كل من عرف المرجع الديني الاعلى، سماحة السيد علي الحسيني السيستاني( دامت بركاته)، وتابعه عن كثب، يجده يتميز بخصال: كرجاحة العقل، وسداد الرأي، ورزانة النفس، والقدرة على إحتواء الأزمات، والصبر الجميل عليها، والحكمة في التعامل معها.
ان ما يهمنا في مقالنا هذا، هو ما جاء من خطب في الجمعتيين الماضيتيين، على لسان معتمد المرجعية في كربلاء، والتي ذكرت فيها ثلاث أمور مهمة وخطيرة، ألا وهي: 1ـ وصيتها للشباب بالتدريب والاستعداد. 2ـ مطالبة الحكومة بعمل خطة طوارئ لأنخفاظ مناسيب مياه الفرات، وتحذير الحكومة من هذا الامر. 3ـ التحذير من أمر خطير يحوم حول العراق والمنطقة.
سنقوم بقراءة تحليلية شخصية، لهذه الامور، قد نكون صائبين في بعضها.
الامر الاول: من المعروف والمسلم به، ان الدول التي تخوض معارك وحروب، تتعرض لخسائر بشرية ومالية كبيرة، تضر بأقتصادها وتشله بالكامل، تضطر عندئذ الدولة لسياسة الاقتراض المالي، فتثقل نفسها بالديون، وترجع الى الوراء سنين، على مستوى الخدمات والتقدم العلمي، فكيف بالعراق؟ وهو يعيش أزمة إقتصادية، ويخوض معركة مع الارهاب!
إذن لابد من تدريب الشباب والتهيئ، وطرد الارهاب باسرع وقت، فأن إطالة أمد المعركة ليس من صالح العراقيين.
الامر الثاني: حول الخطر، الذي يحوم بالمنطقة، وليس هناك خطر أعظم من الارهاب، الذي يهدد الشعوب بالقتل، والدول بالدمار، ولعله يجر الدول الكبرى، الى حرب عالمية ثالثة، من اجل حماية مصالحها في المنطقة، لان هذه الدول بعضها داعم للارهاب، وبعضهم ضده، وبالنتيجة ستحدث هذه الحرب، التي أشار اليها( نوسترادموس) في تنبئآته، وينتظرها اليهود والنصارى، التي وعدتهم بها كتبهم المقدسة، وتسميها بمعركة( هرمجدون).
أو لعلها هي المشار اليها في روايات الشيعة، القائلة: يموت ثلث العالم، ويقتل ثلث، ويبقى ثلث.
الامر الثالث: في ما يتعلق بانخفاض مياه نهر الفرات، القادم من تركيا، التي ستعيش الصراع الداخلي، بعد خسارة حزب اوردغان في الانتخابات، فيؤدي الى ضعف القرار السياسي لديها، ولعل الارهاب يضرب موعدا هاما مع تركيا، اذا جآء حزب جديد للسلطة فيها، فحزب العدالة والتنمية، كان داعم قوي، للحركات المتطرفة في سوريا والعراق، لانه يتناغم معها بالافكار العقائدية، ويجيبك عن هذا التعاطف والتناغم، الرهائن التركية في الموصل..!
لا ننسى أيضا، حزب عبد الله اوجلان الكردي، وحلمه الذي ناضل عنه سنين، في أقامة اقليم كردي داخل تركيا، وحتما سيستغل هذا الحزب، الصراع الداخلي، لتحقيق حلمه، مما سينعكس هذا الامر على المنطقة الكردية في العراق، ربما يفسر لنا الاخبار الواردة، عن اهل البيت( عليهم السلام)، في دخول القوات التركية الى العراق، وخوض صراع وقتال داخل أراضيه.
او ربما هذا الصراع، له علاقة بنهر الفرات، فقد جآءت رواية من طرق السنة والشيعة، تقول: ( ينحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون).
كل هذه الامور التي ذكرناها، ليست خفية على رجل حكيم مثل( السيد السيتاني)، صاحب البصيرة في الامور، والنظر الثاقب في عواقبها، فلا نستبعد منه، فتوى بالجهاد العام، لطرد الارهاب، باسرع وقت ممكن، وتهيئة الجماهير وتعبئتهم للظهور المبارك، لإمامنا المهدي المنتظر عليه السلام.