22 نوفمبر، 2024 6:15 م
Search
Close this search box.

الكيان الكردي الجديد بين اتفاق واختلاف مصالح دول الجوار

الكيان الكردي الجديد بين اتفاق واختلاف مصالح دول الجوار

سمعنا في الآونه الأخيره عن سباق محموم بين بعض الدول وهي تتسابق لتأييد اقامة دوله كرديه في العراق.. ولكن وهذا السباق لم ينتهي بعد.. فكل طرف قام بتاييد ذلك لم يخفي في حقيقة الأمر رغبته في الاعلان عن الهدف المنشود من هذا التأييد الذي يضر في حقيقة الامر بالشعب الكردي لأسباب عده سنأتي عليها لاحقا.
الدول التي تؤيد انفصال الكرد عن العراق هي اولا اسرائيل وبعد ذلك السعوديه والكويت وبعض دول الخليج.. وحتى لو انكر البعض ذلك فهذا اصبح في حكم المعلوم في ان اخفاء الرغبه في ذلك انما يتم لمسك العصا من الوسط بين بغداد واربيل حفاظا على المصالح لااكثر..
فأما اسرائيل فهدفها معروف معلن دون مواربه في انها مع كيانا كرديا لحماية المصالح الإسرائيليه حيث ستكون كردستان ( وهي كذلك الآن) مقراً للمصالح والقواعد الإسرائيليه في المنطقه للتجسس على ايران وتركيا والعراق والسعوديه..
اما السعوديه والكويت اللتان لم يفصحا علنا عن ذلك وتركا الحبل على الغارب لمخيلة الكتاب والصحفيين ليكتبوا عن انفصال الكرد وماوراء ذلك, فهم في حقيقة الامر شعروا بالخطر الشيعي في الجنوب والتقارب الإيراني العراقي فأرادوا دعم الكرد لجعل المنطقه ملتهبه وفي صراع دائم حيث هم يعلمون بل لربما كان لديهم علم اليقين بتخطيط وتدبير مسبقين في استيلاء الكرد على الأراضي غير الكرديه التي اعلن السيد مسعود حينها انها عادت الى كردستان والتي اطلق عليها اسم حدود الدم.. هذه الأراضي وغيرها من الأراضي العربيه والآشوريه والكلدانيه والتركمانيه واليزيديه والشبكيه انما هي في حقيقة الأمر قنابل موقوته تم وضعها والتخطيط لها من قبل جهات خارجيه لكي تكون بهذا الشكل ولكن بأيدي كرديه..
فهذه المناطق انما حتى ولو على سبيل الفرض تم اعلان كردستان كيانا منفصلا عن العراق فإن خطر النزاع عليها سيظل قائما مادام هناك اناس تطالب بحقوقها خصوصا السنه الذين اقتطعت اراضيهم في الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى.. وكذلك التركمان في تلعفر وكركوك وطوزخورماتو, والاشوريون في سهل نينوى وكذلك اليزيديون في سنجار وشيخان ولاننسى الشبك ولا شيعة ديالى والكوت والمناطق التي تحلم بها الاحزاب الكرديه في ضمها الى الإقليم المفترض انفصاله..
اي ان النزاع المؤجل انما هو مؤجل برغبة الدول الداعمه لأنفصال الكرد وسيستخدم بطريقتين.. اولهما دعم الكرد في الإنفصال ثم دعم الذين يطالبون بحقوقهم من السنه والتركمان والآشوريين واليزيديين وحتى الشيعه لأثارة النزاعات ليظل العراق منطقه مشتعله ملتهبه في وقت ينعم الآخرين بالامان..
 
الشعب الكردي يعتقد ان الكيان المزمع انشائه حق من حقوقه حيث تم اقناعه بهذا الامر عقودا طويله.. وهذا حق طبيعي للكرد ان ارادوا كيانا خاصا بهم ولكن ليس كيانا يضم غير الكرد تحت مايسمى كردستان.. فكردستان اسم يعني بلاد الكرد, فإن ضمت اقواما اخرى فيكون حينها اسما عنصريا اما يجب تغييره او عدم ارغام غير الكرد على ان يكونوا ضمن هذا الكيان المزمع انشاؤه وترك الغير يفعل بأرضه مايشاء .
والمثير في الامر ان الاحزاب الكرديه تروج لفكرة ان غير الكرد في الإقليم هم كردستانيون نافيه بذلك كل انتماء ديني او قومي لهم لتختزلهم بكرديتها في تفسير عنصري قومجي مقيت في سلخ هذه القوميات عن جلدها لتذيبها في مسمى كردستان, في وقت يرفضون تسمية انفسهم عراقيون وهذه الكلمة ليست عنصريه حيث لاتدل على اسم قوميه او دين او مذهب بل اسم لدوله ووطن لااكثر..
الكرد اليوم يعتقدون ان الرغبه في انشاء كيان كردي انما حظيت بتأييد البعض ايمانا منهم بحق الكرد في كيان كردي.. ولكن الحقيقه هي ان هذه الجهات او الدول انما تحافظ على مصالحها التي وجدت في انشاء كيانا كرديا انما هو امرا ملحا اليوم لتحجيم الدور الإيراني والشيعي في المنطقه خصوصا العراق.. ولكن السؤال هل هناك من ضامن الى ان هذا الدعم والتأييد لن يتغير يوما مع تغير المصالح الآنفة الذكر..؟

للأسف الشعب الكردي لايريد ان يعي حقيقة الأمر.. فلعقود طويله حصل هذا الشعب على وعود وعهود بتأسيس كيان كردي بشرط الوقوف مع هذه الجهه او تلك…. ولمرات عديده وعدت امريكا والغرب هذا الشعب ان الإستقلال (حسب تسميتهم) قريب جدا وانه سيتحقق بشرط تنفيذ هذه الاجنده او تلك.. للأسف الشعب الكردي لايعرف ان الدول مصالح.. والذين اوهموه بكيان كردي مستقل انما خدعوه لغاية تحقيق اهدافهم ومصالحهم وحين تحققت فعلا ضربوا وعودهم عرض الحائط تاركين هذا الشعب يظهر في صورة الشعب الغير وفي لوطنه ويظهر في صورة الذي ينفذ اجندات خارجيه وان يكون مجرد بندقيه للإيجار….فهناك احتمالات وارده جدا في تغيير المصالح بين ليلة وضحاها..فهناك اوراق جاهزه للعب مثل شط العرب والحدود العراقيه الإيرانيه والحقول النفطيه والاراضي المختلف عليها بين العراق والكويت وايران, وكذلك هناك قضايا عديده مثل الجزر الاماراتيه وموضوع اليمن والبحرين والتدخل الإيراني هناك وكذلك تصدير الثوره الإيرانيه ودعم حزب الله والفصائل الفلسطينيه وقوات الاسد وغيرها الكثير من القضايا القابله للتفاوض بين التاكيد والتنازل حسب المصالح ..فإن تغيرت هذه المصالح بين ايران وتركيا والخليج العربي واسرائيل ومن ضمن ذلك العراق فهل سيستمر الكيان الكردي ( حال انشائه) بالإستمرار في الحياة وسط كل هؤلاء؟

أحدث المقالات