كتيبة اتلاكاتل السلفادورية, هي كتيبة رفيعة المستوى, أنشأتها ودربتها وسلحتها الولايات المتحدة, تشكلت تلك الكتيبة عام 1981, عندما أرسلت مدرسة القوات خاصة الأمريكية, خمسة عشر خبيرا فقط, لمقاومة التمرد في السلفادور , استفتحت الكتيبة عملها بالقتل الجماعي, وصف مدرب أمريكي جنود الكتيبة قائلا: ( متوحشون تماما…..كنا نجد صعوبة بالغة في أقناعهم, بالحصول على مساجين, بدل من أذان وأعضاء جثث القتلى ) .
في ديسمبر 1981, شاركت الكتيبة في حفل قتل جماعي, لأكثر من ألف من المدنين, زخر الحفل بعمليات اغتصاب وحرق, بعد ذلك شاركت في قصف القرى بالقنابل, وقتل مئات المدنين باطلاقات الرصاص, وبوسائل أخرى, فكانت النساء والأطفال والشيوخ القسم الأكبر من الضحايا.
احد الجنود الهاربين , حكى :(( كان على المتطوعين قتل الكلاب والنسور بلا رؤوس , وكان عليهم أن يشاهدوا تعذيب وقتل, لمن يشتبه بانشقاقهم, بقلع أظافرهم وتقطيع أوصالهم, ثم العبث واللعب بتلك الأوصال, ولا تكتفي فرق الموت بقتل المواطنين بالسلفادور, بل تفصل رؤوسهم وتضعها على خوازيق, تم ذبح عشرات الآلاف,وبسبب هذه الكتيبة, حصل نزوح لأكثر من مليون لاجئ.
صورة مرعبة لما فعلته أمريكا بالسلفادور, تحت عنوان مقاتلة المتمردين, فأنتجت كتائب للقتل والدمار, تشابه داعش بكل شيء.
نتساءل أولا: في العراق يتواجد ثلاث ألاف مدرب ومستشار عسكري أمريكي, ترى ماذا يفعلون, وهل تواجدهم كان عنصر إيجاب للعراق, ولماذا الإصرار الحكومي بالاستعانة بالأمريكان؟!
العقل يدفعنا إلى رسم خط ارتباط وثيق, بين الكتيبة السلفادورية وداعش, فالأسلوب هو نفسه, في عمليات القتل والذبح والحرق والتدمير, ثانيا في الحالتين يتواجد الخبراء الأمريكان, إذن النتيجة واحدة ولا تقبل الاختلاف, إن أمريكا هي من تصنع العنف, عبر تدريب عصابات للقتل, تحت عناوين مختلفة, وما داعش إلا كتيبة أمريكية جديدة, أوجدتها أمريكا لتحقيق غايات خاصة, مرتبطة بالمصالح والمنهج الأمريكي.
أتذكر صورة تعود لعام 2005, لرجال القاعدة وهم يقومون بذبح شاب شيعي, تحت إشراف عسكري أمريكي, في شارع فرعي, تلك الصورة أثبتت وجود علاقة بين أمريكا والقاعدة, من ناحية أهداف القتل, وطرق القتل, فالإرهاب الموجه نحو الشعب, من دون قيم ولا أخلاق, ومن قبل جهات لا وجود لها في العلن, سيكون اكبر عامل لنشر الرعب والخوف, وحصول ردة فعل متناسبة معه, وما جرى في الأعوام الخمس الأولى التي تلت 2003 إلا ردت فعل لما صنعته أمريكا من كتائب الجريمة تحت عنوان القاعدة.
أمريكا أثبتت طيلة الأعوام ال12 الأخيرة, أنها لا تفعل الصواب مع العراق, فهي كانت الشريك الأهم في التسليح والتدريب, والنتيجة جيش هزيل ضعيف التسليح والتدريب, سقط بأول اختبار إمام عصابات أمريكا ( الدواعش), فكيف نستمر بطلب خبراء ومدربين أمريكان, مع إن دورهم غامض وخبيث, والعقل يدفعنا إلى اللجوء إلى دول أخرى للتدريب والخبرة, بعد فشل أمريكا في تحقيق أي نجاح طيلة الفترة الماضي, وإلا اعتبر الأمر غباء يمارسه الساسة العراقيين.
التنويع في مصادرنا من ناحية التسليح والتدريب, يجعلنا بعيد عن وصاية كيان, بل نكون نحن الأقوى, وهذا الأمر تغفله الحكومات المتعاقبة.
استمرار تواجد الخبراء والمدربين الأمريكان, يعني استمرار نشاط داعش, وما قد يظهر بعد داعش, والحل بترحيل كل الخبراء والمدربين الأمريكان, بشكل غير مباشر, عن تشريعات تحد من فعاليتهم, بالإضافة لإشراك خبراء ومدربين من دول أخرى, وتشديد الرقابة على تحركاتهم, عندها تنتفي الحاجة لوجودهم, فتسحبهم أمريكا نفسها, حل سهل وممكن جدا أيها الساسة الجهابذة.
أيها الساسة فان لم تعملوا بالنصيحة, فإما إنكم شركاء في الدمار, أو إن أمركم بيد غيركم.
والسلام.