كل مسلم يؤمن بالله ورسوله واليوم الاخر يحرص اشد الحرص ان تكون عاقبته في الاخرة على خير حتى وان كان حريصا على الدنيا , فالدنيا دار زائلة والاخرة هي دار البقاء فما اعظم الاجر والثواب وحسن العاقبة ان يفارق المسلم دنياه الفانية وهو في شهر رمضان وفي يوم الجمعة واثناء اداءه الصلاة هكذا هي كانت حالة المصلين الذين استشهدوا في جامع الامام الصادق (ع) بالكويت فقد كانوا صياما من يوم الجمعة المبارك وقد باشروا الصلاة بالسجود او القيام عندما باغتهم اللعين بالحزام الناسف في تلك اللحظة العبادية انتقلت ارواحهم الطاهرة الى علين في الجنة وفي درجاتها العليا مع الصديقين والشهداء … هكذا حدث لم يتكررفي التاريخ الا ما ندر منذ ان اشتشهد الامام علي (ع) بشهر رمضان في مسجد الكوفة وهو صائم وفي لحظة السجود عندما باغته اللعين عبد الرحمن بن ملجم بضربة سيفه المسموم التي قابلها الامام (ع) بصيحته المدوية فزت ورب الكعبة والتي لا زالت عالقة في ذهن التاريخ … نعم فزتم ورب الكعبة يامصلي مسجد الامام الصادق (ع) فزتم بالشهادة وانتم صيام وفزتم بالشهادة في يوم الجمعة المبارك وفزتم بالشهادة وانتم في محراب الصلاة بعضكم ساجد والاخر قائم بل ربما كنتم كلكم في حالة سجود تناجون ربكم وقد نال بعضكم فوزا اكبر عندما جاور قبره ضريح مولاكم امير المؤمنين علي (ع) في النجف الاشرف…اخيرا نقول لكم ان الرصاصات الغادرة التي اخترقت اجسامكم الطاهرة قد اخترقت قلوبنا وادمتها وتركتها تنزف دما لفقدكم , نحن الاموات ولكن انتم احياء عند ربكم ترزقون في عليين نحن نسقط وانتم ترتقون فنحن لا نعرف هل نعزي انفسنا بفقدكم او نهنئكم ونهنيء انفسنا بفوزكم ؟ ولكن نقول هنيئاً لك الفردوس الاعلى.