لفرط ما يعانون منه أبناء ( الشعب العراقي ) اليوم في كل ساعة ودقيقة وثانية من تدميرٍ مبرمج وضياعٍ لا حصر له لمعالم مدن هذا البلد العجيب
( الهادئة الجميلة ) التي تقع على مفترق طرقٍ تبدأ من الشرق والغرب ومن الشمال والجنوب ولا تنتهي إلا في بيوتهم العامرة بالقلوب الكريمة ، هذا كان قبل الاحتلال الهمجي الغاشم على بلدي العزيز العظيم ( العراق ) ، واليوم نروي لكم قصةَ أهل العراق صباحاً ومساءً وهم يوزعون ابتساماتهم ويخزنون ذكرياتهم الطويلة في هذا البلد ولأنه الشارع ألعراقي يريد أن يتحدث عن نفسه ، سنترك لكم النظر والتبصر وأنتم تتابعون هذا الموضوع مقدمين اعتذارنا لهفواتٍ تاريخية قد ترد هنا أو هناك ، سنتجاوزها مستقبلاً بمقترحاتكم بإذن الله .. للعراق حكايات وأسرارٌ تدفنها الريح في يومٍ اغبر، تتفنن القصص الحزينة بدعوة المرايا إلى نورٍ فضي ونخيلٍ أسهب سرداً عند أولِ ممرٍ لقطيعٍ تائه يبحث عن سهلٍ قديم .. أؤشر بمبضعٍ ناعم وطريقٍ العراق على كل الخطوات التي مرَّ بها أجدادنا العظام بدءاً من هذه القطعة المخضبة بالحنين وحتى أخر بقعة في هذا البلد العزيز من هنا أشدُّ ذكرياتي إلى مياسم اقتضبها رَوح الهموم ولا زال العديد من شرفاء هذا العالم يدعون إلى توحيد العلاقة بين الشعب العراقي , وشعوب دول الجوار بينما يسعى البعض ما قادة تلك الدول ومع الأسف الشديد اليوم إلى بعثرة أية جهود آو محاولات لملمة شمل الأمة الإسلامية والعربية وهي تمر بأصعب وأدق ظرف مصيري يحيط به الغموض من كل جانبا .. حكايات المواطن العراقي الفقير المسكين الذي لا حول له إلا الاستماع ولا قوة إلا الرضوخ , في هذا الوقت ترتفع أصواتٌ من الأغلبية واقصد تحديداً المواطنون البسطاء لتوحيد الصفوف ورأب الصدع وترقيع الشقوق لان ما يحيط ( بالأمة العراقية ) ومستقبلها يكاد أن يكون كابوساً حل عليها .. فمن بين احتلال العراق وخطوات المتلاعبين بالقوت السياسي , يبرز في الواجهة خطردول جوار العراق الاقليمية المحدق بدولة العراق والخليج العربي وعدم تفويت دقيقة واحدة كفرصة لتلك الدول لتثبيت دعائم نفوذهم وتقوية الدعامات العسكرية والاقتصادية لان حلماً ما يراود قادتها بان أمريكا لا بد أن ترحل من المنطقة عاجلاً أم آجلاً وبذلك تخلو ثلث آبارالعالم من النفط ونصفه من الاحتياطي من حماية حتى ولو كاذبة وحينها بدء إسقاط مدن العراق بالهواتف النقالة وليس بدخول دبابات وقصف طائرات .. وهذا ليس فلماً خيالياً آو حلماً لا يمكن تحقيقه .. وهذا ما حدث في اسقاط مدن ( الموصل) وصلاح الدين والأنبار .. والمصالح هي التي تحكم فيما سيحصل وليست القبل والزيارات المكوكية الكاذبة أمام أجهزة الأعلام والتلفزة من قبل بعض قادة هذا البلد ، أعود مرة ثانية إلى القادة في دول الجوار الكبرى منها واقصدا السلطة المركزية لا الشعب الأصيل الذين يترنمون بحكاية حرب
( العراقية – الايرانية ) لبلادهم في عام ( 1980) والذي لم يدم أكثر من ثمانية أعوام والحرب التي تلتها ( العراقية – الكويتية ) مطلع تسعينات القرن الفائت لم تدم سوى اشهر قليلة .. تغيرت فيها السياسة الإستراتيجية الدولية والى الأبد جراء هذا الحدث ، العراق أصبح بلداً مقسماً إلى ألف جزء في الكواليس وتستطيع أي مجموعة أو عصابة من احتلال أكبر جزء فيه بشرط عدم المساس بالأحزاب الإقليمية والقومية وحكومتنا الرشيدة وجيشه أحيل على التقاعد واصبحت حشود اخرى بدلاً عنه .. وأسلحته ما صلح منها هرّب إلى إيران ودول اخرى وما تبقى ودمر أصبح سقوفا للمواشي , والبعض من دول الجوارما زالوا يرددون أن العراقيين يشكلون خطراً كبيراً ، الشعب العراقي يتلوى ويتألم من الاحتلال
( الأمريكي – الإيراني ) منذ (12) عام , ودول جوار العراق العربية منها والاسلامية أصبحت اليوم صداع مزمن في رأس العراق والعراقيين ومع الأسف وشديد الأسف تظهر بين الحين وأخرى تصريحات غير مسبوقة لمسؤولين ووزراء تلك الدول يهاجمون شعب العراق , الأمراض والأوبئة والفساد الذي أطبق على شعبنا من كل جانب العراقيون يعانون من شراء مياه صالحة للشرب والبطالة تفتك بشبابهم جراء الفساد الذي أنتشر بين وزارات الدولة واكثر من مليوني مواطن مهجر من المناطق الغربية الى كردستان العراق وبعض الدول الاخرى .. ودول الجوار يهلهلون للدمارالذي حل في جارهم العربي المسلم !
