مع تزايد اهمية الاعلام في هذه الايام … المقروء منه كالصحافة والمرئي المسموع مثل التلفزيون وشبكات التواصل الالكتروني المتنوعة ….فقد اضحى هذا الاعلام القوة الفاعلة المؤثرة والمحركة والمهيمنة على جميع السلطات والمعبر عن وجهة نظر الناس كل الناس ومرأة احاسيسهم ومنبر طلباتهم… فمن المثير للاستغراب أن معظم الصحف العربية الورقية والالكترونية تكتب بجوار عنوانها ((صحيفة يومية مستقلة )) واكتشف بعد التعامل معها وارسال اي موضوع لها… بأنها غير مستقلة .. فإذا وجدت ولو جملة واحدة تخالف توجهاتها الطائفية أو العرقية أو الايديولوجية
الفكرية السياسية تمتنع عن نشره ولا تكتفي بذلك فقط وإنما اجدها تقفل صفحتها في وجه الكاتب نهائيا وتمتنع عن نشر اي مقالة يرسلها بعد ذلك… وتقطع صلتها به وتعتبره عدوا لدودا لها… مع أنه يكون قد قدم وجهة نظرشريحة من الناس أو مجرد تحليل لحالة معينة تحدث في محيطه لا يقصد الاساءة بها لاحد …..وقد يكون ما حدث لي مع احد اصحاب الصحف…. خيرشاهد ودليل يؤكد ما اذهب اليه في هذا المقال… فقد كنت على صلة ممتازة مع صاحب صحيفة عراقية وهواعلامي معروف كان ينشر لي بشكل دائمي دون انقطاع …. فقد ارسلت له يوما مقالة انتقد فيها انشاء الاقاليم وقلت فيها إن
الاقاليم هي البداية للتقسيم وتفتيت العراق وإذا به لم يكتفي بعدم نشر المقال بل قطع صلته بي وتوقف نهائيا عن التواصل معي ومسح جميع المقالات التي كان قد نشرها لي في صحيفته من قبل… ولربما كان السبب في ادخال احد الفايروسات التي اقفلت واجهة صفحتي السابقة…. ومهما حاولت الاستفسار منه بارسال الرسائل له فلم يرد عليَّ نهائيا …… مع ما اوضحته له من احترامي وتقديري واعتزازي بكل القوميات المتواجدة في العراق عموما … ولكني أأمن بالوطنية العراقية الموحدة وهذه قناعتي … ومع اني عربي انتمي لاحدى القبائل العربية المعروفة غير انني رجل تقدمي
لست شوفينيا فلم اذكر اسم قبيلتي أو اتفاخر بها بل بقيت متمسكا باسمي الذي عرفت به والذي لربما أوحى له خطأ في حقيقة قوميتي فبنى علاقته بي على ذلك الاساس الذي خاب ظنه فيه … ولكننا كلنا عراقيون يجب ان نتمسك بالهوية العراقية …..فاين هي الاستقلالية التي تدعيها بعض الصحف إذا…. واين هي الديمقراطية التي تدعي بانها تؤمن بها…. واين هي حرية الصحافة وحياديتها التي اقرتها الشرائع الدولية ألا يجب أن تكون الصحيفة مشرعة للجميع كي يطرحوا وجهة نظرهم بغض النظر عن طبيعة انتساب صاحبها …. طالما يتمسك الكاتب بلأدب دون التعرض لخصوصيات الناس…. فلا
يجب أن تقتصر على وجهة نظر صاحب الجريدة أو حزبه وكتلته ولماذا يعتبر من يخالف وجهة نظره عدوا له ؟؟؟؟؟ .. وهو ما يؤسف له أن تظهر في هذه الاونة الحالية صحف طائفية أو عرقية بهذا الحقد والكراهية للاخرين وعدم قبول الرأي والرأي الاخر الذي كانت تتمتع به الصحف في السابق وقبل خمسين سنة كما كان في العراق مثلا وفي العهد الملكي وحتى في العهد الجمهوري خلال حكم عبد الكريم قاسم أو حتى الحكم العارفي ((عدا الحكم الصدامي بالطبع)) … فكنت تجد انواع الصحف المختلفة المشارب والاهواء والايديولوجيات ..إذ كان بامكان أي كاتب أن ينشر وجهة نظره فتنشرها
الصحيفة أي كان الموضوع الذي يكتب عنه متوافق مع ايديولوجية صاحب الجريدة ام مخالف له …. أما اليوم فقد لا تجد اكثر من بعض الصحف تتقبل نشر كل الاراء بحيادية ولو متهاودة لا بأس بها مع وجود مئات الصحف العراقية التي تمثل الكتل والاحزاب وترفض نشر اي موضوع لا يمتدح حزبها او طا ئفتها ويؤيد وجهة نظرها في الاحداث …. ومع ذلك فهي تكتب في صدر صفحتها بكونها مستقلة وهي ليست كذلك وغير صادقة بهذا العنوان للاسف الشديد.. والحديث قد يطول وسوف لن يقدم أو يؤخر (((فالواقع واقع لا يغيره الكلام )))….طالما الشعوذة والدجل هما الراياتان اللتان نقتدي بهما
