15 نوفمبر، 2024 5:23 م
Search
Close this search box.

الحكوك تريد حلوك ياوجيه

الحكوك تريد حلوك ياوجيه

“لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما”
ياللروعة، عندما تتحول انجازات شخص ما إلى مدرسة، وكم هو رائع عندما يتحول شخص ما بانجازاته إلى أمة !!.
وما أروع هذا “الرجل الأمة” عندما لايستوحش طريق الحق لقلة سالكيه، بل يصلب عودا ويزداد توغلا وعمقا كلما زادت عليه المطارق طرقا !!.
كثيرة هي المشاعر والنعوت والأوصاف المحيطة بهكذا صنف من الرجال، ولكن الوصف اللائق بهذا الرجل أن نصفه ب”سيد الخطاب والقول الفصل” هو اعتبار واستحقاق, وهو جدير به ولايستجديه من أحد ولا يطلبه من رئيس أو سلطة أو مسؤول، بل هو استئهال طبيعي ووسام جأش وشكيمة وشرف هو به جدير، إنه “الأستاذ الرائع والواقعي الكبير والداعي للعلياء السيد وجيه عباس” الذي استطاع رغم وحدته وقلته أن يؤسس لتلك المدرسة ويكون لها زعيما ويصير بها أمة ومعلما ومرشدا !!.

واستطاع أن يؤسس لخطاب واقعي مخلص وجريء وشجاع صريح وصادق مقدام يخلو من التقية والمداهنات والتردد والغموض ومصطلحات العصر وشوائبه والمصالح الشخصية، واستطاع كذلك من خلال خطابه عبر”قناة العهد” الوطنية أن يتربع بكل ثقة كملكا على الشاشة العراقية وينشيء قاعدة واسعة من المشاهدين والمتابعين على المستويين المحلي والاقليمي فضلا عن المستوى العالمي، لاينافسه على هذا أحد إلا نفسه لابسبب الملكات التي يتميز بها عن غيره فحسب، بل بسبب حنكته وتواضعه المعهود وإصراره الخلاق ونزاهته المطلقة وحضوره الشعبي المعدود.

إن الخطاب الذي اعتمده السيد وجيه من خلال الحلقات المتسلسلة بعنوان”كلام وجيه” كان متسما بالواقعية والعبرة وتجارب الاجداد، وإلهاما منه أن الخطاب المضاد لايرد إلا بخطاب من سنخته ونوعه، ولاسبيل للمداهنة أو التقية لأن تلك الأسلحة تعمل لمرحلة معينة ومحدودة رغم انها مطلب ومبدأ سياسي احترازي عند الشيعة، ألا انها أصبحت الآن لاتتلائم مع هذه المرحلة المعاصرة بسبب تغير المعطيات والآليات والمسببات والأساليب، وأن استعمالها الآن قد يأتي بمردودات عكسية ربما تضر بمصلحة الطائفة ومنتميها.

هذا وقد علم الأستاذ وجيه الناس، أن يتصدوا للمعاندين والمتأزمين والقاسطين والناكثين والأمويين بخطاب شيعي سياسي اجتماعي عقائدي واقعي صريح يحفظ للمذهب قدسيته وللطائفة هيبتها أسوة ببقية المكونات الاخرى التي تدافع عن قضاياها بالحق أحيانا وأحيانا أخرى بالباطل، الباطل الذي لاتراعى فيه أذواقنا ولا مشاعرنا ولا انسانيتنا عند اطلاق مختلف الخطب والتصاريح التكفيرية والتشكيكية والعدوانية، ليس الآن فحسب بل عبر وقبل عشرات ومئات السنين التي يتزعمها الفكر السلفي والوهابي المتطرف ذو الوجه الدوغمائي المكبوت الذي أفرخ العصابات الإرهابية الاجرامية كالقاعدة والنصرة وداعش التي أبتلينا بها والأمة والإنسانية جميعا.

