عد اعلاميون وناشطون كربلائيون، اليوم الثلاثاء، أن مبررات نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، بشأن سيطرة تنظيم (داعش) على مدينة الموصل وغيرها من المناطق “غير منطقية”، وحمّلوه مسؤولية “الفشل” نتيجة سوء اختياراته للقادة العسكريين وقيامه بـ”إقصاء” الجميع، وفي حين دعت كتلة (أمل الرافدين) السياسيين لتبني خطاب وطني والتكاتف في الحرب ضد “الإرهاب”، دافعت قائمة منضوية لائتلاف (دولة القانون) عن خطاب المالكي نافية أن يكون “طائفياً”.
وقال الصحافي علي إبراهيم، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الخطاب الأخير لنائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، في كربلاء، وحديثه عن تآمر الآخرين في سقوط الموصل، يفتقر للمنطق برغم أنه يتحمل مسؤولية ما جرى في البلاد”، عاداً أن “الأجدر بالمالكي كان كشف المتآمرين بالأدلة والبراهين ومحاكمتهم خلال حقبة حكمه، وليس الآن، لو كان ما ذكره حقيقياً”.
وانتقد إبراهيم، “وصف المالكي لما حدث في العراق بأنه ثورة سنية ضد الشيعة”، مؤكداً أن “العراقيين يقاتلون اليوم صفاً واحداً بمختلف مكوناتهم، ضد داعش، ولا توجد أي حرب طائفية بينهم”.
من جانبه قال الكاتب، ميثم العتابي، في حديث إلى (المدى برس)، إن “نظرية المؤامرة التي يتحدث بها سياسيو العراق أصبحت قديمة وفاشلة، ومن المعيب استمرارهم بالتعكز عليها وكأنهم ما يزالون في المعارضة وليسوا على رأس إدارة البلاد”.
واعرب العتابي عن استغرابه من “مطالبة نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، الحالية بمحاسبة القادة العسكريين والسياسيين المسؤولين عن سقوط الموصل بيد الإرهاب، وكأن الكارثة لم تحصل خلال توليه رئاسة الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة فضلاً عن منصبي ووزيري الدفاع والداخلية”، عاداً أن “المالكي يتحمل مسؤولية الفشل لاعتماده على طاقم قيادي عسكري واستخباري من الفاشلين والمتآمرين والمنحازين، فضلاً عن قيامه بإقصاء الجميع ولم يُبق صديقا أو شريكاً إلا وجعلهم أعداء له”.
من جانبه قال رئيس كتلة أمل الرافدين في محافظة كربلاء محمد الموسوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن “أي خطاب سياسي يثير الطائفية والنعرات والخلافات بين العراقيين في الوقت الحالي غير صحيح”، داعياً السياسيين العراقيين إلى “تبني خطاب وطني والتكاتف في الحرب ضد الإرهاب الذي يهدد أمن البلد”.
وأضاف الموسوي، أن “مكونات الشعب العراقي كلها تقاتل اليوم في صف واحد ضد الإرهاب ولا توجد أي خلافات طائفية بينها”، مؤكداً على “عدم وجود أي مكون عراقي يؤيد تنظيم داعش، كونه عدواً واضحاً لهم جميعاً”.
من جهته قال رئيس قائمة تيار الدولة العادلة في كربلاء المنضوية ضمن ائتلاف دولة القانون علي عبد المالكي، في حديث إلى (المدى برس)، إن “خطاب نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي كان واقعياً”، مبيناً أن “القائمة تتبنى موقف المالكي وتؤيده”.
ونفى رئيس القائمة، أن “يكون المالكي طائفياً”، مؤكداً أن “المالكي حقق الكثير من الانجازات خلال سنوات رئاسته الحكومة”.
وعد المالكي، أن “ما حدث في البلاد هو ثورة لبعض السياسيين السنة وليس كل أبناء المكون السني، وهذا ما تحدث عنه نوري المالكي، وهو حقيقي”، لافتاً الى ان من “يُحمل رئيس الحكومة السابق مسؤولية اخفاقات المرحلة الماضية فهو واهم، كونها كانت مملوءة بالإشكالات التي تخص مختلف الكتل السياسية”.
واتهم رئيس قائمة تيار الدولة العادلة في كربلاء، بعض الكتل السياسية بأنها “تتبنى ميليشيات حاربت الدولة وأخرى عملت على اسقاط الحكومة والعملية السياسية، وضعت يداً مع الحكومة وأخرى مع الإرهاب”.
وكان نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، عدّ، يوم السبت الماضي، (13 من حزيران 2015)، أن ما يحصل في العراق “ثورة طائفية” للسنة ضد الشيعة، وأكد أن سقوط الموصل والأنبار “مؤامرة”، وفيما هاجم البرلمان السابق، أشار إلى أن “أوساطاً شيعية تأثرت بأفكار البعثيين والتكفيريين”.
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014 المنصرم)، قبل أن يفرض سيطرته على مناطق أخرى عديدة من العراق، قد ارتكب “انتهاكات” كثيرة بحق الأهالي لاسيما من الأقليات، والمواقع الدينية والحضارية، عدتها جهات محلية وعالمية عديدة “جرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية”.