ايام النظام البائد عندما كنا نسئل عن شكل المعارضة العراقية في الخارج وشكل توجهاتها فان الابرز فيها والذي كان يسيطر على الحديث (المعارضة الشيعية الاسلامية) وكانوا من نسئلهم يقسمونها الى نصفين الاول يؤمن بولاية الفقيه ويريدها دول اسلامية المجتهد فيها هو الحاكم والنصف الثاني يريدها دولة اسلامية لكن بانتخابات وبرلمان او ما يعرف بولاية الامة على نفسها .
وحين كنا نسئل عن كيفية التعرف على انصار النصف الاول ومن هم دعاة النصف الثاني فيجيبونا الاصدقاء الذين لديهم علاقة بالمعارضة في ذلك الوقت ومعظمهم استشهد رحمهم الله كانوا يجيبوننا ببساطة ( من ملابسهم ) بمعنى ان من يرتدون العمائم يريدونها ولاية فقيه والافندية يريدونها ولاية امة على نفسها .
وبعد سقوط النظام تبين ان هذه المعلومات قريبة من الحقيقة الى حد بعيد حتى ان المعممين كانت الانظمة الداخلية لاحزابهم تقر بولاية الفقيه اما الافندية فدخلوا العملية السياسية واعناقهم مزينة بالاربطة اللندنية .
لكن سبحان الله سرعان ما حدث الانقلاب الشيعي وخصوصا في الاونة الاخيرة او بعد تولي المالكي رئاسة الوزراء لولايتين وما انتجته من تداعيات وحدوث التصدع الشيعي وانعزال العراق عن محيطه الاقليمي وانبثاق قوى الحشد الشعبي وارتفاع وتيرة النزاع الطائفي في المنطقة حيث راح الافندية باتجاه الاقتراب من ولاية الفقيه ضاربين الامة عرض الحائط فيما توجه المعممون صوب رؤية اكثر تطورا واصبحوا دعاة دولة مدنية وضمت قوائمهم الانتخابية السافرات واليساريين وشيوخ العشائر المتنورين .
لماذا وكيف فالعلم عند الله ان لم يكن هذا الانقلاب ناتج اما عن عن تمسك الافندية بالسلطة بعد ان ذاقوا ملذاتها ووسيلتهم لذلك كان دعم الولي الفقيه او انهم اكتشفوا عدم قدرتهم على تقديم مشروع واضح لبناء الدولة او لسبب وهو الاقرب بحسب راي المفسرين هو انهم لم يعودوا اصدقاء للامريكيين بسبب فشلهم في ادارة الدولة فوجدوا في الدين صديقا جديدا يعطيهم الاستمرارية في السلطة .
اما تبني المعممين لمفهوم او مشروع الدولة المدنية الذي لا يتلائم مع ( ملابسهم ) كونهم اكتشفوا فشل المشروع الذي جاؤوا به وان العراق لن يعود دولة بمفهومها العام ما لم يكن دولة مدنية تستوعب جميع الاطياف وان محيطهم الاقليمي لن يجد لغة للحوار معهم مالم يكونوا دولة علمانية حتى وان حكمها معمم .
لكن ( بعديش ) فقد اصابنا خراب مالطا اذا لم يعد للعراقي من هوية غير الهوية الطائفية في ظل وجود داعشي وصراع ايراني سعودي وصل الى ذروته وبان الهلال الشيعي والتطرف السني .