26 نوفمبر، 2024 7:03 م
Search
Close this search box.

حول كلمة السيد “سليم الجبوري” في ذكرى معركة “بدر”.. وما فيها من “بلاوي”!!؟

حول كلمة السيد “سليم الجبوري” في ذكرى معركة “بدر”.. وما فيها من “بلاوي”!!؟

لم نكن نتوقع من رئيس مجلس النواب العراقي السيد “سليم الجبوري” أن هناك بقية باقية من الحقد والنوايا السيئة تجاه “حكومته”! وشعب العراق والعراق كله.
لقد تناول في كلمته في هذه المناسبة مأساة النازحين من المناطق الغربية من دون ذكر الأسباب والمسببين!! و”طفر” إلى النتائج وواقع الحال الذي هم فيه الآن, وحمل الحكومة (وهو ركنٌ من أركانها) تبعات كل ما جرى ويجري على أرض العراق من دون التطرق إلى حجم المؤامرة الدولية ومَنْ يقف معها من العملاء والمرتزقة من داخل العراق الذين تسببوا في مأساة أو كارثة النازحين بكل تفاصيلها وليس للحكومة الحاضرة أو السابقة أي ذنب فيما حدث إلا اللّمم!.

لقد كانت موجة النزوح مدبرة لإحراج الحكومة وإمكانياتها المحدودة على حساب الأبرياء من العائلات بكل عناصرها البشرية من قبل “أهلهم” و “أولاد عمهم”!! وليس للحكومة العراقية وبقية الشعب العراقي أي ذنب فيها, لم يتجرأ السيد الجبوري على قول الحقيقة ورمى بكل المسؤولية على الحكومة وهو الجزء المهم فيها!! ولقد امتازت كلمته بطابع تحريضي طائفي واضح المعالم حين يقول “أخشى أن يصل النازحون إلى مقارنة بين اختيارين احدهما أمر من الآخر وهما البقاء في ذُل النزوح أو العودة الى بطش داعش”!! ومرة أخرى محذراً من أن “البعض ربما يصل إلى خيار يغلّب الكرامة على الحياة حين يدرك أن الموت بسيوف داعش أهون عليه من تجرع ذُل النزوح حين تكون بناتنا وحرائرنا!! أمام هوان طوابير؛ ورجالنا! أمام طوابير فتات ما توزعه الجمعيات الخيرية لتكون أيديهم السفلى بعد أن كانت عليا”!!؟

هل صحيح ما يقوله رئيس مجلس النواب العراقي هذا! ولكن كل شيء جائز في حكومة المحاصصة والمشاكسة والنوايا الخبيثة! عبارات تحريضية ظالمة ومقارنات لا تمت إلى الواقع بشيء؛ لقد تلقى النازحون أقصى ما تتمكن عليه الحكومة وخصصت لهم الأموال؛ هل تساءل السيد الجبوري أين تلك الأموال ومن استلمها وكيف صرفت؟؟ وأدى أبناء الشعب العراقي بكافة طوائفه واجبه في استقبال النازحين وقدموا كل ما يستطيعون تقديمه دون منة رغم أن الكل يعلم معاناة الشعب العراقي في عيشته في ظل “حرامية الحكم”!! وحاجته إلى السكن والكهرباء والصحة والأمن ورغم كل ذلك قام بواجبه وحاول الجميع أن لا يشعر النازحين بـ “الذلة”!! وقاموس الجبوري بالمقارنات ظالم وباطل.. فمهما تكن صعوبة العيش المؤقت ومعاناتها فهي أهون من “بطش داعش”!! وسوف لا يفكر هؤلاء المعذبون بهذا العرض “الجبوري” الذي يدفعهم به إلى الذل الحقيقي والبطش الدامي وهتك الأعراض وبيع النساء في سوق النخاسة في “الفلوجة” و”الرمادي” وغيرها؛ هذه هي غيرة “الجبوري” على النازحين!!؟

متى كان وبأي ميزان أو مقياس “أن سيوف داعش أهون عليه (يقصد النازحون) من تجرع ذُل النزوح حين تكون بناتنا وحرائرنا! أمام طوابير ورجالنا أمام طوابير فتات ما توزعه الجمعيات الخيرية لتكون أيديهم السفلى بعد أن كانت عليا”!!

