هذه المقالة هي بمثابة رسالة واسهاما مني للمشاركة في يوم منظمة مجاهدي خلق المعارضة في باريس يوم 13 يونيو الجاري , حيث يتضامن احرار العالم مع المجاهدين ضد نظام القهر والبغي والفتنة , وهي بعنوان الملالي منبع الفتنة الطائفية , لان الفتنة التي نفذها الملالي هي من اخطر ما واجهه العرب منذ مئة سنه .
من كان يؤمن بالله ورسوله من المسلمين يعرف مدى خطورة الفتنة بكل اشكالها , وقد لعن الله ورسوله اصحاب الفتنة ومن يوقظها . الفتنة تعني الابتلاء ، والامتحان والاختباروقد كثر استعمال الفتنة بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والإزالة والصرف عن الشيء .( النهاية 3 / 410 ) . ومن معاني الفتنة ما يندرج تحت مفهوم السعي في الأرض فسادا {ويَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً} كما تعني محاولة إيقاع الفتنة بين الناس وتخريب أمنهم وسلامهم ودفعهم إلى الصراع والعنف والاقتتال هوايضا , من قبيل السعي في الأرض فساداً بحيث يؤدي في النهاية إلى تدمير الجماعات وتحطيم الأوطان وتدمير النُظم . وأن الفتنة أو الفتن: كالنار تحت الرماد، ساكنة هادئة، حتى يأتي من في قلبه مرض، وجبلت على الشر نفسه، فيحركها ويشعلها . ومن كان كذلك، فإن حواسه لا تهدأ وخلجات قلبه لا تسكن، إلا على السعي في إشعال فتيل نار الفتنة، وبلبلة الأذهان، وخلخلة المجتمع . والفتنة هي عملية صرف الإنسان عن الحق بالقوة يعني أن يفرض نظام جائر على الناس أمرا لا يريدونه ولا ينسجم مع ما يرونه أو يعتقدونه وأن يحمل الناس على تغيير معتقداتهم وآرائهم وتصوراتهم وهو أشد من القتل .
أما الفتنة التي اججها نظام الملالي في ايران هي اخطر من كل الافعال التخريبية والعدوانية التي نفذها الصهاينة والغرب المتصهين , او تلتقي معها في الخطورة على الامة العربية الطامحة الى الوحدة والعمل المشترك في اقل تقدير . لماذا الجزم بخطورة افعال نظام الملالي , ومساواتها بالخطر الصهيوني او انه يفوقه خطرا على العرب ومشروعهم القومي الوحدوي النهضوي .؟
مكمن الخطورة في ان العرب كلهم او جلهم يعرفون الخطر الصهيوني , ويكرهون الصهاينة وينأون بأنفسهم عن التعامل معهم او الاطمئنان لهم مهما كانت وعودهم . ورغم توقيع بعض الانظمة العربية اتفاقيات تسوية مع الكيان الصهيوني , ومحاولات هذا الكيان تطبيع العلاقات بين العرب واليهود الصهاينة , الا أن تلك المحاولات باءت بالفشل , مع وجود بعض الاستثناءات الفردية في حقول الفن والصحافة التجارة .
اما الوضع مع ملالي ايران مختلف . فالملالي مسلمون يدخلون من هذا الباب رغم اختلاف المذهب , , كما انهم دخلوا اعلاميا من مدخل القضية الفلسطينية , فدعموا حزب الله في لبنان وحماس في غزة , في وقت كانت الانظمة العربية لاهية في مشاغلها الخاصة , كما استثمر نظام الملالي الملف النووي ورقة للاستقطاب الجماهيري في الشارع العربي , وصار لهذا النظام اتباع ومؤيدون ومدافعون عنه امثال نظام بشار الاسد , والحركات والاحزاب والمليشيات الطائفية في اكثر من بلد عربي . ورغم ذلك فان الريبة ظلت قائمة لدى العرب الطامحين الى التقدم والنهضة والوحدة من تصرفات الملالي الطائفية .لماذا ؟ .
1. ان نظام الملالي يتصرف بفوقية واستعلاء على العرب , ان لم اقل بكراهية وعقد تاريخية , تعود الى 1400 سنة ونيف , وحقد على الرموز العربية التي اطفأت نار المجوسية في بلاد ايران .
2. اطماع الملالي البارزة في الاراضي العربية والثروات العربية , بدليل ما يجري في العراق , فرغم ان الحكومة العراقية التي يرأسها عملاء لإيران بالكامل , وينفذون الاجندة الايرانية بحذافيرها , الا ان نظام الملالي يتصرف بحقد وطمع , حيث يسعى هذا النظام الى السيطرة على ثروات العراق المائية والنفطية , وقد سبق لرافسنجاني عندما كان رئيس ايران اثناء الحرب العراقية الايرانية وبعد احتلال القوات الايرانية جزيرة مجنون قال ” لقد زادت ثروات ايران النفطية 50 مليار برميل نفط ” .
