بات الصدق في زمننا هذا ضربا من الخيال فاينما اصبحت وامسيت ترى جمهرة الكذابين والمنافقين لهم الحظوة والمكانة التي تجعلهم عليّة القوم فالكذب صار في بلدي العراق هو الصفة الاكثر سموا من الصدق ومن تجرأ وقال الصدق اصبح في عداد الخونة والمارقين الذين يسعون في هذا الوطن شرا .. واقولها بصراحة ان للكذب معايير معينة فهناك كذب ابيض الغرض منه تبرير حالة او كذب لاجل اضحاك الاخرين يسرد باسلوب فكاهي وقد برز في هذا المجال شخصيات مازال البغادّة يتذكرونها بحالة من التندر مثل ابراهيم عرب الذي كان يتجمهر حولة المواطنون من سكان محلته لغرض قضاء سويعات من الضحك البريء وهناك كذب تجاوز المعايير المتعارف عليها وهو كذب المسؤولين الذين بنوا لنا ناطحات السحاب ووفروا لنا خدمات تجاوزت الخدمات المقدمة في ارقى دول العالم حتى وصفوا التقدم الحاصل في هذه البلدان في مجال الخدمات ب ” الزرق ورق ” وهم في كل الاحوال ” زرق ورق ” في نظر المواطن العراقي الذي بات منهك متعب من سماعه هذا الكلام السمج الذي يدلل على الضحك على ذقون عباد الله وقد استهوت هذه الحالة البعض من السياسيين الذين صوروا لنا اننا نمتلك حكومة ملائكية تعمل بايثار وتفاني من اجل اسعاد هذا الشعب الذي بات مثقل الخطى يعيش كالبهائم يأكل اكثر ممايزرع لا بل ان الكثير منه بات يتفنن زراعة العبوات الناسفة لقتل اخوته وابناء عمومته لا لسبب الا لخلاف في الراي او خلاف في المعتقد ولا يوجد في هذا الوطن من مصلح يقرب ذات البين ويعمل على توحيد وتحشيد المواطنيين العراقيين نحو مصالحة وطنية شاملة تسحب البساط من تحت المتربصين لاذلال هذا الشعب وفق رؤية تكفيرية تجعل المواطن يضع علامات استفهام في الولاء للوطن والدين .. واقولها بصراحة ان من يطلق نداءات العداء والتفرقة كمن ينفخ في مزمار بالي يطلق اصوات لا تسمن ولا تغني من جوع .. حتى الدول التي كانت بالامس حليفة للعراق اصبحت بقدرة قادر تضمر العداء للعراق تارة في السر والعلن بسبب عداء السياسيين لانفسهم وبدأت هذه الدول تلعب مع العراق لعبة القط والفأر وبدأ الشعب العراقي يلعب بارادته لا بارادة الغير وبات اضحوكة لدول اقليمية محيطة بالعراق كانت بالامس تحسب الف حساب له حيث كان اسم العراق يزعزع كيانها ووجودها واليوم باتت هذه الدول تتخذ من العراق ضيعة تابعه لها حتى السوق العراقي الذي وصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي خلال فترة العقود الماضية بات سوقا مثقلا بالهموم بعد ان غزته قذارة السوق الاجنبي فبات
الفلاح العراقي الذي اغرته حياة التحضر اصبح اكثر تحضرا من سكان المدن وبات يشتري المنتج الزراعي من السوق المحلية من بيض وفواكه وخضار وهو يتلذذ بتناولها ونزع ملابسه العربية ولبس البدلة الفرنجية .. فيما بات العامل العراقي الذي ترك المصنع دون ارادته بعد ان شهد عام 2003 عملية نهب وتدمير لم يشهد لها التاريخ حتى في زمن المغول بات هذا العامل وبقدرة قادر اما موظفا في دائرة من دوائر الدولة ضمن افواج البطالة المقنعة واما عاطل عن العمل يتسكع في شوارع العاصمة بغداد التي اصبحت في ليلة وضحاها لاترتقي الى عواصم العالم بعد ان كانت المدينة التي تغنى بها الشعراء .. باتت عاصمة مثقلة بالهموم والخراب بعد ان خلعت ثوبها زاهي الالوان ولبست ثوبا اسود بلون الغراب ويتراءى لك ان شوارعها تبكي حسرة والما على تلك الايام الجميلة .. ورغم هذه المعاناة زادت آلامنا آلاما بعد ان جاءت داعش لترتكب الفواحش وبغفلة تمكنت من احتلال ثلث مساحة العراق بعد ان هرب حماة الوطن وشردت ملايين السكان الذين باتوا عراة حفاة في حيرة من امرهم وسط هذه التداعيات التي لاتسر صديق ولا عدوا .. لنقف قليلا ونتامل ونتسأءل كم من صديق وقف معنا يؤازرنا ويشد من عضدنا للتخفيف عن معاناتنا .. واقولها بصراحة ودون مواربة .. لاتوجد دولة عربية تنادي بالاخوة كذبا وزورا تناصرقضيتنا وان تكلمت وصفتنا بابشع الاوصاف ..حتى امريكا التي تربطنا بها اتفاقية تعاون مشترك تخلت عنا وتركتنا نواجه مصيرنا وحدنا رغم ماتطلقه من تصريحات المساعدة والدعم فبقينا في حيرة من امرنا .. حتى هبت جحافلنا بحشود لاتوقفها سدود وهي تلبي نداء اليوم الموعود ترفع الراية بدراية وبلا غاية لبت نداء الاية فكانت البداية التي ستؤشر النهاية وتاخذ ثأر السبايا .. فانكشفت النوايا وتعرى السياسي الذي يتستر بالعطايا بعد ان ارتكب في وطني الخطايا ونقولها صراحة ان وطني العراق بات اليوم مذبوحا ومن نجا ولم تنحره سكين سيبقى صاغرا مطأطأ الرأس الى يوم الدين بانتظار نهاية حكم السلاطين .. ونعيد القول .. اليحجي صدق طاكيته منكوبة .