إن ذُل النازحين في بلادهم وبين أهلهم أشرف وأهون من لجوئهم إلى دول لا تعرف الرحمة أو الرأفة! ولا تحترم “الرجال” ولا “الحرائر” كما أن ما يوزع عليهم ليس فتاتاً بل علب وصناديق كارتون ومتطلبات ضرورية بمواصفات صحية سليمة ومياه نقية! وبلا منة أو فضل فهو الواجب على شعب هو متضرر أصلا مما يجري عليه من ويلات ومآسي؛ أما عبارات أيديهم السفلى والعليا فهي عبارات تحريضية بامتياز لنوع من صائمي شهر رمضان!!

ويستمر السيد سليم الجبوري في تحريضه وإيقاظ الفتنة فيقول: “قد حان وقت المصارحة ولم يعد هناك وقت للمجاملات (انتبه لا زالت ملفاتك  لدى “المالكي”) لبعضنا والتي مللناها (“المجاملات” تعني “ملفات الفساد والتآمر”) لأن “أهلنا”!! يقفون على مفترق طريق تاريخي!!؟ (الآن وبعد الانتصارات الأخيرة) فاصل لا يحتمل التأجيل!! أو التسويف أو المخاتلة والمراوغة ولا يتقبل الحلول الترقيعية الشكلية”!! .. هذا هو بيت القصيد وليس النازحين ومعاناتهم وهذا هو النفاق والغدر بعينه!! بمعنى: يجب أن نتحرك قبل تحرير “الفلوجة” و”الرمادي” وتحل الطامة الكبرى على رؤوس الجناح السياسي لداعش في مجلس النواب وفي الحكومة!!؟

ونتابع- وأوضح سيادته أن “القضية باختصار تتعلق بشعب قوامه الملايين!! فقد أرضه بسبب احتلال داعش لها وهو أمام دولة لم تستطع أن تحرر أرضه منذ عام ولم تستطع أن توفر لكثير من مهجريه (الأصح نازحيه) مسكنا!! آمنا كريما!! في أقل مستويات العيش الكريم”..

ماذا يريد من هذا الشعب الذي قوامه الملايين يا تُرى؟؟ قصد خبيث! ” لم يتحدث طويلا عن داعش وحواضن داعش ومساعدي داعش بالتفصيل كما تحدث عن الحكومة التي حررت الكثير من المدن والقرى وأعادت الآلاف من النازحين ووفرت لهم كل ما يحتاجونه أو الكثير منه وحققت انتصارات مشهودة ولكنه تعامى أو تغابى عن عمد من ذكر شيئا منها وهو يعلم علم اليقين وهو مسؤول في هذه الدولة أن غالبية الشعب العراقي يعاني من مشكلة السكن الآمن الكريم!! ويعيشون بأقل من مستويات العيش الكريم!! وبعد أن يعود النازحون قريباً إلى أرضهم وبيوتهم معززين مكرمين بعيدا عن سيوف داعش!! وبطشه سيبقى الآخرون بدون سكن ولا خدمات ولا عيش كريم وهي مشكلة الدولة التي هي أنت تترأس عمودا من أعمدتها وتقع عليك ثلث المسؤولية عن كل ما يصيب أبناء الشعب العراقي في كل مكان! إن الحديث عن “أهلنا” واليد السفلى واليد العليا لا تليق بشخص مثلك؛ كل الشعب العراقي “أهلك” وإلا فسوف تهلك!!؟ من المؤسف أن تهمل كل الإيجابيات وتتمسك بهذه المناسبة وأمام “أهلك”!! بالسلبيات ولا تذكر على الأقل الانتصارات التي حققها الجيش العراقي والحشد الشعبي الذي قضى على آخر أمل لكم بتحقيق أحلامكم المريضة في إقامة “دولة الشر الإسلامية” دولة البعث الصدامي وعصاباته الشريرة؛ سيعود النازحون وستعود الحياة والحرية لكل أرض العراق التي دنسها المرتزقة والجهلة والمتمردين الخونة؛ أما خونة الوطن فلا عودة لهم إلى أرضه ولا يدفنون به… كلمة أخيرة ألم يسمع أو يرى السيد سليم ما يصرح به النازحون والنازحات من مدح وتقدير وشكر وامتنان من كل ما قدم لهم من مساعدات وعون مادي ومعنوي؟؟ لماذا لا يذكر ذلك في كلمته على الأقل من باب التشجيع والعرفان بالواجب وليس الجميل!!! لكن نقول:
{{ وحسبكُمُ هذا التفاوت بيننا ** وكل إناء بالذي فيه ينضح}}!!؟

أحدث المقالات