كثيرة هي الأشجار المثمرة في عراقنا الحبيب, لذلك فقد تكالب عليه أعداء الحياة! ليقوموا بقطع الأشجار المثمرة ناهيك عن القيام بحرقها أحياناً.
منذ تسلط الطاغية المجرم هَدّام, حورب العراقيون بشتى الوسائل, فمنهم من قضى بالشنق ودفن بعضهم بمقابر جماعية, بينما كان حصة غيرهم من المعارضين للبعث, القتل أثناء التعذيب, حيث يقوم الجلاوزة بحرق جثثهم, أو رميها في مكبات النفايات, لتصبح عرضة للحيوانات السائبة, دون أي وازع من ضمير.
تناسى حزب العفالقة الذي فاقت جرائمه نازية هتلر, أن أرحام العراقيات لا تعرف العُقر, وهي كأرض الوطن الحبيب خصبة معطاء, لا تؤثر في أشجارها عواصف الحقد وأعاصير الضغينة, لقد كانت أكبر عائلة مستهدفة هي آل الحكيم, التي تمثل بستان نخيلٍ متنوع الثمر, فهم أبناء مرجعٍ جامع للشرائط.
قد لا يعلم بعض أفراد المجتمع, ماهية جامع الشرائط, فأقول: إضافة لمعرفته بالعبادات والمعاملات, وكيفية استنباط الحكام, فإن له إلمام بالعلوم الأخرى, وهذا ما لا تجده عند الساسة السطحيين, الذين لا يعلمون من السياسة غير سياسة الحكم؛ دون الرجوع إلى ما هو حق وباطل!
لذا نرى أن مدرسة آل الحكيم, قد دربت من انتمى إليها على كل ما تحتاجه الدولة العادلة, فأصبحوا هدفاً للرماة ليضحوا صابرين, متأسين بقول الحسين عليه السلام:” هيهات منا الذلة”, ذلك الشعار الخالد خلود الفكر الإسلامي.
سقط الصنم ليقوم أتباعه, باغتيالٍ شنيع لشهيد المحراب, فلم تكفيهم تلك الأشجار المحمدية العلوية المجاهدة, ليلحق بالركب الحكيمي, صابراً محتسباُ لرفضه المشروع الأمريكي, لينهض بالراية شقيقه السيد عبد العزيز الذي كان يعمل بصمت.
عمل السيد عبد العزيز جاداً, لرفض كل ما يضر بالعراق, علما أنه القائد الوحيد, الذي وحد الأحزاب الشيعية, تحت قائمة شعارها الشمعة, ليقول للشعب العراقي: أن هذه القائمة مثال التضحية ونكران الذات.
هكذا هم المجاهدون أصحاب المبادئ, يعملون بهدوء ويُضَحونَ بِصَمت, كنخيل العراق الشامخ, يحمل ويعطي الثمر, لينعم المواطن بما أخرج من ثمر مبارك.