22 نوفمبر، 2024 6:32 م
Search
Close this search box.

عبد العزيز .. عبقريتك جعلت الصمت يمدحك!

عبد العزيز .. عبقريتك جعلت الصمت يمدحك!

ماذا لو كان السيد عبد العزيز الحكيم (رضوانه تعالى عليه) موجوداً بيننا، وفي أوضاع كهذه؟ سؤال قوي يثير كثيراً من التساؤلات، حول شخصية الراحل عزيز العراق، الذي كان جواداً أصيلاً في مهمته، ناء بأعباء ثقال فما نكص ولا وهن، وحمل رسالة مقدسة، ونزه نفسه عن التكسب، من المنافع الفئوية، بساطته سر خلوده، رجل مجنح بالعقيدة، يمتلك قوة مصحوبة بزهو المنتصر، رغم صراعه مع المرض، إنه سليل المرجعية من آل الحكيم، بوصلة الأمان في عراق السلام.
أصوات الناس كادت تندثر في أزقة الموت، والذكريات تخط أحداثها على جدران المطامير، حيث القتلة لا يريدون للشعب العراقي، أن ينهض أو يتطور، تحت مدافع القمع، والقتل، والتهجير، والنفي، والتحويل الديموغرافي، فأمسى نصف العراق بعيداً عن فردوسه، المسلوب الإرادة والحرية، فأنبرى رجل يأبى الضيم ضرغام، صدق البارئ على ما عاهد عليه من وسط المصائب، وكان الشعور بالتشظي يملأ نفوس المحرومين، فهم لا يشاهدون إلا علامات الخراب، إنه أبا عمار السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره).
خرج الجنوب من عزلته، وشحذ القصب رؤوسه، ليقض مضاجع أزلام النظام البائد، فكان الحكيم مع أخيه في شوق للخلاص، فما أرتضيا أن تباع كرامة العراق، فعاشت الأهوار عرساً جهادياً، سطرت أفراحه بأياد ثورية، جعلت القضاء على الطاغية هدفها المنشود، على أن نظام القمع الصدامي، أراد الجنوب أرضاً للأشغال الشاقة، لكن أبطال الحكيم أبوا إلا أن تكون أرضهم مقبرة للبعثيين السارقين، الذين أرادوا لإبن الجنوب، أن يردد ليس لي مهد أو وطن، ولا لحد أو كفن.  
لقد ولى زيف الإمبراطورية الغابرة، بعد أن جثمت لعقود على صدورنا، وفرحنا بقدوم آل الحكيم لأرضهم، فأخذونا الى عالم جميل، مليء بالنصر والأمل والإعتدال، ولكن هذه المرة بفناء أجسادهم، وخلود حكمتهم، فالسيد عبد العزيز الحكيم، أعاد تجسيد التأريخ، وفق رؤية واقعية تنم عن فكر عظيم، يستقرئ منه ما مضى وما سيحدث، لذا فلو كان بيننا عزيز العراق، لما ألم بوطننا هذا الخراب، ففي بيت الجهاد تستقي العظمة حياتها، من الدين، والحب، والشهادة من أجل العراق.
سيدي أبا عمار: لقد أتحف وادي السلام بجثمانك الطاهرة، وبكتك القلوب، والعيون، والصدور، وفقدناك أباً، وقائداً، ومصلحاً، فأستلهم الساسة من فيض حقولك العملاقة، ولو أنهم تدارسوا رؤيتك، فيما أردت للعراق بعد سقوط الصنم، لفعلوا خيراً لشعبهم، ولأدركوا أن حب الوطن من الإيمان، وأن التابوت الذهبي، الذي يجب ان نعيش من أجله، هو العراق وأهله الطبيون، لا أن نجعل السياسة وظيفة، للتكسب اليومي على حساب دماء الأبرياء، فالعبقرية فيك أنك جعلت الصمت يمدحك، سيدي أبا عمار.

أحدث المقالات