إن من بين القضايا الجوهرية التي انحرفت فيها نقابة الصحفين ( العراقيين ) كان سببا لان تهوى هذه النقابة من عليائها وتهبط من مقام السيادة والريادة والقيادة , إن هذه القضية المصيرية هي من أهم القضايا التي خلفت الخلائق من اجلها اندثار تاريخ ( الصحافة العراقية ) المجيد المعطر بدماء عديدة من الزملاء الشهداء الأبطال , و يتذكر الزملاء في نقابة ( الصحفيين العراقيين – المركز العام ) الدور الكبير والمميز لأعضاء النقابة ( فرع الأنبار ) ومشاركتهم في النشاطات المهنية والنقابية والإعلامية للدورتين السابقتين على الرغم من الظروف الإستثنائية التي تمر بها محافظة ( الأنبار) وتحمّلهم مخاطر وأعباء كبيرة لكي يضعوا الأوراق الإنتخابية بمن يريدونه ممثلاً عنهم ومن يختاروهم من الزملاء في مجلس النقابة .. وبخاصة بعد إشتداد الوضع الأمني في
( الأنبار) سوءاً ونزوح وتهجير أغلب أبناء المحافظة إلى محافظات العراق ومن بينهم بطبيعة الحال أعضاء النقابة من ( الإعلاميين ) الرواد في المحافظة والصحفيين وأساتذة الإعلام .. كنّا ننتظر من الزميل مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين ما كان متوقعاً ومفترضاً منه ومن زملائنا في النقابة بالتذكير بنا وبظروفنا وبأحوالنا والمبادرة الصادقة بالإتصال بممثلي النقابة في محافظة الأنبار لا أن يتمَّ التغافل عن أعضاء النقابة في تلك الظروف .. بصورة تدعو إلى الشك والغموض بمن يلعب ويقرر ويصدر أوامر النقابة .. ولتذكير الزملاء في فرع ( الأنبار ) ولكي لا تثير هذه المقالة أو تحركَ مشاعر بعض المؤيدين لما قام المركز العام من المستفيدين وراء الكواليس .. لابدَّ من الإشارة إلى جملةٍ من الأمور .. أهمها أنَّ عدداً كبيراً من أعضاء النقابة نزحوا عن المحافظة منذ أكثر من سنة ونصف ونزح وهاجر البقية ىفي أوقات متقاربة لكنهم جميعاً يتساوون في هجرتهم لديارهم وتحملهم مع عوائلهم أكثر مما قد يتوقعه الكثيرون .. لأننا تركنا بيوتنا ودوائرنا وصحفنا وتحملنا ما لا يتحمله الكثيرون .. وبقينا متمسكين بوحدة الوطن والدفاع عن النقابة وما حققته من مكتسبات للصحفيين ، وبهذا لم تكلف النقابة نفسها أو أحداً من كوادرها في بغداد أو المحافظات التي نزحنا إليها مرغمين بالسؤال عنّا وتلبية الحد الأدنى من حقوقنا المشروعة كبقية النقابات العاملة في العراق كنقابة المهندسين والمحاسبين والمدققين والمعلمين والمحامين والأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة وعشرات النقابات المماثلة الأخرى التي سعت إلى البحث عن أعضائها ومنتسبيها من النازحين ومتابعة شؤونهم وتلبية إحتياجاتهم حسب إمكانات كل نقابة عكس ماقامت به نقابة الصحفيين في إحتفالها الإستعراضي الواضح جداً لكسب وإرضاء جهات سياسية وتكتلات حزبية قد تنفع المترشحين في الإنتخابات القادمة .. وبعيداً عن توزيع المكافآت والأموال والهدايا والدروع والشهادات التقديرية والايفادات الخارجية على عدد كبير من ( الإعلاميين ) في المناسبات وغير المناسبات كان واضحاً للعيان مدى تأثير القوى السياسية في العراق وعلى رأسها الحكومة ووزرائها على قرارات النقابة حتى في يوم الإحتفال الاخير .. ودس وإدخال إسماء عجيبة مع أسماء المكرمين من الزملاء المراسلين الحربيين ولم يذكر المحتفلون بهذا اليوم من بعيد أو من قريب زملائهم من الصحفيين النازحين .. نحنُ نذكّر فقط أملاً في إعادة النظر لأدبيات النقابة وفلسفتها البيروقراطية ومجاملاتها المضنية الفارغة .. وإذا كان هناك تعمدٌ في إهمال حقوق الصحفيين ( النازحين ) .. فللأمر وقفة أخرى وتفسيرٌ آخر لأنه يحمل معه هموم معاناة مئات أعضاء النقابة المهجرين ..