26 نوفمبر، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

عراق سليب وحضارة شامخة!

عراق سليب وحضارة شامخة!

الإبداع والتفكير، سمات تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، فهو حين يقدم على إنجاز معين، يشعر بالسعادة بإعتباره باعثاً، للتفاؤل في نفوس الأخرين، أما مقاييس الزمن المعطل والمتعطل، فقد ولت في هذا العالم المترف المتسارع، والذي لا يقف عند حد معين، بل هو في تضخم مستمر، أكان خيراً أم شراً؟
(إن إشعال الحرب أسهل بكثير من إنهائها) عبارة للأديب ماركيز إستوقفتني كثيراً، لان إحتمال التناسي وارد، على الأحداث المأساوية، التي تخلفها الحروب، ولكن أن يجر العقل للنسيان تماماً، فهذا أمر ليس محتملاً، حيث حكايات الجدات والأحفاد، تخفق حول مصارع الأبرياء، الذين لم تسلم من الأذى حتى مقابرهم، ولكن التغيير سيحدث قطعاً.
لهيب الكلمات المنبرية تخيف الطغاة، وتزلزل عروشهم الخاوية، حيث تعني تشكيلاً للرأي العام المعارض لسلب الحقوق، ورغم انه يبعثون برسائل الموت، والخوف الى الشعب في كل الأوقات، لكنهم لا يشعرون برباعية الحرية عند المظلومين، التي تقف في أركانها شامخة راسخة، قيم العدالة، والمساواة، والاستقرار، والرفاهية، فالتغيير الكبير يأتي بفرص أكبر.
ترجمان التغيير حريتك، وعزمك على صنع القرار وتنفيذه، وتقديم التضحيات، هو أبلغ ما ينطق عنك في ساحات المواجهة، والجزء الذي لا يعرفه معظم الناس، أن حجم المظلومية المؤودة، تبقى متشبثة بالحياة، وتنتظر لحظة خروجها من شرنقة الصمت، الى النهوض بالمسيرة الملقاة على عاتق الأحرار، بما يحقق الإنتظار من فرصة للإنتصار.
لقد سلب اللصوص ما سلبوا من أرضي وحضارتي، على أن الشمس بقيت مشرقة، والقمر أمسى منيراً، ولم يبخلا بقبس من نورهما لأهل العراق، فالسماء، والأرض، والقلوب، والعيون في أرض المقدسات، تنام مطمئنة، بحفظ إلهي، وعشق حسيني فريد، فلا يحتاج العراق الى من يتحدث عنه بالنيابة، فجميعنا ننادي لبيك يا عراق.
إشغال الشعب بفقاعات عسكرية، أو إقتصادية، يراد منها الإنجرار وراء الإقتتال الطائفي، وبالتالي رسم حدود بغيضة، لكل شيء بين العراقيين، لكن التغيير إقتلعهم بقوة وسينال من الباقين، لأننا لن نغير ما حل بوطننا، ما لم نغير أنفسنا، ونسير على هدي القرآن الكريم، وسنة نبيه وأهل بيته (عليهم الصلاة والسلام أجمعين).  

أحدث المقالات