التناقض والتضارب في التصريحات من السمات البارزة لدى اغلب السياسيين والمسؤولين العراقيين، وبالاخص المسؤولين المحليين في محافظة بابل ، وخير دليل على ذلك ماورد على لسان رئيس لجنة التربية في مجلس محافظة بابل والتي صرحت مؤخرا لجريدة المدى بان المحافظة تحتاج الى 800 مدرسة ,في حين ان مدير تربية بابل والذي كان يتبوأ منصب مديرالتخطيط في تربية بابل لسنوات عدة اكد لوسائل اعلام أخرى حاجة المحافظة لاكثر من 2015 مدرسة كونها تعاني من نقص حاد في الابنية المدرسية بعد تلكؤ مشاريع البناء وضغوطات الموازنة وغيرها من العراقيل التي تواجه قطاع التعليم .
ورغم مافي هذين التصريحين من تناقض كبير الا ان اهم مايعنينا في هذا الموضوع ان هكذا تصريحات سوف تؤدي الى حرمان المحافظة من 1200 مدرسة هي بامس الحاجة اليها . وهذا ايضا مؤشر واضح على غياب التنسيق بين هذه الجهات وعدم وجود الية مشتركة لحل المشكلات التي تواجه التعليم ، فاذا كانت رئيسة لجنة التربية عاجزة عن الحصول على احصائيات مضبوطة لعدد المدارس فكيف لها ان تشخص الخلل والمعوقات وتعمل على تحسينها من خلال المطالبه بتعديلات او تشريعات جديدة بإمكانها ان تعمل على تحسين الوضع المتردي للتعليم في المحافظة .
أن مثل هذه الاخطاء في التصريحات عبر وسائل الاعلام هي دليل على الجهل الواضح للكثير من المسؤولين في المحافظة وعدم المامهم بالمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم .كما انها تشير ايضا الى جهلهم المطبق باهمية أي كلام وتصريح يدلون به ..انهم يفكرون فقط بالظهور امام وسائل الاعلام وقول أي كلام متناسين ان ذلك تسبب وسيتسبب في ضياع الكثير من حقوق المحافظة .فيا ايها المسؤولون متى تتذكرون ان من واجب المؤمن ان يقول خيرا او يصمت وعلى حد علمنا انكم جميعا في قمة الايمان والورع.