25 نوفمبر، 2024 10:34 م
Search
Close this search box.

وثائق ويكيليكس ..والضجة الإعلامية ..لـ ( العمالة ) وجه آخر..!!

وثائق ويكيليكس ..والضجة الإعلامية ..لـ ( العمالة ) وجه آخر..!!

الضجة الاعلامية أو لنقل الصحفية ، والزوبعة المغرضة التي اثيرت هذه الايام بشأن ماورد في تسريبات موقع ويكيليكس عن تعاملات لدول عربية واجنبية ومنها السعودية مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى، وما رافقها من حملات (تسقيط) واستهداف للآخر ومحو هويته ، نود ان نوضح بعض الحقائق المهمة عن موضوع كهذا..
1. إن أغلب ماورد في تسريبات موقع ويكيليكس هذا قد تم تسريبه منذ اكثر من عامين عن طريق صحف وفضائيات ومواقع اخبارية ومواقع تواصل اجتماعي ، وللامريكيين خططهم واهدافهم من وراء تسريب تلك الوثائق لاغراض الحط من قدر العرب وشعوب المنطقة وقادتها واظهار تآمرهم فيما بينهم ، وهللت وسائل الاعلام للحدث ( اللقطة ) هذه الايام ، بتحريض من بعض الكيانات السياسية الطائفية الساعية الى إثارة الازمات وتحويل الانظار عن صراعاتها وهزائمها في بعض محافظات العراق ، بعد ان اسقطتها داعش ، وبهدف تشويه سمعة شخصيات محسوبة على مايطلق عليه بـ (المكون العربي السني ) ، وتسقيطها امام ماتبقى لها من جمهور ..اما الطرف الاخر وهم قوى التحالف الوطني وحتى الكرد وان استهدفت الوثائق بعض قياداتهم الا انه تم تحجيم طابع الاثارة عنها وازالة معالمها في الوقت الحاضر ( حتى تكمل السبحة ) لأن ( الحملة الاعلامية ) مخصصة ومصممة اصلا لاستهداف قيادات محسوبة على مايطلق عليه بالمكون العربي، التي خذلت جمهورها اصلا، بسبب ماتعرضت له محافظاتها من احتلال على يد داعش، وظهر من يدعي من غير طائفتها انه ( المنقذ من الضلال ) لتحرير تلك المحافظات ، بالرغم من انه لا توجد ( بوادر ) لامن قريب ولا من بعيد على محاولات( جادة )  لتحرير تلك المحافظات وبخاصة الانبار ، اللهم الا بمحو معالم تلك المحافظة من على وجه الارض، إذ لاحل مطروح على الطاولة حاليا الا بالقاء صواريخ بعيدة المدى من احدى دول الجوار ، او بإستخدام ( قنابل نووية ) وانهاء اية معالم لتلك المحافظة حتى تتحول الى اطلال دارسة لكي يقال انها كانت في يوم ما ( محافظة ) في غربي العراق!!
2.    والاخطر من هذا كله ان النظام السياسي المتبع في العراق منذ عام 2003 حتى الان منغمس من رأسه حتى قدميه في ( العمالة ) للآخر، ولكل طرف سند اقليمي او دولي يقف الى جانبه، بل ان من يكون ( عميلا ) لامريكا او لايران او للسعودية او لغيرها لم يعد من وجهة نظر النظام السياسي الحالي ( عميلا) أصلا، بل هو من وجهة نظرهم ( مناضل ) أو ( وطني ) حتى لو ادخل معه الجيوش والمرتزقة الى بلده للاحتراب على ارضه، ومن يريد سرد ( العملاء ) المفترضين لتلك الدول، سيجد من الصعوبة بمكان البحث عن ( هوية وطنية صافية ) من بين جميع من حشروا انفسهم في المنظومة السياسية الحالية، بل ان البعض ( يتفاخر ) بأنه رهن ارادة بلده لتلك الدولة الاقليمية او تلك.
3.     ولا يدري العراقيون لماذا يطلق على من يتعامل على المكشوف مع دول عربية وهي معقل هويته وانتمائه على انه ( عميل ) ولا يطلق على الدولة المناظرة لها نفس التهمة، بل ان الدولة الاخرى تتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويسرح ويمرح أتباعها في بلدنا وكأنهم هم أهل البيت ، والعراقيون هم ضيوفه ، ولا تثار( ضجة ) عن ( عمالة ) الكثيرين لها وارتمائهم في أحضانها!!
