حينَ تتكدّسُ وتتراكم الفضائحُ فوق الفضائحِ وبكثافةٍ مضغوطة , فبلا ريبٍ انّها تزكم الأنوف وغير الأنوف ايضا .! , وإذْ عادتْ وانتشرت الأنسام القذرة لفحاوى ” ويكيليكس ” مؤخّراً , وخصوصاً بقدر تعلّق الأمر بساسةٍ عراقيين لايدركون ولا يفهمون أنَّ احدى المعاني المبسّطة لكلمة ” سياسة ” مأخوذةٌ اصلاً منْ كلمة < سايس > وهو الذي يقوم بترويض وتسييس الخيل او الحصان , ومثل هؤلاء فأنّ ” الحصان ” ارفع شأناً منهم , لأنَّ منه انبثقتْ معاني الفروسيّة , واذا ما كان لهم من شأنٍ ما .!
وَ , بعيداً جداً وهروباً و فراراً من الإنعكاسات التي تفرزها وثائق ” ويكليكس ” فأرتُؤيَ الإنتقال الى محطّةٍ او زاويةٍ وبالأحرى الى ” منتجعٍ ” آخر لِ ” ويكيليكس ” يتيح لنا التنفيس والتنفّس بعيداً عن السياسة والساسة والتسييس لكلِّ سياسيٍّ ” خسّيس ” …
أزاءَ الضغط النفسي الذي سببّته وثائق ” ويكيليكس ” الأخيرة , آثرتُ لتغيير الأجواء وحرفها عن مسارها , فسألتُ بعضاً من زملاء ” المهنة ” عن مدى معرفتهم اللغوية بالمعنى الجذري واللغوي لِ ” ويكيليكس ” , إنما معظمهم أبدوا عدم اكتراثٍ و لامبالاةٍ , وتفاعلوا مع الأسرار الجديدة التي كشفتها ” ويكيليكس ” , ومع انّي لمْ ارَ جديداً في ساسةٍ تسري الخيانة في عروقهم من قبل ان يمارسوها , ولا يهمّهم من اين ” يقبضون ” من ايٍّ من دول الجوار السّتْ او من الأفرنج اوالأعاجم الآخرين . فبدأتُ < أُفَلّس ! > الكلمة وأُعرّيها من قشورها الخارجية , ثمّ منتقلاً من < التفليس الى التفلسف ! > اللغوي التفكيكي .!
إنَّ معنى كلمة WIKI هو < فوري او سريع > , وهي كلمة ليست انكليزية المنشأ , ويعود جذرها اللغوي الى ” هاواي ” وهي ولاية امريكية عاصمتها ” هونولولو ” وهي على شكل ارخبيل من الجُزُر في المحيط الهادي , وتُعتبر آخر ولايةٍ انضمّت الى الولايات المتحدة الأمريكية .. وبجانب هذا المعنى لِ WIKI , فأنها في اللغة الكومبيوترية تشكّل توصيفاً لبرنامجٍ يتيح لمستخدميه انشاء او عرض او تقديم مادّة ذات محتوى ومغزى على الشبكة العنكبوتية . أمّا كلمة LEAKS فصارت اكثر من معروفة ويجري استخدامها في اللهجات المحليّة بمعنى < تسرّب او ترشّح > , وفي المصادر اللغوية للّغة الأنكليزية فأنّ LEAK تعني ” اوّلاً ” < تسرّب او تسريب او تمرير مادّةٍ ما كسائل او غاز من خلال ثقبٍ في غاية الصِغر > ” ثانيا ” < إعطاء او تسريب معلومات سريّة الى وسائل الإعلام لغرض كشفها وفضحها , وكذلك ايصال معلومات خاصّة الى شركات تجارية او صناعية > , وبالتالي فأنّ دمج كلا الكلمتين Wiki + Leaks فأنه وفق التعبير العربي فيصبح المعنى : < تسريباتٌ عجلى > او < تسريب لأسرارٍ سياسية او غير سياسية وما الى ذلك > .
وهنالك بالطبع زواياً اخرى للنظر والتمعّن بها حول قضية ويكيليكس , وربما نتاولها في حلقاتٍ اخرى . وبقدر تعلّق الأمر مّما جرى كشفه مؤخرا في وثائق ” ويكيليكس ” حول تعامل سياسيين عراقيين مع السعودية واجهزة مخابراتها , فأنَّ ما هو آتٍ لاحقاً سيكون اعظم واخطر , ويبدو لي أنّ هنالك ” برمجة خاصة ” او توقيتاتٌ محددّة لكشف مثل هذه الأسرار وفقاً للظرف السياسي المحلّي والأقليمي والدولي , كما يبدو انّنا من شدّة وكثرة المفاجآت فلم تعد تفاجؤنا مفاجأة او فاجعة .!
[email protected]