منذ عام والناس في حيرة من قضية احتلال مدن العراق التي سقطت في أيام قليلة في يد الإرهاب الداعشي وكانت الأنظار تتجه نحو المسبب في كل هذا الاندحار الغريب للجيش العراقي وبهذه الطريقة الغريبة .
وكانت المصيبة الأكبر إن حجم الأسلحة التي استولى عليها الإرهابيون كانت هي الأكبر من حيث العدد والنوعية ووصل عدد بعض العجلات المدرعة إلى المئات وفتحت داعش في سوريا أماكن خاصة لهذه الغنائم الحربية ويتفاخرون بأنواعها وأعدادها ونقلها من العراق إلى سوريا .
وتبجحت الحكومة السابقة في كثير من الأوقات حتى ظن البعض إن الأمر فعلا كان حربا والحرب سجال كر وفر نصر وهزيمة لكن الأمور تكشفت بعد ذلك عندا بدأت الأقنعة تسقط عنهم شيئا فشيئا حتى وصل الأمر إلى الاتهامات المتبادلة بين القادة .
وبدأ المسلسل عندما تبادل القادة الاتهامات فالغراوي ضد الفريجي والفريجي ضد الغراوي وهكذا تبادل القوم الأدوار وبقينا في دوامة الاتهامات حتى عاد الغراوي في لقاء طويل شارحا خيوط المؤامرة لكنه توقف في قضية واحدة بعد أن اثبت أن الجميع مقصر ومتآمر ضد العراق إلا انه دافع بشكل واضح عن الشرطة الاتحادية التي كان يرأسها .
بقي من قصة الموصل معرفة الشخص الذي أعطى أوامر الانسحاب وهو الأمر الذي حاول المالكي أن يقلل من أهميته حتى قال ليس المهم أن نعرف من هو الذي فعل ذلك وفي هذه الحالة اذكر قصة عندما كنت مطلوبا في بداية التسعينات ذهبت إلى منطقة زراعية وكان أخي الأكبر هناك يدير أرضا لنا في منطقة تسمى الماضية وكانت الأرض كبيرة وعندما وصلت تفاجأ الكثير من الناس لأني كنت ابن مدينة ولم أكن مزارعا وبعد أن حاولت أن أقول لهم إني افهم في زراعة الأرض اخذ العديد منهم يهزأ بي .
وأنا كنت قبل هذا الوقت بسنة أعيش في مكان زراعي من دون أن يعرفني احد وتعلمت فيه بعض فنون الزراعة والمهم غاية من هذا الكلام أن أقول إنني كنت الأصغر في الموجودين في الأرض ولم يكن معروفا عني إني مزارع أو افهم بالزراعة لكن مع الأيام عرف بعضهم إني افهم الشيء الكثير .
لكن القضية الكبيرة هي إنني كنت مع ذلك مزارعا أي فلاحا ومنفذا للأوامر فقط علما إني كنت احمل كتبي معي وكنت اقضي وقتي في القراءة في وقت الاستراحة ومشكلة تلك المنطقة ان الجميع فيها يتعلمون وكان اخي الأكبر يقول افعل هذا ولا تفعل ذاك وانا كنت اظن انه يعرف ما يقول ويتحدث عن خبرة وعرفت من خلال الملاحظة انه يجرب كما يحب فاخذت بالاعتراض عليه حتى سلبته هذا الحق .
وقلت له : كيف تقول لي ان افعل أشياء وأنت لا تعرف الصحيح من الخطأ ؟؟؟
فكان رده باردا وهو ان يقول اشتبهت علي الأمور !!!
بعد ذلك منعته أن يفتي وأنا موجود وقلت له إنني أنا صاحب القرار في هذه الأرض وأنت لا يحق لك إصدار الأوامر بعد الآن فأنت صاحب الأرض وأنا صاحب القرار في الزراعة …
وعندما كانت الماء تدمر طريق المرور في الأرض وتذهب في الاتجاه غير الصحيح في الليل كنت دائما اعرف من اين حصل الأمر مع ان الظلام هو حالة طبيعية في تلك الاماكن اذ لا يوجد فيها كهرباء اصلا وعندما كانوا يعرفون ان كلامي صحيح كانوا يسالوني كيف تعرف مكان وقوع الخلل والدنيا ظلام .
فكان جوابي واضحا ان هذا الأمر يحتاج إلى ضياء اي علي في النهار ان احدد ما هي الاماكن الأكثر تأثرا بزيادة مستوى الماء وأما كيف ان الماء قد ذهب إلى مكان خاطيء فعن طريق رؤية بلل التراب الذي يبدأ بالنزول بدل الصعود…
وهنا أقول إن أخي لم يكن يستطيع أن يقول إن هذا غير مهم لي لأني كنت أقول له انك صاحب الأرض فقط واما القضايا الزراعية فهي مهمة من يعرف الأمور الزراعية .
وهنا أقول للمالكي : كيف تقول (ليس مهما من الذي اصدر الأوامر) ؟؟
هل تظن نفسك ذكيا حتى تتملص من المسؤولية أن طريقك نحو المحكمة رهين بان يبدأ الشعب بالمطالبة بالمحاسبة وعدم التهاون في ذلك وأما إذا قلت لنا كما قال أخي أنا اشتبهت فأصدرت الأوامر ؟؟؟
فجوابنا لم نسكت عن ذهاب الماء هدرا فكيف نسكت عن ذهاب آلاف أرواح الشهداء منذ عام وأنت تتنعم بمنصب هو أشبه بالطفيليات المضرة ليس وراءه نفع سوى انه سبب للدفع لهذا أو ذاك من التنابلة والفاشلين .
فانتظر حسابك لان غيدان قد قالها : مدوية لم ننسحب إلا بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة والمقصود هو أنت أيها المدعي بأنك صاحب الفتوى وصاحب الدعوى إلى قتال داعش …
انه أنت يا صاحب القول بان قرار عزلك عن رئاسة الوزراء كان خطا جسيما ….
فانتظر محاكمة عادلة على كل المصائب التي وقعت في زمانك الذي انسى العريس ليلة عرسه …