26 نوفمبر، 2024 7:10 م
Search
Close this search box.

الفوضى الخلاقة وفوضى التحليل

الفوضى الخلاقة وفوضى التحليل

منذ ان اعلن مستشارو الامن القومي الامريكي مشروعهم الفوضوي لشرق اوسطي جديد والذي تزامن مع قرار التخلي عن شاه ايران واسقاطه واستبداله بنظام الملالي المتشدد في ايران بقيادة الخميني وتهديد امن المنطقة واستقرارها من خلال التلويح بتصدير الثورةالى الدول المجاوره ابتدأ بالعراق وما نتج عنه من حرب دموية دامت ثمانية سنوات استنزفت الكثير من طاقات البلدين البشرية والاقتصاديه وما خلفته من تأجيج لاحقاد الماضي لم تقف عند حدود البلدين بل تعدتها الى كل دول المنطقة. لقد سعت الادارة الامركية آنذاك وعبر اطراف اخرى لاطالة امد الحرب تعبيرا عن هدفها المعلن والذي جاء على لسان العديد من اقطابها آنذاك بانها تسعى لما اسمته الاحتواء المزدوج ( احتواء العراق وايران عن طريق الانهاك) ولكن عندما وضعت الحرب اوزارها كانت ايران فعلا منهكة وضعيفة بعكس العراق الذي استطاع ان يخرج منها بقوة عسكرية كبيرة وتمكن وتحت ضروف الحرب واجراءات الحضر الدولي على توريد الاسلحة للطرفين من تطوير قدراته العسكرية والتصنيعية.
بالطبع لم يرق لامريكا هذا الحال فراحت تعمل على استفزازه عن طريق النظام الكويتي تارة بالمطالبة بالديون وتارة بالتلاعب باسعار النفط… بلع النظام السابق الطعم فكان الاجتياح العراقي للكويت ثم الحرب على العراق وتدمير قدراته وبناه التحتيه ومن ثم محاصرته واضعافه وانتهاءا بالغزو الامريكي وتداعياته التي طالت كل دول المنطقة فوضى وثورات وتنظيمات وارهاب تمدد ايراني مسكوت عنه وميليشيات وانفلات امني خطير وصل الى الحد الذي تقف امريكا او تدعي كاذبة بانها عاجزة عن احتوائه…
ربما ينطلي هذا الادعاء الامريكي بالعجز على الكثيرين من الذين لاينظرون الا تحت ارجلهم ولكن للمتتبعين الى التاريخ القريب امثالنا والذين يربطون مسلسل الاحداث يكون الاستنتاج بان كل ماحدث هو محصلة للمشروع الامريكي سيء الصيت (الفوضى الخلاقة) وان كل ويلات المنطقة هي صناعة امريكية غايتها اولا واخيرا السيطرة على مقدرات المنطقة وضمان لامن حليفتهم دولة اسرائيل.

أحدث المقالات