ربما شهد هذا شهر حزيران الجاري تطورات دراماتيكية في المواقف الامريكية ازاء اسلوب التعامل مع قادة المكون العربي ومع مطالب جمهورهم، بأن جرى تحرك أميركي على أعلى المستويات لاستعادة الثقة التي تعرضت الى اهتزاز كبير بسبب تذبذب المواقف الامريكية أزاء قضية تسليحهم وسبل تحرير محافظاتهم من سيطرة داعش، تمثل في مبادرة اميركية بدعم عسكري افضل للاسراع بتحرير الانبار ونينوى والاستجابة لمطالب جمهور المكون العربي بأن يتم دعمهم بالسلاح والخبرات لالحاق الهزيمة بداعش.
 لقد كان اعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد حضوره قمة برلين الاخيرة بأن الولايات المتحدة سترسل قوات عسكرية امريكية لاغراض التدريب والاسناد قوامها 450 متدربا ، لاسناد جهود العشائر العربية وبخاصة في الانبار لتحريرها من سيطرة داعش، واستكمال التحضيرات لتحرير نينوى، واستعداد الولايات المتحدة للاسهام في العملية العسكرية المرتقبة لتحرير نينوى ، بمثابة انتقالة نوعية في مسارات تلك العلاقة ، مايعد تطورا لافتا ينظر اليه بشيء من الارتياح.
وهنا لابد من الاشارة الى التحركات الفاعلة التي بذلها السيد أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية رئيس ائتلاف متحدون في تصحيح مسارات تلك العلاقة مع الجانب الامريكي بالالتقاء بكبار قياداتهم واخرهم، بريت ماكورك مساعد وزير الخارجية الأميركي ونائب المبعوث العام للتحالف الدولي المضاد لداعش ، إذ تم خلال الاجتماع مناقشة الوضع السياسي والأمني وتطورات المواجهة مع تنظيم داعش الإرهابي والموقف الأميركي ومستجداته، اضافة الى التأكيد على ضرورة تفعيل المطالبة بتحقيق المصالحة الوطنية وانجاز ما تم الاتفاق عليه في وثيقة الاتفاق السياسي التي لم تشهد حتى الان تطبيقا لبنودها يمكن ان يدخل حالة من التفاؤل ازاء اسلوب التعامل مع الحكومة المركزية .
وأكد الجانب الامريكي على لسان ماكورك أن ثمة قاعدة عسكرية جديدة ستقام في الحبانية بمشاركة 500 عنصر من القوات الخاصة الاميركية سينتقلون إليها ، وان مهمتهم ستكون تدريب وتسليح أبناء العشائر والمتطوعين من الأنبار لمحاربة داعش وهذه القاعدة ستعمل بالتنسيق مع القوات العراقية والهدف هو تحرير الأنبار وحوض نهر الفرات .
وقد أشار السيد أسامة النجيفي خلال لقائه مبعوثين امريكيين في فترات مختلفة ضرورة ان يكون هناك موقف امريكي اكثر تطورا مع مايشهده العراق من انتكاسات تتطلب دعما اميركيا قويا ، لافتا خلال لقائه الاخير مع ماكورك إلى ترحيبه بتطور الموقف الأميركي عبر فتح قاعدة الحبانية وتدريب وتسليح أبناء الأنبار ، وأكد أن المواطنين في المحافظات التي تعاني من سيطرة داعش يشعرون بالاحباط ويتطلعون إلى فعل يرتقي إلى مستوى حماسهم في التخلص من داعش ، مشددا على انه ينبغي أن يكون تدريب وتسليح أبناء المناطق التي احتلتها داعش واسعا وكبيرا ويستجيب إلى مستوى التحدي الذي يواجهونه ، وان الوعود لم تعد تجدي ، ولابد من عمل يستطيع أن يعيد الثقة والأمل في نفوس أبناء المناطق المحتلة، اضافة الى تأكيده على انه لابد من عودة سريعة للنازحين إلى المناطق التي تحررت قبل أشهر ، محذرا من ان أي تأخير من شأنه ارسال رسالة خاطئة إلى مواطني المدن المحتلة من قبل داعش بأن أمر تحرير مدنهم سيطول، داعيا ايضا الى دعم معسكرات تحرير الموصل وتسليحها لأنها القوة التي تمتلك الارادة والعزيمة في دحر داعش وانقاذ مدينتهم من أسرها، اضافة الى تأكيده على ضرورة ان يتم تقديم دعم عسكري للقوات المسلحة لكي تبدأ عملية تحرير محافظتهم في أقرب وقت، وان يكون الدور الاكبر بعد الجيش لقوات العشائر والمتطوعين من ابناء تلك المحافظة في الاسهام بتحريرها .