وليس عيباً أن يعاني شعبنا ما يعانيه كونه محتل من كل دول العالم وليس من أمريكا وحدها الشماتة والضغينة والحقد ليس من شيمة الشجعان نقولها للحكام والامراء والملوك والقادة والرؤساء في تلك الدول , ونذكرهم بان سكة الاحتلال قد انتهت ، وبدلاً من التباكي على الغزو العراقي ومزاعم الدعوة إلى تقسيم العراق , وعدم إخراجه من طاولة سيطرتكم , وأن لا يتناسوا مفاجئات المستقبل وعيون الدول الكبرى المسلطة على أبوابهم وآنذاك لا ينفع الندم , أو تناسى البعض عندما كان خيرة شباب العراق يتساقطون شهداء دفاعا عن البوابة الشرقية للوطن العربي أثناء الحرب العراقية الإيرانية على مدى ثمانية سنوات , ونسي أو تناسى دول جوار العراق بأن هم أول من سيكون له نصيب من التدمير فيما إذا استطاعت الدول الكبرى أن تغزو المنطقة بشكل فعلي , كان العراق يدافع دفاعا مستميتا طوال ثماني سنوات ضد الزمر الإيرانية التي مثلت ولا تزال تمثل جوارا صعبا يضمر لكل ماهر عربي الحقد والكراهية .. ونحن نقول للقادة في إيران بأن الدنيا دوّارة وهذه قطعا ليست المرة الأولى التي يمر فيها العراق بمثل هذه المحن وبتآمر وتواطؤ من (الاحتلال الأمريكي ) قد رحل هذا إذا سلموا من ضربات العراقيين الشرفاء الشعب العراقي الغاضب , أما البعض من عملاء المنطقة ، فهم أجبن من أن يصمدوا أمام ضربات قدرات الشعب العراقي الأصيل وصدقوني إن من يحميهم الآن ولو بشكل غير مباشر البعض من ساسة العراق ، عليهم لعنات الله وكوارثه وزلازله وبراكينه ، يسعون إلى تدمير العراق وبأس وأجبن الطرق ومنها نشر الأمراض عن طريق حليفهم الفاسد فساد عقيدتهم وأنفسهم الحاقدة على العراق , وأحب في نهاية مقالي هذا أن انصح الحكومات في البعض من دول جوار العراق و أزلام وأقزام سلطتكم التي كشرت أنيابها واعترفت وأكدت للعالم أن تلك الدول التي ساهمت وساعدت في تخريب العراق وذبحت أكثر من مليوني عراقي وتشريد أكثر من خمسة ملايين وأكد بعض وزرائها من كيفية إحداث الشغب وحرق الدوائر ونهب الممتلكات , والتاريخ والزمن بيننا نحن نذكر لا ننصح , البعض من دول الجوار الذين كانوا يتربصون بإشارة ولو كانت صغيرة للإشادة بدورهم التاريخي المخزي فيما يسمى بتحرير العراق في التاسع من شهر نيسان عام ( 2003) وجدوا أنفسهم أمام خطابات من أعلى مستويات الدولة العراقية الفاقدة للشرعية تتجاهل الدور الإيراني سلباً أو إيجاباً ، ومع ذلك حاول الإعلام الإيراني إثارة المسائل لحالة الخوف التي يعيشها الإيرانيون نتيجة إقرارهم الدفين بمدى الجريمة التي ارتكبوها في حق العراق وتاريخ العراق المسألة ليست كما يظنها الإيرانيون فالعراقيين وبعد أن تخلصوا من الاحتلال الأمريكي وجدوا أنفسهم اليوم غارقين في مشاكل جمة بسبب التراكمات التاريخية والمراحل العصيبة في تحرير وطنهم من الاحتلال الاقليمي الجديد ، وحتى أن طويت صفحة نهائياً سيبقى العراقيين يتذكرون أن بلاءهم من الإيرانيون ، ثم محاولة قطع أرزاقهم إضافة إلى تدمير دوائرهم ووزارتهم التربوية والتعليمية وحرق تاريخهم ونهب ثرواتهم وأثارهم ، ثم هي دول جوار العراق التي كانت صاحبة الدعم اللوجستي الأول لاحتلال العراق وتكبيد العراقيين شعباً وأرضاً مزيداً من الجراحات , وأصبحت هذه الدولة مع الأسف العربية منها والإسلامية اكبر مسببي الكوارث في العراق .. تعلمنا أن التاريخ يكرر نفسه في مواقف كثيرة ، وهذا ما لم يفهمه البعض ، فكيف بنا اليوم وقد وضع قادة تلك الدول أنفسهم في جحر ضب أن خرجت من جحرها قتلت وأن بقيت في جحرها قتلت , أنها تسجل للتاريخ سيعود لنفسه وستكون القادمة قوية تذكيراً بما فعل السفهاء بنا ..
ولنا عودة