تحتفل الأسرة الصحفية العراقية هذه الايام بذكرى انطلاقتها المائة والخمسة والاربعين ،وصاحبة الجلالة تسعى لممارسة سلطتها الرابعة، وهي أكثر تفاؤلا بأن بالامكان ان يبقى الصحفيون والاعلاميون شموعا مضيئة، في كوكبة الابداع العراقي، تحت رعاية نقيبها المثابر الاستاذ مؤيد اللامي، وجمع خير من أعضاء النقابة، للوصول بالصحفيين الى المكانة التي يستحقونها عن جدارة.
وربما تكاد نقابة الصحفيين العراقيين من أكثر المنظمات المهنية حضورا في المشهد السياسي العراقي ، وهي من تحمل هموم ملايين العراقيين، وتسعى لانطلاقة واعدة لهذا الشعب للانتقال به الى حيث التطلعات المشروعة، التي تليق بشعب العراق صاحب أعظم الحضارات الضاربة في أعماق هذا البلد المعطاء بالرغم مما أصابه من ظلم الزمان، وما واجهه من تحديات ومصاعب، سعت الى ايقاف نهضته، والحيلولة دون ان يكون بمقدور العراقيين رؤية بلدهم وهو يعانق كبرياء المجد العربي في أبهى صوره.
وقد قدمت صاحبة الجلالة طيلة سفرها الخالد المئات من تضحيات رجالات السلطة الرابعة قرابين للكلمة الحرة المسؤولة، التي هدفت الى الارتقاء بطموحات الشعب العراقي الى ان يبلغ مستويات الذرى، وكان حضور الاسرة الصحفية في كل مواقع المسؤولية محل تقدير من قبل ملايين العراقيين ومن الجهات المسؤولة في الدولة والمجتمع والبرلمان، وحظيت بكل هذه المكانة لانها كانت المدافع الامين عن هموم ملايين العراقيين ونقلت تطلعاتهم ورؤاهم وأمانيهم ، عبر مختلف وسائل التعبير والتواصل الاعلامي، ما اكسبها كل هذا الاحترام وتلك المكانة التي يحسدها عليها الكثيرون.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب كل العراقيين والاسرة الصحفية التي تحملت عبء مشاركة ماتعرض له العراق من مؤامرات ودسائس واحتلالات تعددت اشكالها وتنوعت يحدوها الامل ، بأن يتخلص شعب العراق من المحنة القاسية التي يمر بها في هذه المواجهة مع داعش وكل قوى الظلام التي تسعى لابقاء العراق يعيش عهد الظلام والتخلف والانحطاط، وقد تعرض الى مؤامرات ومحن ومكائد واحتلالات، كان الصحفيون احد الدعامات الاساسية في مواجهة تلك الحملات الشرسة التي استهدفت الوجود العراقي حاضرا ومستقبلا، وقد كان الصحفيون العراقيون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم، كونهم الفصيل النوعي المتقدم في تلك المواجهة، وهم اكثر إصرارا على تسريع تخليص العراق من محنته هذه، يتوقهم شوقا الى رؤية شعبهم وقد انتقل الى مراحل متقدمة وتجاوز محنة الاحتلالات الغاشمة الى غير رجعة.
وبهذه المناسبة لايسعنا الا ان نهنيء الاسرة الصحفية العراقية بهذه المناسبة، بتلك المناسبة العزيزة، وعوائل الصحفيين يتوقون الى رؤية مستقبل مشرق لهم بعد كل تلك السنوات الصعبة التي عاشوها، وأملهم بالسيد نقيب الصحفيين الاستاذ مؤيد اللامي ان يحقق لهم بعض المكاسب الاضافية، للانتقال بحالتهم المعيشية الى الحالة الافضل، وان لايتم الغاء منحة الصحفيين هذا العام، إذ انهم يستحقون اهتماما افضل يفوق حتى المنحة، للجهود الكبيرة التي قدموها طوال تلك المسيرة، وكل عام وصحفيو العراق وعوائلهم بكل خير وبركة، وحياة رغيدة بعون الله.