4.    لاندري ان كان لـ ( العمالة ) وجه آخر،  وان التعامل مع نفس( التهمة ) من منظور ( مزدوج ) حسب رغبة البعض في القاء التهم جزافا، وكأن كل قيادات المكون العربي ( عميلة ) و ( إرهابية ) و ( داعشية ) ، بينما يكون الاخرون ( منزلون من السماء ) ولا تدانيهم تهما كهذه من قريب او بعيد، وهم يمتلكون ( حصانة ) تحميهم من التعامل مع دول الجوار، وليس على أي احد منهم ( شائبة ) في ان يكونوا من ( اتباع ) هذه الدولة او تلك ، لانهم من كوكب آخر، وليس من اهل البلد وانهم هم من يدعون انهم يدافعون عنه لوحدهم اما الاخرون، فليس لهم حتى  حق الدفاع عن محافظاتهم، بالرغم من انهم هم المسؤولون أخلاقيا ووطنيا عن تلك المهمة، ويفترض بهم انهم هم من يحرروا محافظاتهم من سطوة داعش ومن اجرامها، لكن الآخر لايسمح لهم بذلك أصلا، ويريد تحويل محافظاتهم الى مرتع للارهاب، لكي لاتقوم  لمكونهم ولا لقادته قائمة بعد اليوم!!
5.    ان حملات ( التسقيط السياسي ) المبرمجة هذه والتي تستهدف شعب المكون العربي كما يطلق عليه وعلى قياداته ليس لها مايبررها على الاطلاق، واذا من كان هناك من نظام يحاسب على ( العمالة ) فالاولى بقادة النظام السياسي دون استثناء ان يكونوا اول من يقدموا الى المحاكم بتهمة الخيانة العظمى، فهم أول من قدموا بلدهم على طربق من ذهب للاجانب والاغراب والعابثين بمصيره، وكل من هب ودب، حتى ضاع مستقبل شعب العراق بين القبائل!!
6.    لا ادري كيف إنخرط رئيس تحرير جريدة الصباح الاستاذ عبد المنعم الاعسم وهو أستاذ صحافة ومهني معروف ، وكان يلقي علينا محاضرات قيمة قبل سنوات عن أهمية الالتزام بمعايير الصدقية والمهنية والالتزامات الاخلاقية للخبر وللتقرير الصحفي، وهو رئيس تحرير لجريدة رسمية ناطقة بإسم الحكومة واذا بصحيفته أول من تشهر برموز وشخصيات يفترض بانها ( مهمة ) في الحكومة والبرلمان، وتستخف بها، دون ان يعرف طبيعة اللعبة التي انساقت صحيفة الصباح مع صحف من أمثال ( حسنة أم اللبن ) و صحيفة ( أم الدنابك ) وقد استعانت بعض الفضائيات بمحللي ( إدرار ) من أمثال ( جاك شايل بريجه ) و ( عبد الكرك مسحاه) ليروون قصصا اغرب من الخيال عن فبركات اراد الامريكان بها تسقيط العرب انفسهم بضمنهم العراقيون، وفي اغلبها تبدو وثائق مزورة لاتستند الى اية اشكال الوثيقة التي يعرف استاذنا الكبير عبد المنعم الاعسم مدى مطابقتها لمعايير الوثائق المتعارف عليه، وفي بعض جوانبها الاخرى امورا عادية لعمل دول تتابعه حتى مدغشقر وملاوي وجزر القمر وجزر الرأس الاخضر وأم البصل والروبة!!
 7.    كان من المفترض ان لايبقى السياسيون ممن شملتهم ( فضائح ويكيليكس ) صامتين عن حملة صحفية شعواء استهدفتهم، وكان من الافضل لو صدرت عنهم بيانات توضح حقيقة ماجرى من فبركات واباطيل عنه ليدافعوا عن انفسهم قبل كل شيء أمام الرأي العام الشامت بهم ، لا ان يبقوا صامتين، وقد لعبت بهم الصحافة ( جولات ) وحملت أخرى ( جواكيج ) وبعضها لجأ الى إستخدام ( القزمات ) و( المعاول ) لتسهم في عملية اثارة الصخب الدعائي الرخيصة،في وقت تعاني بعض الصحف من الافلاس والانقراض،  ووجدت في بعض مثل هذه الفرصة اثاراتها للزوابع وللتهريج للفت انظار الجمهور عله يشتري صحفها، بعد ان امتلأت شوارع العاصمة بصحف لها اول وليس لها آخر، وبعضها كان مرموقا والان لايطبع بعضها اكثر من خمسين نسخة من باب إثبات الوجود!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات