قررت دول الحلفاء في مجلسها المنعقد يوم 25 نيسان- أبريل من سنة 1920 في سان ريمو بإيطاليا، إيداع انتداب بريطانيا على العراق، على اثر اندحار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وخسارتها. وسرعان ما اكتشفت الحركة الوطنية الخديعة الاستعمارية (جئنا محررين ولسنا محتلين)، لذلك رفضت القرار وقاومته، وهذا ما دفع بالشيخ شعلان ابو الجون الى تحريض الناس على العصيان، لم يتحمل المحتلون رأيا ونشاطا سلميا لا عنفيا، يمارسه مواطن للتعبير عن حق ضمنته له القوانين والشرائع الدولية. فاعتقال الشيخ برهن مرة اخرى على زيف شعارات المحتلين وادعائاتهم. لم يتمهل أهالي الرميثة الكرام كثيرا، فقاموا يوم 2 تموز 1920، بمهاجمة مبنى الحكومة في الرميثة، وأطلقوا سراح ابو الجون عنوة.
اندلعت بعد ذلك الاحتجاجات في مدن الوسط والجنوب وامتدت الى بعض مدن كردستان، لم تتكلل الاحتجاجات العارمة التي عمت العراق بتحقيق الهدف المنشود بإعلان الاستقلال. عوامل متعددة اعاقت ثورة العشرين عن طرد الاحتلال، لكنها أجبرت بريطانيا على التخلي عن فكرة الحكم المباشر، كما فعلته في بلدان أخرى.
اتجهت السياسة البريطانية في العراق بعد ثورة العشرين، الى خلق قاعدة اجتماعية، وأمنت لها مصلحة في المحافظة على الهيمنة الاستعمارية واستمرارها، بحيث تؤمن للرأسمال البريطاني نهب ثروات البلاد. هذه القاعدة الاجتماعية أسست بدورها إلى سلوكيات الارتماء في أحضان الأجنبي وأورثتها إلى ساسة، بعضهم لا يبالي بدفاعه عن مصالح الدول الاجنبية على حساب مصالح بلده، ولا تهتز له شعره، ولا «يستعار» يخجل ان ظهر اسمه في وثائق ويكيليكس.
عندما طالبت الحركة الوطنية بالاستقلال منذ بدء نشاطها في الأيام الأولى للاحتلال، كانت تدرك بوعي تام، أن السيادة لا تتحقق بمجرد التخلص من الحكم الأجنبي وقيام الحكم بعناصر عراقية فحسب، بل إن هذه السيادة تتطلب شرطاً أخر، وهو أن يحكم الشعب نفسه بنفسه عبر ممثلين يمتازون بالوطنية والنزاهة ولا يساومون على اموال العراق وموارده.
أدركت الحركة الوطنية ان الأجنبي له مصالحه الخاصة، ولم يكن هدفه مصالح العراق، كما اعطت ثورة العشرين درسا بليغا، يتمثل في البعد الوطني تام الوضوح، رغم بساطة الوعي انذاك. هذا الدرس، الذي اصبح طي النسيان، نحن اليوم في اشد الحاجة لتمثله في سلوكنا وقيمنا، درس المواطنة الذي يرتفع فوق كل الانقسامات الطائفية والدينية والاثنية.
نجح رجال ثورة العشرين في التقريب بين اطياف الشعب العراقي، وتقوية الشعور الوطني، وتمتين أواصر الإخوة والتضامن و المواطنة. الدرس الذي أعيا الطامعين بخيرات العراق وارهقهم، الدرس الذي جعل المواطنة هي العنوان الاسمى والهوية الاجمل.
قررت دول الحلفاء في مجلسها المنعقد يوم 25 نيسان- أبريل من سنة 1920 في سان ريمو بإيطاليا، إيداع انتداب بريطانيا على العراق، على اثر اندحار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وخسارتها. وسرعان ما اكتشفت الحركة الوطنية الخديعة الاستعمارية (جئنا محررين ولسنا محتلين)، لذلك رفضت القرار وقاومته، وهذا ما دفع بالشيخ شعلان ابو الجون الى تحريض الناس على العصيان، لم يتحمل المحتلون رأيا ونشاطا سلميا لا عنفيا، يمارسه مواطن للتعبير عن حق ضمنته له القوانين والشرائع الدولية. فاعتقال الشيخ برهن مرة اخرى على زيف شعارات المحتلين وادعائاتهم. لم يتمهل أهالي الرميثة الكرام كثيرا، فقاموا يوم 2 تموز 1920، بمهاجمة مبنى الحكومة في الرميثة، وأطلقوا سراح ابو الجون عنوة.
اندلعت بعد ذلك الاحتجاجات في مدن الوسط والجنوب وامتدت الى بعض مدن كردستان، لم تتكلل الاحتجاجات العارمة التي عمت العراق بتحقيق الهدف المنشود بإعلان الاستقلال. عوامل متعددة اعاقت ثورة العشرين عن طرد الاحتلال، لكنها أجبرت بريطانيا على التخلي عن فكرة الحكم المباشر، كما فعلته في بلدان أخرى.
اتجهت السياسة البريطانية في العراق بعد ثورة العشرين، الى خلق قاعدة اجتماعية، وأمنت لها مصلحة في المحافظة على الهيمنة الاستعمارية واستمرارها، بحيث تؤمن للرأسمال البريطاني نهب ثروات البلاد. هذه القاعدة الاجتماعية أسست بدورها إلى سلوكيات الارتماء في أحضان الأجنبي وأورثتها إلى ساسة، بعضهم لا يبالي بدفاعه عن مصالح الدول الاجنبية على حساب مصالح بلده، ولا تهتز له شعره، ولا «يستعار» يخجل ان ظهر اسمه في وثائق ويكيليكس.
عندما طالبت الحركة الوطنية بالاستقلال منذ بدء نشاطها في الأيام الأولى للاحتلال، كانت تدرك بوعي تام، أن السيادة لا تتحقق بمجرد التخلص من الحكم الأجنبي وقيام الحكم بعناصر عراقية فحسب، بل إن هذه السيادة تتطلب شرطاً أخر، وهو أن يحكم الشعب نفسه بنفسه عبر ممثلين يمتازون بالوطنية والنزاهة ولا يساومون على اموال العراق وموارده.
أدركت الحركة الوطنية ان الأجنبي له مصالحه الخاصة، ولم يكن هدفه مصالح العراق، كما اعطت ثورة العشرين درسا بليغا، يتمثل في البعد الوطني تام الوضوح، رغم بساطة الوعي انذاك. هذا الدرس، الذي اصبح طي النسيان، نحن اليوم في اشد الحاجة لتمثله في سلوكنا وقيمنا، درس المواطنة الذي يرتفع فوق كل الانقسامات الطائفية والدينية والاثنية.
نجح رجال ثورة العشرين في التقريب بين اطياف الشعب العراقي، وتقوية الشعور الوطني، وتمتين أواصر الإخوة والتضامن و المواطنة. الدرس الذي أعيا الطامعين بخيرات العراق وارهقهم، الدرس الذي جعل المواطنة هي العنوان الاسمى والهوية الاجمل.