ولايتوهم أحد اطلاقا أن نعومة الخطاب الذي يمليه علينا الإنبطاحيون والزمكانيون قد يغير من واقع الحال الى حال وسطي آخر ابدا، فان هذا الواقع المرير لايتغير قيد إنملة تبعا للنفس الاعرابي الارهابي الذي عشعش في نفوسهم وأدمغتهم وحتى في جيناتهم الوراثية ليس الآن، بل منذ زمن السقيفة والى يومنا هذا، ومن يظن عكس هذا فهو على وهم كبير وخطأ فادح قد وقع فيه من سبقنا من الآباء والاجداد، ولا يتصور أحد ان المقابل يضعنا في خانة الود والاحترام والروح الوطنية والتعاون والتعارف والتعايش في حال توسط الخطاب ونعومته، بل العكس هو الصحيح.

فنحن منذ وعينا على الدنيا رغم عروبتنا وأصولنا الصحيحة، فهم ما زالوا يصرون على أننا هنود وفرس مجوس وصفويون وكفار أو يهود وطارئون على الوطن، كمعزوفة يعزفونها كل يوم وعلى مدار الساعة من غير كلل أو ملل دون ادنى حياء أو خجل، فعلينا في هذه الحالة ان نقاوم تلك النزعات بقوة، وبأسلحة من نفس السنخة ونثبت على الملا بعجمة اصولهم، ففيهم على سبيل المثال التركي والسلجوقي والأفريقي والمماليكي والديلمي، وأن جل أئمتهم وعلمائهم من الأعاجم والفرس، في حين أن أئمتنا عرب أقحاح إبتداءا من ابيهم الامام علي بن ابي طالب العربي القرشي وإنتهاءا بالامام الثاني عشر الحجة القائم(عج)، وعلمهم جدهم الامي العربي الرسول الأكرم محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي بأبي هم وأمي”صلوات الله عليهم جميعا”، هو شرفهم ايضا وشرفنا أجمع، النبي العظيم الذي لاينطق عن الهوى والذي بشر بامامتهم (ص) وبمن يتبعهم فهو على الصراط المستقيم، ومن يناصبهم العداوة والبعضاء فهو على ضلال مبين وفي الدرك الأسفل من النار، ولذلك عندما ننادي بملأ أفواهنا “ياحسين” أو “لبيك ياحسين” لانقولها من فراغ أو عبث أو لهو أو تحيز أو حمية جاهلية بل نقولها من ولاء وتكليف شرعي وطاعة وحب لرسول الله (ص) لكسب رضائه علينا في الدنيا وشفاعته لنا في الآخرة إن شاء الله.

فعلينا ككتاب وأدباء ومثقفين وشعراء وفنانين أن نقف مع هذا الرجل الشامخ وقفة رجل واحد وأن ننظم جميعا لمدرسة وحدة الخطاب الشيعي التي يتزعمها السيد وجيه بكلامه الوجيه من خلال الشاشة الوضاءة، وأن لانتركه وحيدا “خائفا يترقب”، فوقوفنا معه والانضمام اليه يعني الفوز، والفوز بالخطاب يعني النصر, بل النصر كله, و”الحكوك تريد حلوك ياوجيه”.

فامض الى ماأنت ماض اليه أيها السيد النجيب أيها الأخ المخلص أيها السيد وجيه، “لاتخاف دركا ولاتخشى”و”لاتخف من ذي سلطان” أبدا، فلست عندك ماتخسره سوى انك تملك بدلة زرقاء وعدة من اربطة لأغراض المعاصرة، فمهما قالوا عنك ماقالوا، فان مقياس الوطنية والطائفية والمذهبية لايؤشر إلا بوفق المعايير العامة والقياسية الحقة التي سيسجلها الموقف والمنطق والاخلاق والواقع والتاريخ بعيدا عن تدخلات المنافقين والمتأزمين والمتفندقين والنواصب ونجوم العهر السياسي والاجتماعي.
والله ولي التوفيق.

أحدث المقالات

أحدث المقالات