3. السيطرة على القرار السياسي في البلدان التي ينفذ اليها , ولم يخجل رموز نظام الملالي من التصريح بان نظامهم يسيطر على القرار السياسي في العراق وجنوب ولبنان ( تصريحات قاسم سليماني قائد قوات القدس الارهابية ) . ولا يتورعون عن الاشهار بتدخلهم في الاقطار العربية , فهذا قائد الحرس الايراني يتبجح بان قواته في لبنان والعراق وفي سوريه , ومن الواجب على حزب الله الموالي لإيران ” ولاية الفقيه ” مساعدة نظام بشار الاسد ردا للجميل . وانهم يسيطرون على
المداخل البحرية وانهم صاروا اسياد البحار والتجارة الخارجية فيها . كما انهم يتدخلون في الشؤون العربية الداخلية واثارة الفتن فيها كما حصل في البحرين , الادعاء بأن البحرين جزء من ايران .كما يتدخلون في شؤون الدين والعمل على نشر المذهب الشيعي بالإغراء المادي او المنح الدراسية للطلاب , او الاغراء بتزويجهم بفتيات ايرانيات لضمان ولاء نسلهم لإيران والمذهب الذي يؤمنون به .
4. ورغم ان الملالي يدعون انهم يقودون ثورة الا ان تصرفاتهم ازاء العرب تنم عن عدم احترام الانظمة والقوانين الدولية , فنظام الملالي يرفض التحكيم في قضية الجزر العربية الثلاث ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ) التي احتلتها قوات الشاه عام 1971 , رغم مطالبة دولة الامارات العربية المتحدة بإعادة هذه الجزر الى سيادتها . كما يرفض التفاهم مع الدول العربية الخليجية على تسمية الخليج .. اهو عربي ام فارسي ؟ , رغم ان كثيرا من الحكماء اقترحوا تسميته ” بالخليج الاسلامي ” , حلا للإشكال بين الطرفين .
5. ما نشهده اليوم في العراق وسوريه ولبنان واليمن والبحرين والسعودية من احتراب طائفي على الارض بين سكان البلد الواحد , وما نشهده من تراشق اعلامي بين الفضائيات الموالية لهذه الطائفة او تلك , والسب واللعن على رموز الامة العربية والاسلامية , هي النار التي اشعلها نظام الملالي بين العرب والمسلمين , وهي اشد خطرا من كل المؤامرات الصهيونية السابقة .فما اشد ان يقتتل المسلمون مع بعضهم البعض , ويسفكون دماء بعضهم البعض وهو محرم عليهم هذا الفعل بأمر الله تعالى , وما افظع ان تسمع شتم زوجات رسول المحبة والسلام , او شتم اصحابه المبشرين بالجنة , وليس من فتنة اكبر من ان يبجل القاتل المجرم , ويحط من قدر العظماء الذين صنعوا مجد هذه الامة وحضارتها ( يمجد ابو لؤلؤة المجوسي ويبنى له مقام يزوره الالوف , ويحقر الفاروق العادل ) .
ان الرد على مخطط ملالي طهران لا يكون الا بالمثل , دفاعا عن الامة وعن مستقبلها ومستقبل اجيالها , وعلى القوى العربية القومية واليسارية ان تعمل على فضح من يخطط لأثارة الفتن الطائفية , وأن ينتصروا الى المعارضة الايرانية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي تحررت من الظلم الذي لحق بها وزجها في لائحة الارهاب ارضاء لنظام الملالي , هذه المعارضة ترمي الى اقامة نظام مدني مسالم غير معادي للجيران , يحترم القوانين الدولية ويسعى الى تغليب المصالح الجماعية على المصالح الذاتية . ولابد من الانتصار لعرب الاحواز والاكراد والبلوش الذين يعانون من التهميش والاقصاء من نظام الملالي , ولابد من دعمهم ماليا واعلاميا وهم يجاهدون من اجل نيل حقوقهم التي ضمنتها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية . وان عاصفة الحزم هي اول الطريق لتحجيم نظام الملالي وقطع اذرعه الارهابية في المنطقة والعالم . ولابد للعالم ان يكون واضحا في تعاملة مع نظام الملالي , وادانته على جرائمه بحق الانسانية , سواء باعدام المئات من الرجال والنساء او زج الالوف منهم في غياهب السجون , او قمع الراي الاخر . العالم الغربي ما زال يكيل بمكيالين , ويغلب مصالحه على الامن والسلام العالمي . ولا بد للمؤتمر العالمي يوم 13 الجاري في باريس ان يدين الصمت الغربي على جرائم الملالي , والعمل على تقديم قادته الى محكمة الجنايات الدولية .