مر عام على النكبة ، نكبة العراق بسقوط الموصل بيد داعش وسقوط اجزاء واسعة من محافظة ديالى والانبار ، بعد مرور عام وبدلا من تحرير المدن واستعادة الارض سقطت الرمادي مركز محافظة الانبار !! .
ما كان لداعش ان يكون غولا مخيفا ومرعبا تتساقط المدن امامه مدينة فمدينة من سوريا الى العراق واخيرا وليس اخرا مدن ليبية مهمة كمدينة سرت لو لم يكن داعش متعدد الجنسيات ، امريكي اسرائيلي سعودي تركي قطري الى جانب جنسيات محلية سياسية وعشايرية ودينية كانت حاضنة له .
من بين اهم فصول المؤامرة على العراق باسم داعش والتي تكشفت مؤخرا هو فصل عودة امريكا لاحتلال العراق عبر قواعد عسكرية ومستشارين عسكريين بعد ان خرجت نهاية عام 2011 حسب اتفاق سحب القوات الذي انجزته حكومة المالكي والذي دفع الرجل ثمنه بابعاده عن حكومة الولاية الثالثة .
اخر قاعدة عسكرية زرعها الامريكان قبل ايام سموها قاعدة التقدم قرب الرمادي وتعداد افرادها 450 عسكريا سبقهم 3500 في قاعدة عين الاسد وغيرها . القواعد الجديدة زرعت تحت ذريعة تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية , وهي ذريعة بعيدة عن الواقع ، فالامريكان لا يقدمون اية مشورة او معلومات الى الحشد الشعبي لانه بنظرهم مليشيات طائفية , وهم لا يدربون الجيش العراقي لانهم لم يقدموا اي سلاح مهم يحتاج الى تدريب ، لكنهم اعلنوا صراحة انهم سوف يتعاملون مع القوى السنية تدريبا وتسليحا والسيد رئيس البرلمان سليم الجبوري يعفد اجتماعات مهمة ومنفردة مع اركان الادارة الامريكية في واشنطن لهذا الغرض .
داعش ومن مجريات الوقائع اداة لترتيب خريطة العراق والشرق الاوسط وفق خريطة جديدة برضا سني كردي واضح وعلني لكن السؤال المهم ، لماذا لا تعلن الحكومة العراقية للراي العام طبيعة هذه القواعد ومهماتها ؟ لماذا لايستدعي مجلس النواب المعنيين بالامر ؟ كيف تفتح قواعد اجنبية في العراق دون سؤال وموافقة مجلس النواب ؟
عندما ياتي افراد ايرانيون خبراء يقدمون المشورة تقوم الدنيا بان العراق محتل من ايران , وعندما تزرع ارض العراق بالقواعد الامريكية ويعاد احتلاله من جديد يلوذ الجميع بالصمت وكأنهم من سكان مقبرة وادي السلام .
لو انتهت فصول مسرحية داعش من يستطيع اخراج الامريكان وتصفية قواعدهم في العراق ؟
صرح اكثر من مسؤول امريكي بان الحرب على داعش سوف تستغرق سنين طويلة , والحقيقة ان ترتيب اوراق المنطقة وتوزيع القوة الامريكية عبر قواعد ومستشارين يتطلب هذه المدة واكثر .