استنتاجه من احاديث المشاركين في المباحثات
وأعلن رئيس الوفد الايراني حميد بعيدي نجاد أن “المفاوضات شهدت مناقشات مكثفة وجادة بشأن العديد من القضايا الفنية”، مشيرا الى أن “المحادثات تقترب من صياغة النص المتعلق بالاتفاق النهائي والشامل حول البرنامج النووي الايراني”.
والعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران عجزت من تحقيق اهدافها .
بعد هذه المدة الزمنية الطويلة للحوار المستمر المضغوط ولاشك ان نجاحها ستساعد في جلب الهدوء للشرق الاوسط ، لان ايران والقوى الدولية الكبرى (امريكا وفرنسا وبريطانية والصين وروسيا +المانيا ) قريبون من التوصل لاتفاق حول خلافات استمر هذه الاعوام رغم ان سخونة النقاش الان تدور حول بعض القضايا العالقة التي كانت تحتاج الى وقت اطول لحلها مثل الحد الاقصى من اجهزة الطرد المركزية التي يمكن لطهران تشغيلها وكذلك حجم مخزون اليورانيوم الذي ستحتفظ به وتفاصيل رفع العقوبات الدولية التي اصابت نوعما الاقتصاد الايراني بالشلل الجزئي ولولا حكمت المسؤولين الايرانيين لكانت هناك كارثة تصيب المواطن إلا انهم تعاملوا مع الواقع بارادة صلبة ووقفوا قوياً لتذليل العقبات .لقد طالبت مجموعة 5+1السماح بالتفتيش المفاجئ على منشاَتها وكذلك المواقع العسكرية التي رفضتها ايران جملة وتفصيلا وطالبت برفع العقوبات بشكل كامل وفي وقت واحد وقد فشلت كل المحاولات في الضغط والحظر على الجمهورية الاسلامية الايرانية ووضعت حلول تقنية للكثير من موارد القلق الغير مبرر لاطراف التفاوض والتي تتضمن صون حقوقها النووية ما يمهد لنجاح المفاوضات . وطبعا ان طهران تعتبر المفاوضات هو اختبار لنوايا الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية لانها لا تثق بواشنطن.
كلا الجانبين اظهرا ارادة جادة للتوصل الى اتفاق في الحوارات الجارية وفي الحقيقة ان ايران وافقت على بعض القيود المفروضة على برنامجها في المحادثات وادة دورها والان يتعين على الجانب الاخر اتخاذ قرارات صريحة وسليمة دون لف ودوران مع التاكيد بأن الولايات المتحدة الامريكية سبق وان نكثت في الماضي بالاتفاقات السابقة مع ايران وتريد اسقاط الجدار الذي بين البلدين من عدم الثقة .وقد شهدت المفاوضات المارثونية حالات من الشد والجذب تتعلق بالسقف الزمني للتوصل الى اتفاق يرضي كافة الاطراف بعد ان طالت فترة المباحثات بين الجانبين وقد تعرضت الجمهورية الاسلامية الى ضغوط سياسية وعقوبات اقتصادية لاثبات ان برنامجها النووي معد لاغراض السلمية وفعلاً ثبت ذلك لكل الاطراف ومنهم رئيس المنظمة الدولية للطاقة امانووهذا ما صرح به مرات عديدة .والغرب اليوم يحس بأن اي اتفاق قد يسمح بظهور اطار عمل اقليمي مع ايران لمعالجة الكثير من الازمات التي تحيط بالشرق الاوسط لمكانتها التاريخية والحضارية في المنطقة وثقلها السياسي. وفي حال تحول التقارب الحذر بين إيران والولايات المتحدة لاتفاق منعقد وموثوق به، ستحدث حالة إعادة اصطفاف إقليمي دولي فبينما تقترب إيران من الغرب رغم رفض إسرائيل لذلك، وإنهاء فرض العقوبات مع حل جذري لبرنامجها النووي يعني فك اارتباط بعض الدول عن واشنطن، على سبيل المثال فقد تجبر دول الخليج الفارسي على تطوير علاقاتها مع ايران وروسيا والصين وتعمل عليه.
وفشل المفاوضات يعني خطراً محدقاًعلى كافة الاطراف. كما سعت لها الدولة العبرية وعبر رئيس وزرائها نتانياهوالذي حاول تأليب العالم ضد البرنامج النووي الايراني للاجهاض على اي اتفاق محتمل ان يلوح بالافق او بدأ سقفة يقترب من العد التنازلي.كما اشار وزير الحرب الصهيوني، موشيه يعلون،بأن “هذا الاتفاق سيخلق واقعا تكون فيه إيران على عتبة دولة نووية، وإن كان هناك توقف في عملية التطوير لبرنامجها النووي لفترة زمنية محددة”.
لكن هناك مخاطر جمة اخرى يمكن الالتفات اليها . فقد انبر اعضاء نافذون في الكونغرس الاميركي بالتهديد بفرض عقوبات جديدة على ايران ان لم تفض المفاوضات في فيينا الى نتيجة. وفي طهران حذر عدد من النواب في البرلمان يمثلون الجناح المتشدد في النظام من ابرام اي اتفاق لا يدافع “بقوة” عن مصالح ايران.ولكن رسائل السيد قائد الثورة الاسلامية الايرانية كانت واضحة وصريحة في الدفاع عن هيئة المباحثات .
وكما يعتقد ان التوصل الى اتفاق وهذا الاحتمال وارد سيفتح الطريق امام تطبيع العلاقات بين ايران والغرب ووضع الامكانيات للتعاون على مواجهة ازمات العراق وسوريا بل منطقة الشرق الاوسط. والتفاق سيسمح للجمهورية الاسلامية الايرانية اطلاق اقتصادها واستعادة مكانتها الكاملة في الوقوف بمصاف ابرز الدول المنتجة للنفط في العالم..
المهم ان السقف الزمني للمفاوضات بدأ الاقتراب نحو نهاية موفقة لجولة المفاوضات والدبلوماسية الايرانية الحكيمة .