منذ 15 حزيران عام 2014 بدأ عمليات التحالف الدولي التي تقوده امريكا اشهر مرت والتحالف الجوي يجوب الاجواء العراقية وطائراته يوميا تطير لتقاتل داعش ,,اشهر مرت والنتائج التي ينتظرها العراقيون عبارة عن أتهامات وصور وخيانات ضد الجيش العراقي والحشد الشعبي ,,اشهر والعراقيون يوميا يسمعون اخبار تلك الطائرات التي تطير لتقاتل داعش ولكن ثلاث ارباع تلك الطائرات تعود لمهابطها دون ان تعالج اهدافها وداعش يتمدد ويقضم الارض ويوسع من اهدافه تحت مرأى ومسمع من تلك القوات الجوية العالمية التي تملك اقوى اجهزة استمكان واقوى وأفضل انواع الطائرات
الحديثة والمتطورة لكن بعد كل هذه الاشهر لم يتغير شيء على الارض ولم يتوقف تمدد داعش بل على العكس فأن داعش قفزت قفزات نوعية في حربها وهي تسقط المحافظات الواحدة تلوى الاخرى وكأن لم يكن وجود اي دور لتلك القوات التي تمتلك كل هذه التكنلوجيا وكل هذه الطائرات ..
من المؤكد لو كان هذا التحالف موجود ويعمل في دولة غير العراق لكان الامر جدا طبيعيا لدى المحللين والمتابعين السياسيين او حتى لدى المواطن العراقي البسيط لكن الامر هذا مختلف في العراق ففي العراق كل شيء واضح ولا لبس فيه فلقد عاش العراقيون تحالفات عدة تقودها أمريكا ضد الجيش العراقي والعراقيون ايضا عرفوا بدقة قوة الطيران الامريكي والفرنسي والايطالي منذ عاصفة الصحراء عام 91 وعرفوا بأس تلك القوات الجوية التي حطمت البنى التحتية العراقية والبنى الفوقية العراقية في فترة اقل من 40 يوما حتى ان العراق اصبح دولة اشباح وغربان كما وصفه المحللين
لا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا غذاء وفي فترة جدا وجيزة والأدهى من كل ذالك حطمت تلك القوات الترسانة العسكرية للجيش العراقي الذي اخرج من الخدمة نهائيا واصبح العراق لايملك جيشا ولا يملك اي قوات عسكرية تدافع عن الوضع الداخلي في العراق هذا كله جرى في العام 91 في عاصفة الصحراء آنذاك والجميع يعرف الضعف وقتها ..
وبعد العام 91 توالت الضربات الجوية على أهداف منتقاة في الجسد العراقي الغاية منها لحمل صدام على السماح لفرق التفتيش بدخول المعامل والمصانع وبين فترة وأخرى يتعرض العراق لضربات جوية جديدة حتى العام 2003 عام التحرير كما سمته امريكا وهي تجوب الاجواء العراقية بطائراتها ثانية لاسقاط صدام ولكن هذه المرة بجيوش مصاحبة للقوة الجوية الامريكية والعراقيين يتابعون تلك الطائرات وهي تفعل ما تفعله وهناك العشرات من الصور التي تبثها القنوات حول تلك القوات الزاحفة الى بغداد وأسقاط النظام وفعلا سقط النظام ودخلت امريكا وكانت لقوتها الجوية بعد
السقوط صولات وجولات وقواتها البرية التي اصبحت مصدر ازعاج لايطاق للمواطن العراقي وهو يرى تلك الجحافل تسير في شوارعه الفقيرة وتمنع تلك القوات السائرين خلفها وتهددهم ببنادقها المتطورة وحوادث لم ينساها العراقيين وقعت في مدن العراق بثتها القنوات العالمية قبل العراقية ,,استمر هذا الحال لأكثر من سبع سنوات والعراق محتل من قبل تلك الدولة القادمة من وراء البحار وهي تفتك بالعراقيين والعراقيين يقدرون تلك القوات وقوتها وجبروتها وسطوتها وخاصة الجوية منها وهي تمتلك اسرع واكثر الطائرات تقدما ولها من السيطرة والقيادة ما قل مثيلها في جيوش
العالم وما تملكه من تلك الآلات القوية التي تستطيع القتال ورمي اهدافها بدقة من مسافات بعيدة جدا .. ظهور داعش في سوريا والعراق وسقوط مدن الموصل والرمادي وتكريت بيد تلك القوة الغاشمة ايقظ حلم العودة الامريكية للعراق بعد ان خرجت في العام 2011 بقرار شجاع لايمكن ان ينسىاه الشعب وهي توقع آخر معاهدة مع الحكومة العراقية معاهدة الدفاع الاستراتيجي المشترك والذي عول عليها العراقيين كثيرا وأعتقدوا ان أمريكا ستكون السد المنيع ضد اي عدوان او اي تجاوز على وحدة العراق وسلامة اجوائه وارضه لكن الذي جرى ان تكالب الاعداء قد كبر وكثر واصبحت أمريكا
بعيدة كل البعد عن معاهداتها ومواثيقها مع العراق واصبحت غير مسئولة عن اي اعتداء واي تجاوز حتى ولدت داعش من رحم المنظمات الارهابية التي كانت يوما تقاتل الجيش الامريكي في العراق لتعود هذه المرة باسم الدولة الاسلامية وتعود أمريكا لمحاربة هذا الوليد الوحش الذي يقتل ويسبي ويخطف ويقطع الرؤوس ظهرت امريكا هذه لمرة وكأنها المخلص الوحيد لعراق وأنها صاحبة الامتياز الاول في هذا التحول الجديد لأستصدار قرار اممي وتكوين تحالف جوي لمقاتلة هذا المارد على ارض العراق محاولة منها ذر الرماد في العيون واقناع المجتمع الدولي بأن تحرير مدن العراق
من مسئولية المجتمع الدولي وتحصل على اكثر من اي وقت مضى على هذا العدد من الدول كشريك لها في هذه الحرب التي اعتبرتها حرب عالمية على ارض العراق ..
