كثر الكلام حول أداءنا الحكومي السابق والحالي وانتهى إلى الفشل … نعم الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد عام 2003 فاشلة و ليست وحدها فاشلة .. بل الحقيقة المرّة أننا كلنا فاشلون و فاسدون أيضا … فاشلون لأننا لم نتعلم من الحقبة الدموية التي مر بها العراق طيلة 35عام من دكتاتورية الحزب الواحد والحروب المستمرة والقتل وتغييب الأخر … فاشلون لأننا جعلنا الفاسدين قاده ومسئولين .. فاشلون لأننا انتخبنا الذئاب وتركنا الأسود في متنزه الزوراء الترفيهي مكبلة بأقفاص حديدية مكتوب عليها – للنظر فقط — , فاشلون لأننا احترفتا تهميش العاقل و المفكر و قدمنا الجاهل على المتعلم . فالموظف الحكومي المسئول الذي يستخدم الحيلة والصلاحيات الممنوحة له لسرقة المال العام يستعجل الثروة والغنى على حساب الآخرين والعقوبة قد تكون السجن أو الإعدام في الحياة الدنيا والدخول إلى النار في الآخرة أذا فلت من عقاب الأجهزة الرقابية المجاملة له ولأتباعه الفاسدين ممن عاشوا على السحت الحرام في العهد السابق التطور : تصنعه النخب و النخب مهمشة ..و الثقافة السائدة هي ثقافة الطائفة والبكاء على الماضي التي انتشرت و استشرت كالنار في الهشيم … النخب : كانت تقود لكنها اليوم تنقاد .. السياسي : كان يقدم البرنامج الذي ينهض بالعامة مستخدما الفكر و الدراسة و اليوم يتبنّى مقولات العامة و يصدح بخطاب طائفي فارغ … فانتشر الفشل في كل شيء و صار الجاهل و المقامر و الأحمق والأمي مقدما في كل شيء في الثقافة : المشهد يقدمه بعض المتأسلمون القادمون من عفن التاريخ فهذا معاوية نفسه الذي تمرد على خليفة زمانه يظهر الود والمحبة لبعض الصحابة ومعنى هذا أن الحكومات التي تستخدم العنف كأسلوب ممنهج في سياستها الداخلية والخارجية كحكومة الحجاج على سبيل المثال كان معاوية بن أبي سفيان من أرسى قواعد الحكم واسسس للعنف والقتل الجماعي الذي ورثه الدواعش الجدد لإقامة دولة العراق والشام الإسلامية الموعودين بها من قبل أسامة بن لادن والزرقاوي وأخير أبو بكر البغدادي و في الفن : غابت الكلمات الجميلة من أغانينا بغياب زهور حسين ومائدة نزهت ووحيدة خليل وأحلام وهبي و باتت المفردات والمعاني الركيكة أغاني شبابنا لقد كان الفن في الزمن الجميل نوع من التسلية وترويض للنفس الإمارة بالسوء ثم أصبح عملية تجارية رابحة لمن يريد الضحك على الناس أو إضحاكهم على غرار برنامج – أضحكك أضحكك حتى لو ماتوا كل اهلك- في الإعلام : المشهد يصنعه الفاشلون فتصبح قيم التجهيل عنوان و نتيجة برامج طائفية مقيتة يمتدح كل طرف طائفته التي تؤويه وصاحبته التي تغويه بعيدا عن القيم والموازين التي ترتبط بقضايا المجتمع السياسية والاقتصادية
والدولية أو تلك التي ترتبط بعادات المجتمع وتقاليده الأصيلة في التربية : فاشلون و النتيجة ازدراء لرجل التربية والتعليم حتى وان كان
متخرجاً من جامعات أوربيه رصينة لان ثقافة الفساد هي الثقافة السائدة في المجتمع , إما أصلاح التعليم فموضوع من المحرمات وليس من المستحبات بعد أن استحوذ التاريخ العربي والإسلامي وأحداثه الدامية على عقولنا وقلوبنا غير أبهين بالتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم المتمدن في الاقتصاد : نتبع أنموذج تنموي فاشل و خطط اقتصادية أكثر فشلا وهذا ما كشفه لنا النفط الصخري عندما تغلب على النفط الاحفوري بعد أن تهاوت أسعار الأخير إلى النصف ورحنا نبحث عن سياسة التقشف التي أصبح الموظف والمتقاعد ضحيتها الأولي.
اجتماعيا : ينبغي الصمت كي لا نخدش الحياء باختصار كلنا فاشلون .. ليست الحكومة وحدها فاشلة بل سنفشل أذا ما استمرت رموز الفشل في قيادتنا , هنا لا اعني حزبا بعينه و إنما اعني منظومة فكرية .
وقد صدق الصحفي والروائي البريطاني – جورج أورويل – ( 1903- 1950 ) حين قال }}الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة لا يعبر ضحية بل شريكاَ في الجريمة {{…. لذلك سوف نكون فاشلين ما لم نصحح ضمائرنا وعقولنا في الانتخابات البرلمانية المقبلة ( والراح الله معه والحي يشوف الحي ) كما قالها المطرب العماري كريم منصور .