نداء إستغاثة من شعب أعزل يباد أمام أنظار العالم .. إلى الضمير الإنساني من أقصى المعمورة إلى أقصاها , نناشد جميع الشعوب المحبة لإقامة العدل والسلام وسيادة القانون , ونتوجه لهم باسم أباء وأمهات وأطفال ذوي ملايين العراقيين المغيبين قسراً في غياهب السجون والمعتقلات والأقبية السرية والعلنية , والمفقودين والمهجرين والنازحين في العراء الذين هربوا من مدنهم وقراهم وحرقت ونهبت بيوتهم من قبل عصابات القتل الإجرامية المدعومة والممولة من جهات أجنبية وأقليمية معروفة , ناهيك عن المحافظات الثائرة بوجه الظلم والمناطق في حزام بغداد وداخلها الذين يعانون من التهميش والاقصاء والاجراءات التعسفية بحقهم لأسبباب طائفية مقيتة .
نستصرخ ونناشد المجتمع الدولي ممارسة كل ما بوسعه من ضغوط على حكوماتهم ومنظماتهم المدنية المعنية بحقوق الإنسان , ونناشد أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة السيد بانكي مون , ومنظمة المؤتمر الإسلامي , والجامعة العربية , والإتحاد الأوربي أن يقفوا ولو مرة واحدة مع محنة وإستغاثة أبناء الشعب العراقي المنكوب الذي وصل الحال به حداً لا يطاق .
الشعب العراقي اليوم ترتكب بحقه أبشع الجرائم , وتمارس ضده إنتهاكات سادية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الشعوب , شعب أعزل تمتهن وتنتهك وتهتك أعراض وكرامة أبناء شعبه رجالاً ونساء شيوخاً وأطفالاً بشكل صارخ على مدار الساعة .
جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية مستمرة منذ أن وطأ الاحتلال البغيض أرض العراق عام 2003 وحتى مصادقة هذه العصابة النازية والفاشية في المنطقة الخضراء قبل يومين على إعدام 7000 مواطن عراقي بريء , رفض حتى الرئيس العراقي الحالي ” فؤاد معصوم ” المعين من قبل نفس هذه الشرذمة التي تتحكم بمصائر البلاد والعباد التوقيع على إعدامهم , وطالب بإعادة النظر بمحاكمتهم , وطعن بعدالة القضاء العراقي المسيس والطائفي أصلاً وبجلسات المحاكم التي تعقد في ظروف وأجواء غير طبيعية وغير عادلة متخذ الحكم بها سلفاً , بدء من إطلاق التهم وتنفيذ أحكام قصوى تصل حد الإعدام لأتف الأسباب بحق شريحة بعينها من أبناء الشعب العراق , وطالب السيد فؤد معصوم بتمييز الأحكام من قبل قضاء نزيه وعادل , بعيداً عن التداخلات السياسة والمحاصصة الطائفية , وبدون تدخل قادة وأمراء المليشيات التي تأتمر بأوامر خارجية معروفة , والتي بات شعار هذه العصابة المارقة والمتمردة على جميع القوانين والأعراف الدولية والمحلية السائدة في العراق منذ قيام الدولة العراقية هو الإنتقام وشراء الذمم وسيادة شريعة الغاب , كما أكد محامو وأهالي السجناء المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد , بأن أغلب هذه التهم المنسوبة لهم تحت قانون أربعة سنة ( أربعة إرهاب ) , هي دعاوى كيدية وطائفية , جاءت بسبب الوشايات وبسبب الأحقاد والضغائن وبسبب المخبر السري , بالإضافة للعوامل الأخرى التي شابت وتشوب هذه الحقبة البغيضة من إثارة النعرات والأحقاد والكراهية على أسس طائفية بين أبناء الشعب العراقي .
من هنا نتوجه بهذا النداء الإنساني الفوري إلى كافة المحامين العرب والعراقيين والكتاب والنشطاء السياسيين أن يقوموا بواجبهم الإنساني والأخلاقي تجاه أبناء شعبهم , وأن يمارسوا دورهم بالضغط على الحكومات العربية والأجنبية ومنظمات حقوق الإنسان أن تناشد عصابة الإجرام في بغداد بالعدول عن إتخاذ مثل هكذا قرار في مثل هكذا ظروف وأجواء ووضع غير مستقر أمنياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً , وليوصلوا رسالة وصرخة هؤلاء الأبرياء للمحافل الدولية المعنية بالعدل والقضاء , كون هذه وغيرها من البشاعات والجرائم والإنتهاكات للأعراف والمواثيق الدولية ما كان لها أن تحصل أو تحدث في العراق أو أي بلد آخر .. لولا وصول حفنة من عملاء الاحتلالين وتسلمهم لمقاليد الهيمنة والسلطة في هذا البلد المستباح الذي أصبح مسرحاً ترتع فيه وتسرح وتمرح عصابات القتل والإجرام الدولية والمحلية بدعم ومباركة من أوصل العراق لحافة الهاوية , وبعد أن تسلط على رقاب هذا الشعب العريق حفنة من شذاذ الآفاق واللصوص والمزورين حتى للشهادات الإبتدائية , ومن أولئك الذين لا يمتلكون أدنى خبرة أو دراية أو تحصيل علمي لإدارة أمور قرية بعينها … وليس دولة وأمة بحجم العراق وشعبه الذي صنع المعجزات عبر تأريخه البشري والإنساني والحضاري , الأمة العراقية التي صنعت وأرست دعائم أول حضارة على وجه الأرض , وسنَّ خبرائه وعلمائه ورجاله الأوائل أول القوانين الوضعية , التي تكفل وتصون حرية وكرامة وآدمية الإنسان أياً كان لونه أو جنسه أو انتمائه القومي أو الديني أو المذهبي , وجاء الدين الإسلامي الحنيف قبل أكثر من 1400 عام بدستور رباني عظيم لينظم ويحمي حقوق بني البشر كافة ألا وهو كتاب الله المجيد ” القرآن الكريم ” .
أخيراً نُهيب بالجاليات العراقية في الخارج بلعب دور أكبر , والتحرك فوراً من خلال التظاهر أمام أوكار ما يسمى السفارات العراقية في كافة دول العالم , وفضح وتعرية حكومة الاحتلالين ومطالبتها بوقف جميع الانتهاكات بحق أبناء الشعب العراقي عامة , والسماح لمنظمات حقوق الإنسان والمحامين الدوليين والنشطاء السياسيين بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق والتوجه والذهاب فوراً لزيارة السجون والمعتقلات في كافة أرجاء العراق , وكذلك الكشف عن جميع الجرائم التي حدثت منذ عام 2003 وآخرها المجازر التي حصلت منذ بيع وتسليم مدينتي الموصل والأنبار , وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومحكمة دولية لكشف المجرمين الحقيقيين الذين يقفوت وراء جميع المجازر التي حدثت في العراق , بدء من مجزرة الزركه ومجزرة الحويجة ومسجد سارية وغيرها وصولاً لكشف مجزرة سبايكر قبل عام بالضبط , وغيرها من الجرائم والمجازر , وما يجري الآن من خراب وقتل ودمار في أغلب مناطق العراق الغربية والشمالية والشرقية . c