اوشك العام ان ينتهي منذ سقوط لموصل لكن مازالت الموصل في ايدي داعش ولا زال استعراض العضلات الامريكية الجوية قائما دون جدوى ولا تحجيم ولا تقليل لقوة داعش بل العكس اصبحت داعش تتحرك وتقضم الارض بتحركات نوعية قل مثيلها قبل قدوم أمريكا حتى بان ان زيف أمريكا واضح في المجيء ثانية الى العراق وأنها جائت من أجل اهداف اخرى محسوبة لتنفيذها على هذه الارض تعرضت أمريكا لأتهامات موثقة بأنها تقدم العون والمساعدة وتقدم لداعش كل اللوجستيات اللازمة لأستمرارها في العراق والطيران الامريكي اليوم ثلاث ارباعه يعود محملا بقنابله الى قواعده دون ان ترمى
على رؤوس داعش والعذر ان السكان المدنيين هو السبب وعذر آخر ان عدم دقة الاهداف ومعرفتها لعدم وجود مراصد ارضية متعاونة مع امريكا وكأن الامريكان لم يروا هذه المواقع سابقا ولم يصورها ويقاطعوها بخرائطهم السابقة لا بل تجاوز الامر لتصبح امريكا الخطر الداهم قبل داعش وهي ترمي بموتها على جنود العراق في مواقع عبارة عن قواعد ومراكز كانت سابقا يسكنها الجيش الامريكي ويعتذر البنتاغون بأن الامر حصل خطأ لكن الدماء تسيل والشباب ترحل على يد امريكا وطائراتها ويصبح الامريكان هم من يقدم الحمولات بمناطيدهم الى داعش في عمق الصحراء والعذر انه خطأ او
انها ربما تكون من غير الطيران الامريكي لأن أمريكا تبيع اللطائرات لدول كثيرة مثل السعودية والاردن وقطر وأن طائرة f16 اصبحت طائرة يمتطيها طيارين من جنسيات متعددة وربما ليس الامريكان هم من قدم وأنزل تلك المساعدات على قوات داعش ..
سنة والأمريكان لم يقدموا ولو مرة حسن نيتهم ولم يعطوا للعراق مرة واحدة اسباب تطمئنهم وتقلل من تشنجهم بتعاملهم المشين عام مر والامريكان يتبجحون ويستعرضون بطائراتهم وهم يمنعون الطيران العراقي من الطيران في اجواء العراق ويتحججون بعشرات الاسباب الواهية ..
اتمنى على الحكومة العراقية ان تعطي للمواطن العراق سبب واحد وجيه يسمح ببقاء امريكا في العراق وابناءه يتعرضون لكل هذا القصف والقتل على ايدي أمريكا ,,اذا كانت الدولة عاجزة والاحزاب لاتجسر على قول الحقيقة وتلبية نداء الاستغاثة من الجنود العراقيين المجاهدين المتطوعين فعليها العودة الى الشارع العراقي ليقول قوله ويخرج هؤلاء او اذا لم يكن ذالك ممكنا فمن الممكن الاستعانة برجال اهل الحق او اي قوات عراقية من المجاهدين للرد على الامريكان وإخراجهم من العراق ويصبح العراق بعد ذالك في أحوال تختلف كل الاختلاف عن سابقتها . خاصة وأن زمام
الامور الان بيد الحشد الشعبي وقواته وهو يحاول بعدة طرق اعادة الارض والعرض العراقية الى سابق عهدها في مدن تكريت وديالى والرمادي وبيجي وغدا الموصل وهذه القوات تتحرك بثقة منقطعة النظير دون الاستعانة بالطيران الامريكي بل ان هذه القوات تخشى الطيران وغدر الامريكان في ضرب تلك القوات السائرة الى التحرير محاولة ايقافها عن سعيها وثنيها عن تحقيق اهدافها ولا تحتاج تلك القوات الى اي من تلك الطائرات وطياريها المشبوهين الذين يحاولون ايقاف الحشد الشعبي وتقوية عضد داعش برمي المؤن والاعتدة والاسلحة لها .