العرب بحاجة لإنتفاضة عقلية تطيح بالمفاهيم البالية وبمفردات الضلال والبهتان وتصورات الأوهام والضياع والخسران.
لو تمكن العرب من تحقيق هذه الإنتفاضة فأن حياتهم ستكون خالية من الجراثيم بأنواعها , وستتحقق لديهم مناعة قوية ضد الأمراض الفكرية السارية والمعدية.
العرب بحاجة لتطهير عقولهم من الأوبئة العقائدية والفكرية , التي تستنزف كل ما فيهم ويشير إليهم من الدلالات والمميزات.
وبعض البلدان العربية كالعراق تحتاج لثورة عقلية شاملة تحقق تغييرا متوافقا مع العصر الذي نعيش فيه , وهذه الثورة عليها أن تقتلع الأفكار السلبية الظلامية , وتزيح آليات التفكير المريضة المؤدية لتفاعلات عليلة.
إن أي حديث عن حل المشاكل ومواجهة التحديات لن يفلح , إن لم تسبقه إنتفاضة عقلية تعيد ترتيب آليات التفكير , وتضع الإنسان على المسار الصحيح المتوافق مع بناء الحياة لا دمارها.
فما يجري في العقل اليوم هو حشوه بمسوغات قتل الحياة والإستهانة بها وبالإنسان , مما تسبب في متوالية النوائب والويلات التي تعيشها عدد من البلدان العربية.
وأول خطوة في الإنتفاضة العقلية , أن يخرج المدعون بالدين وفقا لأهوائهم ومصالحهم الشخصية والفئوية , من سوح السياسة والسلطة , ويتحولوا إلى مصلحين أخلاقيين إن كانوا صادقين في دينهم ودعواتهم لرب رحمن رحيم.
ذلك أن المدعين بالدين قد أسهموا في تضليل العقول , وتزويدها بمهارات معاداة الحياة وإعلاء قيمة الموت , والإستهانة بالبناء والجمال والقيم الحضارية المعاصرة , وبسببهم خسر المجتمع العربي أثمن الفرص وأصيب بأفدح الأضرار , لأنهم بلا إستثناء يراؤن ولا يعجبهم الأمن والمحبة والسلام , لأنها ضد مصالحهم ومناصبهم وقوتهم , ويتمتعون بالإستثمار في جهل الناس وضعفهم وخوفهم ومصائبهم , ولا يروق لهم أن يكون الإنسان سعيدا لأنه عند ذاك سيهملهم ويحط من قيمتهم.
ومجتمعات الأرض عانت من سطوتهم وظلمهم وقهرهم وإبتزازهم , وتلذذهم بسفك الدماء وإنتهاك الأعراض وإغتصاب الحقوق والممتلكات , ذلك أنهم يتخذون من الدين قناعا ويجتهدون في الفتن والويلات لأنها تدر عليهم أرباحا وفيرة.
ولا بد أن يكون للمثقف الحر الأصيل دور فعال في الإنتفاضة العقلية اللازمة , لخلاص الأمة من مصائب ذوي العاهات الفكرية والنفسية المختبئين وراء حجاب الدين , وما هم إلا يأمرون بالمنكر وينهون عن المعرروف بأساليب مراوغة تتبرقع بالدين.
فهل سنصنع إنتفاضتنا العقلية لكي نتحقق ونكون؟!!