تقوم الشائعات بدور مهم في الحياة السياسية، وخاصة أثناء الحروب، فهي ورقة نفسية، للتلاعب بمشاعر الشعوب، والجيوش والحكومات، وإثارة الفزع والفوضى، ولفت الإنتباه نحو أمور هامشية، ليتسنى للعدو إسترجاع بعض هيبته، التي يفقدها في المعركة، خاصة عنما يتقهقر هذا العدو، وتنكشف مخططاته الخبيثة المعتمدة، على مثلث الفتنة الطائفي، وهي القومية والعرقية والمذهبية.
الشائعات تصنع أمجاداً زائفة، وأبطالاً من ورق، فمن السهل كشفها، وتمييز الأبيض من الأسود، وإن كانت بعض المزامير الفاسدة والفاشلة، تفوح قذارة من أجل إشعال المواقف، وجعلها أكثر فوضى وعنفاً وقتلاً، فتملأ الساحة عجيجاً وضحيجاً.
تصرفاتهم الرعناء، وصيدهم في الماء العكر، بنشر الشائعات، تجده في بعض الأحيان يصلهم الى الغاية المرجوة، ولكن سرعان ما تزول، وتكشف الأوراق فتجد داعش وشائعاتها، مجرد ورقة متهرئة، دخلت حياتنا محاولة، تمزيق الصف العراقي الواحد، دون أن تدرك هي وصناعها، الفاسدون والمفسدون، أن حياتهم كطيارة ورقية، عند أول هبة ريح، سرعان ما تنقطع خيوطها، وتتوه في الغيوم، وترمي بها في مجاهل الفضاء، كنفايات من الغبار الماضي السحيق، الذي إذا دخل قرية أفسدها، ودمر حجرها وبشرها.
المتصفح لتسلسل الزمن، يشاهد الخسران والخيبة، نتيجة حتمية للظالمين المجرمين، مضافاً إليهم الدواعش الإرهابيين، الذين أمضوا سنواتهم اللعينة، كالسرطان الصامت، لكنهم حاولوا إقتلاع جذورنا النقية الراسخة، وذلك برسم لوحة من الركام الأسود المتناثر، بدخان شمعة متهالكة، وبث التفرقة، لذا نحن بحاجة الى إعلام محارب للشائعات، وصناعة الخبر الحقيقي، الصادق الواقعي بالكلمة والصورة، أمر بات ضرورياً، أكثر من أي وقت مضى.
العدو يتجه لإستثارة الدوافع النفسية، وخلق مشاعر اليأس، والخوف والتراجع عند الناس، بل وحتى الخنوع والخضوع، للأمر الواقع المفروض، وبالتحديد مع مشاهد لا أخلاقية ودموية، تتنافى ومبادئ الدين، والإنسانية والذوق العام.
زعزعة العملية السياسية، وإفشال التجربة الديمقراطية، وتقسيم العراق، وتحطيم معنويات أبطال القوات الأمنية، ورجال الحشد الشعبي، وشرفاء العشائر الأصيلة، هي من أهم أهداف الإشاعات، التي يروجها داعش وأنصارها، من ساسة الدينار، لكي يدفع العراق ثمناً باهضاً شعباً وأرضاً، بيد أن التلاحم والتعايش السلمي، قطع على الجبناء والخونة هذا الطريق، فحبطت أعمالهم، وساءت مستقراً.