3 نوفمبر، 2024 12:30 ص
Search
Close this search box.

نظام رئاسي ..أم برلماني معطل/ 3

نظام رئاسي ..أم برلماني معطل/ 3

بناء الدولة الجديدة في النظام ألتعددي الديمقراطي يعتمد على تنظيم الفرد وتربيته الداخلية .. شكلا ومضمونا .. بالشكل تنفيذ القوانين واحترام ما تفرزه صناديق الاقتراع والسير بما تمليه المرحلة دون تمرد أو عصيان والمطالبة وفرض أمور سياسية مستقاة من وحي التهميش والتوازن والتوافق .. ولا أعرف أين كانت هذه الحمى في العهود الماضية التي تعقد النهج الحالي وتلهيه عن تنفيذ ما خطط له وما مرسوم من دور للفئات والهيئات التنفيذية من مشاريع تخدم المواطن وتطور البلد ..والمضمون عندما يكون رقيب على نفسه وعلى الآخرين..وبذا تتحصل وتنتزع الفوائد وتحترم المشاعر ويبنى الإنسان ..في سفرة الى ألمانيا وتحديدا مدينة ميونخ الجميلة والنظيفة الهواء والخضرة التي تمتد حتى ما بين فتحات وشقوق البلاط الذي يرصف به المماشي والممرات العامة قذف من معي بقية سيجارته على الرصيف الذي نسير عليه فثارت ثائرة عجوز تسير بالقرب منا وأجبرت الرجل أن يلتقط عقب السيجارة ويضعها في المكان المخصص .. ولاحظت هنا بأم عيني أحدهم يسحق بقية السيجارة في دائرة نظيفة الأرضية برجله والمصيبة ان المنفضة في نفس المكان !!
عكس الحالة والتصرف تماما تنطبق على الحوار بين الفرقاء في بلادي البرلماني كنافذة نتوصل فيها الى حل ننتزع منه الفوائد المطلة على أحوال الأمة .. ولان الحكام من ظهرانينا والحكم مسؤولية ومحل ابتلاء تراهم يتسابقون على ترسيخ مفاهيم المحاصصة والتوازن .. ولأنهم مصابون بمرض إلغاء الآخر لا تصدر القرارات الا بالتوافق !! وهذه حيرة قد لا يعرف العالم مثيلا لها ولكن انها ليست استثناء لدى العرب التي تعمل بحساسيات وذهنيات الفرد والطائفة وزادها التمذهب إيغالا في بلاد ما بين النهرين ..الفرات يجري ويحرم ماءه على الآخرين وهذه السلوكية متأتية من خلفية اجتماعية لا تؤمن بالآخر حضارة وثقافة .. مستمدة من فكر الصحراء التي يجول فيها البدوي بقربة ماء !! أننا هنا نقر بان التحول الديمقراطي والتغيير الى النظام البرلماني لم يأخذ مداه الطبيعي وهذا خلل تنتمي اليه بعض الفئات المشاركة في الدولة وأحيانا مريضة في قيمها وطبيعتها ..توصلت الى قناعة ان البعض لا تستحي من أن تعمل في الهامش وعبد أجير لنظام متجبر على أن تتبوأ مناصب رفيعة بعد تحريرها من العبودية ..وان لا يتراءى لها ترسيخ مبادئ الديمقراطية مقارنة بين سيادة مفاهيم الفئة والمذهب التي حرمت الناس من ممتلكات الدنيا مدخلا لتغيير المفاهيم !!
ولا ندخل في تفصيلات معتمة ..وان الحكم لديهم زواج كاثوليكي خارج قياسات إسلام الشورى والانتخاب الذي يؤمنون به ..ولكن يبدو ان هذه المعطيات لم تصمد أمام الظلم الذي دام ودمر ليقع التغيير ..ولكن تبقى الحيرة والتساؤلات عن كلامهم المستفز الذي يلقي الضوء على الانتماء الحقيقي لهؤلاء وأبعاد ارتباطهم بالوطن ..ورغم مشاركتهم في كل المراتب الذي يعتبر كسبا لم تجد غير الملحة في المزيد ..وما اتخذه الشريك من خطوات مراجعة سلوكهم ومواقفهم تجاه البلد الذي بدا مخالف للمألوف في السلوك العنفي ومناصرة الأغراب والدخلاء.وهذا ناتج من مساحة الحرية التي يتحركون بها فوجدوا ضالتهم في إجهاض التجربة ..لنلجأ الى الحل الرئاسي المنتخب لتحقيق الوضع الطبقي والاجتماعي الذي يمنحنا حرية اختيار نظام لا فيه أخفاقات وانكسارات واضطهاد لمشاعرنا من سياسي الصدفة والانبطاح ولا يفسده المفسدين .

أحدث المقالات