الكثير يعتقد أن هناك تنسيقاً ما بين اميركا وإيران،أو لنقل تقاسماً للكعكة العربية الشرق اوسيطة وعليه نريد أن نوضح أولا موضوع جداً مهم ، وهو أن اميركا لا تتفق مع أحد بل ( وهذه البل هي المهمة )إنها تورط الدول ،من يتذكر كيف ورطت صدام بالكويت وورطت إيران في فضيحة كونترا بمساعدة الوسيط السعودي عدنان خاشقجي ، وكيف حسبت إعلامياً مثلبة على الخميني تلاحقه طول العمر لهي أكبر دليل على أن اميركا لا تعترف بصديق ، كما نحب أن نذكر كيف خذلت محمد حسني مبارك في لحظة بسيطة دون أن يكون لها عنيد أو شاتم أو متكبر،بل على العكس كان برأي كاتب السطور أكثر رئيس عربي ديمقراطي قياساً بالكل وقتها.
لو كانت أميركا قد اتفقت على تسليم العراق لإيران فما هو الثمن؟ الجواب لا يوجد ثمن ، ثم أن اميركا دخلت وأحتلت ولوثت سمعتها وفقدت الكثير من أبنائها وخسرت الكثير من المليارات مع الكثير من الجهد دون أن تحصل لحد الآن على المنفعة المرجوة، فالمنفعة التي تطلبها اميركا من العراق هي منفعة مستقبلية تتمثل بأنها ستكون قاعدة أو مجموعة قواعد موزعة في هذه الرقعة الحيوية من الشرق الأوسط مع دخول شركات للاستثمار بعد أن تضمن ولاءاً سنياً لها،لكن المهم أن تضمن تقطيعا لإيران قبل أن تستقر في العراق والهدف الأميركي ( الاحواز )
لو فرضنا جدلاً أنها قد اتفقت كما يحلو للبعض أن يفسر الفكرة ، فنقول ولماذا تقاتل إيران في اليمن دفاعاً عن الحوثيين وتساندهم وفي سوريا ولبنان مادام أنها ضمنت العراق لها، فهل يعقل أنهم متفقون واقصد ( أميركا وإيران ) في العراق ومختلفون في سوريا واليمن ولبنان.
إيران تتعامل بحذر مع أميركا وتحاول الضغط على أميركا من خلال تحقيق انتصارات في كلا من سوريا ، لبنان ، العراق ، اليمن ، لكن النتائج اخيرا ليست كما تريد إيران، فموقف الأسد صعب وموقف الحوثيين أصعب وموقف حسن نصرالله لا يُحسد عليه بين شيعة لبنان ، وهذه العلامات كلها في غير صالح إيران فكيف تكون قد نسقت سراً مع اميركا .
نعم ربما في بداية ضرب افغانستان وبعدها العراق وتساهلت أميركا ( بقصد خبيث ) في السماح لإيران واتباعها بالسيطرة على المنطقة الخضراء والوسط والجنوب العراقي ،لكن برأي كاتب السطور كلها خطوط في سكة توريط إيران في الوحل العربي كما ورطت صدام حسين في الكويت ،كما ورطت الأسد في السماح له بضرب المعارضة وهي تدعم المعارضة سراً وتسمح للمقاتلين بالدخول عبر حليفها ( التركي ) للأراضي السورية سواء كانوا يقاتلون مع داعش ( الأميركية ) أو جبهة النصرة أو المعارضة .
لو كانت مع إيران لكانت مع الأسد ، لكانت مع حسن نصرالله ، لكانت مع الحوثيين ، وها هي وأقصد اميركا تحقق نصراً في العراق بواسطة الجندي المسلم ( داعش ) لتوريط إيران أكثر وأكثر وإيران مندفعة مجبرة وليست مخيرة لأنها تورطت في الشأن العربي ولا مجال للتراجع في العقل الإسلامي المنغلق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص : سوف تلمسون موقفاً اميركاً داعماً لداعش في العراق على حساب الحشد الشعبي والجيش العراقي وما القصف الذي يتعرض له الجيش والحشد بحجة ( الخطأ ) إلا دليل ملموس .