والمهيمنة على نفوسنا مهما حصلنا على شهادات رفيعة صحيحة أو مزورة … واما المواقع فحدث ولا حرج فبعضها واجهات لاجهزة استخباراتية أو ابواق دعائية لاحد التنظيمات ألا ما ندر و من اليمين الظلا مي المتشدد الى اليسار المنفلت المتهتك… فهي تتحرك بكل الاتجاهات بمقدار ما يندلق عليها من اموال … أما الوطن فلا مكان له في هذا الزمن فلم يعد هناك وطن .. فان لله وان اليه راجعون …لقد اصبحنا في اسفل السافلين وأجهل الجاهلين وأشد المنافقين للاسف الشديد….ومع ذلك ومما يفرح القلوب بأنه لا زال هناك والحق يقال صحف او مواقع مع قلتها وطنية منفتحة وعادلة
ومحايدة ومرنة وشجاعة تتقبل كل وجهات النظر… وأنا اتحسسها من تعاملي معها حيث اني مراقب محايد لا مصلحة لي مع احد انتقد الممارسات السلبية فقط بقدر فهمي لها وقد اكون مخطئا ومستعد للاعتذار …. فقد انتقد هذا الطرف مرة وانتقد الطرف الاخر مرة ثانية بحسب ما يصدر عنهم من مواقف تثيرني…. فاجد هذه المواقع او الصحف تنشر ما اكتبه أي كان نوع النقد وطابعه فهي مشكورة على ذلك فغرضي من النقد اولا واخيرا هو التبيه لمن يكون غافلا ولا يخل كل انسان من الغفلة في بعض الاحيان …. وهو ما يمنحني الامل بان العراق لا زال بخير وبالامكان ان يعود كما كان…. فبه خزين
من المخلصين اللذين لازالوا متراجعين محتجبين مغيبين مهمشين خلف المتدافعين من الانتهازيين…. غير انه لا بد وان يستطيعوا في الامد القريب ان يزيحوا هؤلاء المتسلطين ويظهروا وجوههم المشرقة ويتقدموا الصفوف وتنزاح الغمة عن هذا البلد الامين – فهي حركة الكون الازلية.التي لا تتوقف عن الدوران .. فيوم الطغاة قصير …ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر …..وقد اضحى الاعلام اليوم وهو ما يجب توضيحه وكما قلنا هو الذي يدير السياسة للدول ويوجه مسارها فقد غدى القوة الفعالة التي اخذ القادة والمسؤولون وجميع السياسيون يلتجؤون اليه لتحديد
مواقفهم وإثبات صفاء سريرتهم وحسن سلوكهم ومديات نجاحهم وبيان انجازاتهم ((الحقيقية والوهمية الفضائية الكاذبة )) ويخشون منه أكثر مما يخشون عقاب القوانين الوضعية وسوح المحاكم التي بامكانهم التعامل معها في بعض الاحيان …فالاعلام هو وحده الذي يثيب المسؤول او يصدر عليه العقاب بقوانينه هو وليس بالقوانين المشرعة الثابتة الوضعية…. فقوانين الاعلام متحركة غير ثابتة وغير مسجلة في الكتب والدواوين معتمدة على قوة هذا الاعلام او ضعفه…. وتعدد اذرعه في الميدان …فكلما زاد عدد المؤسسات الاعلامية واختلفت وجهات نظرها ضعف تأثيرها الجماهيري
وعلى المسؤول بنفس الوقت … وهو ما يعمل عليه المسؤول لتشتيت قبضة الاعلام عليه وسيفها الجلاد… وكلما توحد الاعلام ازدادت قوته وظهر خطره على المسؤول وهو ما يلجيء الحكام لمحاولة توحيد الاعلام وجذبه اليه من اجل السيطرة عليه بمختلف الوسائل والمغريات …أو تأسيس اعلام حكومي موحد بديلا عن الاعلام الخاص الذي يدغدغ مشاعر الشعب ويثير المشاكل للمسؤولين خاصة في مناخات الحرية التي تبحث عنها العديد من مؤسسات الاعلام خارج بلدانهم فيجدون الفسح الواسعة للانطلاق فيكون خطرها اشد…. ما يدفع العديد من المسؤولين للتوجه لها والتقرب اليها لارضاءها
طالما لاتستطيع يد غدرهم وبطشهم النيل منها… مما يؤكد مكانة هذا الاعلام وهيمنته على الدول وبأنه اقوى السلطات في الوقت الحاضر …!!!