15 نوفمبر، 2024 6:52 م
Search
Close this search box.

متى يبلغ العراق سن الرشد؟!!

متى يبلغ العراق سن الرشد؟!!

لم يبلغ العراق سن الرشد منذ إنشاء دولته وحتى اليوم , ولا يزال في حالة المراهقة المزمنة , التي ألحقت به الويلات , وأورثته التداعيات وجعلته متوحلا في المآسي والملمات.

ولكي يبلغ سن الرشد عليه أن يعي ثلاثة سلوكيات جوهرية أوصلته إلى أرزء الأحوال وأعظم الخسران.

أولهما: فشله في إدراك قيمة الجيران

العراق من أفشل دول الدنيا في مهارات إقامة العلاقات مع جيرانه , وقد جنى من هذا الفشل خسائر مروعة على مدى ما يقرب من قرن , وجميع ما حصل على أرضه كان ولا يزال بسبب هذه الغفلة والعجز والقصور , وقلة الخبرة والجهل والأمية الدبلوماسية الساطعة المؤكدة بالأدلة والبراهين , بما جلبته من مخاطر وأحداث وحروب وصراعات دامية , وصلت إلى إستهداف ذاته وهويته ونسيجه الإجتماعي والعقائدي والحضاري والإنساني.

ثانيهما: الإقران السيئ بالحالات

تعيش البلاد منذ تأسيسها حالة من الإقرانات السيئة , التي تحيل ما هو جيد وصالح إلى خبيث وطالح , وما هو يسير إلى مرير وعسير.

ويساهم الإعلام وتصريحات المسؤولين بهذا السلوك الخطير , الذي يكلف البلاد والعباد خسائر منقطعة النظير.

وذلك بأن تُقرن حالة أو مجموعة أو حزب بما هو مشين ويوجب التدمير والعدوان , ومع توالي الإقران يصبح ذلك الإسم تعبيرا عن الذي تكرر أقرانه به.

ومَن ينظر في أحوال البلاد والعباد يجد تأثيرات هذا الإقران.

ثالثهما: غابية الطباع

عندما ينتصر الأسد على غريمه في الغاب , أول ما يقوم به هو القضاء على ما يمت بصلة إليه , وهذا ما تحقق في جميع الأنظمة السياسية المتوالية , فاللاحق يمحق ما يمت بصلة لسابقه دوما وأبدا , وما إعتبر نظام واحد وإتعظ , وفي هذا السلوك الغابي تأسيس لدائرة مفرغة من العدوانية , التي تتسبب في خسائر وطنية وإنسانية كبيرة جدا.

وهذا لا يحصل في مجتمعات أخرى , ودول متنوعة في هذا العالم , فلماذا لم نتعلم من تجاربنا , ومن سلوك الآخرين؟!

إن وعي هذه الحالات وإدراك المفاهيم الحضارية المعاصرة المتصلة بها , هو الذي سيساهم في خروج البلاد من ورطة الضياع والإتلاف الشامل , التي تتجسد في التفاعلات الحاصلة فيها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات