المتاجرون بأكاذيبهم، يكتبون ألواحهم الطائفية المقيتة، ويشرعون بتدمير، ما تحققه القوات الأمنية، ورجال المرجعية الرشيدة، من فصائل الحشد الشعبي، على أنه من الواجب عليهم، إتخاذ كل ما من شأنه إدامة، زخم الإنتصار بتوحيد الخطاب الوطني، والإلتحاق بالعشائر الأصيلة، التي رفضت داعش جملة وتفصيلاً.
طلب المجد والشهادة، يتطلب سلاح الشجاعة، والإقدام، والذوبان في الشوق، الى لقاء البارئ عز وجل، وهذا ما يتسلح به غيارى الحشد الشعبي، والعشائر الأصيلة، لتحقيق الإنتصارات المتتالية، وكأنهم مخلوقات نورانية، لا تحتاج الى أجنحة لتحلق فوق الأرض، مؤيدة بجنود لم يروها، معلنة نصرها القريب المؤزر بإذنه تعالى.
جرذان مختبئة، يزحفون كالرمال المتحركة في الصحراء القاحلة، فيسلبونا الحياة، والنصر، والأمان، ويطلق عليها إسم الخلايا النائمة، فأحذروها لأنهم وحوش، بلباس الملائكة.
العصابات التكفيرية تطارد الفرح، وترغب في إشاعة الخراب، من خلال عناصرها الإجرامية، من صعاليك مرتزقة، ولصوص منبوذين، وتزرعهم وسط الناس، لتثبت حضورها عبر أكفان الضحايا، لكن واجب الحكومة، يظهر عبر القضاء على هذه الجيوب، بتكثيف الجهد الإستخباري، وتعميق الحس الوطني، لتفويت الفرصة على داعش وأذنابها من ساسة الكراسي الملعونة، التي صبغت بدماء الأبرياء.
التمزق السياسي، هو من صنع داعش وليس الدين، فإنهيار الجيش، وتصاعد أصوات الفاسدين، وإحتلال المدن، وتعالي صيحات التقسيم، كلها مؤشرات توضح، أن الخلايا النائمة تعشعش بيننا، كأورام سرطانية، يجب إستئصالها من المجتمع الداخلي، فوظيفتها خلخلة الوضع، وإثارة الشائعات، لكي تنال من الوطن والمواطن على السواء فمخططاتهم الخبيثة لبث الفرقة والتناحر، بين أبناء الشعب الواحد، باتت مكشوفة، فأعتقدوا أن بحوزتهم ذئاباً مسعورة، ستثير الفوضى والدمار، لكن خيالهم المريض، دكته جحافل الإيمان، ممن لبى نداء الجهاد، والدفاع عن المقدسات، فأدرك المغرر بهم، الفرق بين البؤس، والذل، والحقد، وبين الرأفة، والكرامة، والتسامح، فأمسى العراق جسداً واحداً.
هناك أمور يجب أخذ الحيطة والحذر منها، خلال تحقق الإنتصارات، وهي وجود عناصر مجندة، للمهمات المباغتة، والإلتفاف على العمليات العسكرية الوقائية، والإنجازات الأمنية، لكي تلتهم خرائطنا الخضراء وتقتل فرحة النصر في قلوبنا الموجوعة.
الحرب ستضع أوزارها، عن قريب بنصر أكيد، لعراقنا بجيشه، وحشده، وعشائره، ولكن علينا الإنتباه، بأن فترة النقاهة أصعب من العلاج، لأن المرض زرع أوراماً داخل جسدنا، وينتظر الفرصة ليعود ناشطاً، فواجب الحكومة والشعب، أن تعي جيداً عمل هذه البؤر النائمة المسرطنة، لإزالتها عن بكرة أبيها للأبد، ليرجع العراق مثلما كان بل وأفضل.